قال النظام السوري، إن "سوريا لا يمكن أن تقبل مناورات الأمم المتحدة بما يخص مهمة بعثة التحقيق الدولية بشأن استخدام السلاح الكيميائي في خان العسل بريف حلب"، معتبرا أن "طلب مهام اضافية لبعثة التحقيق يعد انتهاكا للسيادة السورية".
وأوضح مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السورية، في تصريح أوردته وكالة الأنباء الرسمية: "تأسف وزارة الخارجية لأن كي مون قد رضخ للضغوط التي مارستها دول معروفة بدعمها لسفك الدم السوري وذلك بهدف حرف هذه المشاورات عن مضمونها الحقيقي."
وأضاف المصدر: "الأمين العام بان كي مون طلب مهام إضافية بما يسمح لبعثة التحقيق بالانتشار على كامل أراضي سوريا، وهو ما يخالف الطلب السوري من الأمم المتحدة"، لافتا إلى أن "طلب مهام إضافية للبعثة يشير إلى وجود نوايا مبيتة لدى الدول التي سعت لإضافة هذه المهام، والتي تشكل انتهاكا للسيادة السورية."
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد صرح، الاثنين، أن مجموعة من فريق التفتيش المعني بالتحقيق في مزاعم اللجوء إلى الأسلحة الكيماوية في الصراع الدائر بسوريا موجودة في قبرص وعلى استعداد للانتقال إلى سوريا، داعيا دمشق إلى تمكين المفتشين من بدء عملهم.
وتساند روسيا حليفة سوريا دمشق في رفضها لمطالب القوى الغربية لتوسيع التحقيق. واوضح بان انه يريد تحقيقا شاملا قائلا ان "المبدأ الثابت" للامم المتحدة هو ان يتم السماح للمحققين بالوصول الى جميع المواقع التي تثور مزاعم عن أن اسلحة كيماوية استخدمت فيها.
وعقب لقائه في لاهاي مع رئيس منظمة منع انتشار الأسلحة الكيماوية التي تقدم العلماء والمعدات قال بان ان طليعة فريق الخبراء موجودون في قبرص ومستعدون للتوجه الى سوريا خلال 24 ساعة.
وقال بان "كل ما ننتظره هو إشارة البدء من الحكومة السورية حتى نحدد ما اذا كان قد تم استخدام اي اسلحة كيماوية وفي أي موقع."
وأضاف قائلا "أحث الحكومة السورية على ان تبدي مرونة أكبر لكي يتسنى للبعثة الانتشار بأسرع ما يمكن."
وقال دبلوماسيون بالامم المتحدة -طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم- ان تبادلا للرسائل بين السفير السوري لدى المنظمة الدولية بشار الجعفري ورئيسة مكتب الامم المتحدة لشؤون نزع السلاح انجيلا كين أظهر ان الجانبين بعيدان عن اتفاق.
وأبلغ الدبلوماسيون رويترز أن الجعفري أصر على ان يقتصر نشاط المفتشين على حادثة حلب. واضافوا انه يريد ان توافق الحكومة السورية على اعضاء البعثة ويصر على تعيين مراقب يرافق فريق التفتيش ويريد نسخا من أي عينات تؤخذ.
وقال دبلوماسي ان كين كتبت الي الجعفري في الخامس من ابريل نيسان موضحة بشكل مباشر ان التحقيق يجب ان يشمل هجمات حلب وحمص وأيضا "أي موقع آخر قد يقرر رئيس البعثة انه ضروري".
ويشار إلى أن المسؤول الأممي وافق مؤخرا على تشكيل فريق أممي للتحقيق في ما تردد حول استخدام أسلحة كيمائية في هجوم استهدف قرية خان العسل في حلب, بناء على طلب من الحكومة السورية، كما أعلنت الأمم المتحدة ان كي-مون سينظر في اقتراح غربي لتوسيع دائرة التحقيق حول استخدام الأسلحة الكيماوية، ليشمل هجومين آخرين مزعومين استهدفا موقعين بالقرب من دمشق وحمص، غير أن روسيا تصر على حصر التحقيق بحادثة خان العسل