سوريا تحذر إسرائيل عبر صواريخ الجليل

تاريخ النشر: 30 نوفمبر 2011 - 12:05 GMT
البوابة
البوابة

قال موقع "ديبكا فايل" المعروف بصلته بالاستخبارات والمؤسسة العسكرية الاسرائيلية اليوم الاربعاء ان التخطيط العملاني لتدخل غربي-عربي في الازمة السورية بات في مرحلة متقدمة وان مصادره العسكرية تفيد بان صلية صواريخ الـ"كاتيوشا" الاربعة التي ضربت منطقة الجليل في شمال اسرائيل في ساعات الصباح الباكر امس الثلاثاء وان ذلك تم بمبادرة من قادة حزب الله في جنوب لبنان بالرغم من ان كتائب عبد الله عزام المرتبطة بـ"القاعدة" ادعت المسؤولية عنها.

واضاف الموقع: "نشَط حزب الله خليةً فلسطينية يسيطر عليها في مخيم عين الحلوة قرب صيدا نيابة عن حليفته دمشق، وسلح تلك الخلية بالصواريخ وحدد لها مواقع اطلاقها واهدافها في الجليل. وقد انفجر احد تلك الصواريخ قرب الحدود وسقط اثنان داخل مستوطنة زراعية على خم للدجاج والرابع على حرش بالقرب من معالوت (ترشيحة).

ويؤكد ضباط في القيادة العسكرية الاسرائيلية الشمالية على معرفة بالتضاريس عبر الحدود ان مواقع اطلاق تلك الصواريخ هي في قطاع خاضع حصرياً لسيطرة حزب الله. ويمنع دخول تلك المنطقة على اي اشخاص من خارجها من دون اذن حزب الله الشيعي الموالي لايران ومعرفته.

وفسرت مصادر الجيش الاسرائيلي الهجوم الصاروخي بأنه تحذير اخير من نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد للولايات المتحدة، والدول الاخرى الاعضاء في حلف شمال الاطلسي ودول الخليج بأن اسرائيل ستكون اول من يدفع ثمن تدخلهم المزمع في سوريا. وهي ستفجر اشتباكاً على الحدود اللبنانية-الاسرائيلية يعقبه هجوم صاروخي ضخم على اسرائيل. ولذلك فان من المتوقع حدوث المزيد من عمليات اطلاق صواريخ "كاتيوشا" للتشديد على هذه الرسالة.

وفي غضون ذلك اعلن وزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو ان حكومته تأمل ان لا يكون تدخل عسكري في سورياً ضرورياً ابداً "لكنها (تركيا) مستعدة لاي سيناريو". واضاف ان نظام حكم يعذب ابناء شعبه لا يملك فرصة للبقاء. وقال ان تركيا يمكن ان تدرس اقامة منطقة عازلة على حدودها بالتنسيق مع المجتمع الدولي في حال تدفق اللاجئين باعداد كبيرة من سوريا.

وتلاحظ المصادر ان هذه هي المرة الاولى التي تقول فيها تركيا علناً انها مستعدة لتدخل عسكري مباشر في سوريا اضافةً الى توفير قواعد دعماً لعملية لحلفائها.

وذكر موقع "ديبكا فايل" يوم الاثنين 28 تشرين الثاني (نوفمبر) انمجموعة ضباط عسكريين من حلف شمال الاطلسي ودول الخليج قد اقامت بهدوء قيادة عمليات مختلطة في الاسكندرون في مقاطعة هاتي التركية على الحدود الشمالية لسوريا.

ولا يمثل اولئك الضباط الذين هم من الولايات المتحدة، وفرنسا، وكندا، وقطر، والسعودية، والامارات العربية المتحدة مع ضباط اتراك يتولون التنسيق، حلف شمال الاطلسي (ناتو) لكنهم يقولون انهم "مراقبون". ومهمتهم هي اقامة "ممرات انسانية" داخل سوريا لخدمة ضحايا قمع بشار الاسد.

وتمهيداً لشرعية تدخل مشترك من جانب "ناتو" ودول عربية في سوريا، نشرت لجنة الامم المتحدة المستقلة لحقوق الانسان والتي اسست لتقييم الموقف في سوريا تقريراً مرعباً الاثنين، 28 تشرين الثاني (نوفمبر) عن الاعمال الوحشية التي يرتكبها نظام الاسد. ويوثق التقرير "انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان" و"انماط اعدامات فورية، واعتقالات تعسفية، وحالات اختفاء اشخاص بالقوة، وحالات تعذيب تشمل العنف الجنسي، بالاضافة الى انتهاكات لحقوق الاطفال". واشار الموقع الاسرائيلي الى ان وزير الخارجية السوري عقد مؤتمراً صحافياً يوم الاثنين عرض فيه جثث جنود سوريين مقطعة الاوصال كدليل على فظائع قال ان المعارضة ضد نظام الاسد ترتكبها.

ويضيف الموقع الاسرائيلي: "تفيد مصادر عسكرية حصرياً لـ"ديبكا فايل" ان التدخل الغربي-العربي في الازمة السورية هو الآن في مرحلة متقدمة من التخطيط العملاني. وهو يشمل قطاعاً عازلاً في شمال سوريا يضمن مدناً محاصرة مثل ادلب، والرستن، وحمص – ولكن ايضاً حلب، ثانية اكبر المدن السورية (5و2 مليون نسمة).

ولم تصل حركة الاحتجاج قط الى حلب ذات الطبقة الموسرة الت تدير القطاعين المالي والتجاري في البلاد. لذا فان وضع حلب ضمن "معبر انساني" تحت سيطرة اجنبية سيكون بالنسبة الى نظام الاسد بمثابة مضاعفة للاضرار الناجمة عن العقوبات الاقتصادية التي اقرتها الجامعة العربية هذا الاسبوع. وفقدان حلب سيلحق ضرراً فادحا بالاقتصاد السوري ويحرم حاكم سوريا من تمويل حملة قمعه العسكري لاخماد التمرد في المناطق الباقية تحت سيطرته.

ووعيا بذلك، اتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم الجامعة العربية باعلان حرب اقتصادية على سوريا".