سوريا: منطقتان عازلتان في الأردن وتركيا وكلينتون تتحدث عن حرب أهلية

تاريخ النشر: 19 نوفمبر 2011 - 07:31 GMT
سوريون يفرون للمناطق التركية نتيجة المواجهات بين الجيش ومسلحين
سوريون يفرون للمناطق التركية نتيجة المواجهات بين الجيش ومسلحين

نقلت صحيفة "The Daily Star" اللبنانية يوم السبت عن مصادر دبلوماسية ان تركيا والاردن يستعدان لإقامة "منطقتي أمن" للمدنيين داخل سورية، إذا لم يستجب النظام السوري لمطالب الجامعة العربية خلال المهلة المعطاة له.

وتنتهي المهلة التي أعطتها الجامعة لدمشق لمدة 3 أيام للتوقيع على بروتوكول إرسال بعثة مراقبين من الجامعة لمراقبة تنفيذ بنود الخطة العربية لتسوية الوضع، مساء يوم السبت.

وأضافت الصحيفة ان خطط تركيا والأردن تأتي بدعم من قوى غربية وعربية، مشيرة الى ان دبلوماسيين عربا وغربيين اجتمعوا مساء الجمعة بعد ان رفضت الجامعة العربية التعديلات على بروتوكول إرسال المراقبين الى سورية التي اقترحتها دمشق.

وأوضحت ان الاجتماع الذي انعقد في باريس، بحث تفاصيل الخطط لإقامة "منطقتي أمن" في شمال وجنوب سورية.

وقد حضر الاجتماع ممثلو كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والمانيا وتركيا والمملكة العربية السعودية وقطر والكويت ومصر والأردن.

وتركز جدول أعمال الاجتماع على السماح لتركيا وهي عضو في حلف الناتو والاردن وهي حليف للولايات المتحدة، بان تقيما المنطقتين المذكورتين في شمال  سورية وجنوبها.

وأوضح الدبلوماسيون للصحيفة ان إصرار روسيا والصين على دعم نظام بشار الأسد، يجعل من المستحيل اتخاذ خطوات لحماية المدنيين في سورية بتفويض من مجلس الامن الدولي.

وقال أحد الدبلوماسيين ان الاجتماع في باريس يشكل أفضل فرصة لتقديم "مظلة" للمدنيين في سورية. واضاف انه من المتوقع ان تفرض الجامعة العربية عقوبات اقتصادية على دمشق الاسبوع القادم. ولم يوضح الدبلوماسي كيفية إقامة "منطقتي الأمن" اللتين يدور الحديث عنهما.

وقال الدبلوماسيون ان القوات السورية قامت بزراعة ألغام على الحدود مع الأردن في وقت سابق من الأسبوع الجاري في حركة تبدو انها تأتي في إطار التحضير للتصدي لمثل هذه الاجراءات من قبل الأردن.

حرب أهلية

من جانبها قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الجمعة ان سوريا قد تنزلق الي حرب اهلية ولكنها اوضحت انها لا تتوقع تدخل المجتمع الدولي بنفس الطريقة التي فعلها في ليبيا.

وقالت كلينتون لشبكة (ان بي سي) نيوز في مقابلة في اندونيسيا حيث تحضر اجتماع قمة اقليميا "اعتقد انه قد تقع حرب اهلية مع معارضة حازمة جدا ومسلحة بشكل جيد وممولة بشكل جيد في نهاية الامر ويؤثر عليها بالتأكيد منشقون عن الجيش ان لم يكونوا يوجهونها.

"اننا بالفعل نرى ذلك امرا نكره ان نراه لاننا نؤيد احتجاجا سلميا ومعارضة لا تستخدم العنف."

ولكن كلينتون قالت انها لا تتوقع احتمال حدوث نوع من التدخل الدولي المنسق الذي حدث في ليبيا حيث حصل ائتلاف يقوده حلف شمال الاطلسي على تفويض لشن هجمات جوية دعما للثوار الذين كانوا يقاتلون معمر القذافي.

وقالت "لا يوجد استعداد للقيام بذلك النوع من العمل مع سوريا" مشيرة الى تحركات اقليمية من قبل الجامعة العربية وتركيا كسبيل لاقناع الرئيس السوري بشار الاسد بوقف اعمال العنف ضد المدنيين.

وفرضت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي سلسلة من العقوبات ضد دمشق. ولكن فرض الامم المتحدة عقوبات تعد امرا غير محتمل في ضوء اعتراض روسيا والصين اللتين استخدمتا في الشهر الماضي حق النقض (الفيتو) ضد مسودة قرار في مجلس الامن الدولي يدين سوريا.

وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا وحددت يوم السبت موعدا نهائيا لامتثال دمشق لخطة السلام العربية التي تتضمن انسحابا عسكريا من المدن والبلدات المضطربة والتهديد بفرض عقوبات اذا لم يعمل الاسد على وقف العنف.

وقالت كلينتون لمحطة (سي بي اس) في مقابلة منفصلة ان من الواضح ان ايام الاسد معدودة.

وقالت "انظر الاسد سوف يذهب انها مسألة وقت فقط. ما نأمله هو ان يتفادوا نشوب حرب اهلية وان يتفادوا سفك قدر اكبر من الدماء وان يجروا التغييرات التي لابد وان يقوموا بها. ونعتقد ان ضغط الجامعة العربية ربما يكون أكفأ ضغط."