أثار إعلان الشيخ حكمت الهجري، أحد أبرز مشايخ عقل الطائفة الدرزية في سوريا، تشكيل قوة مسلحة جديدة في محافظة السويداء، ردود فعل غاضبة من شخصيات درزية بارزة، وسط اتهامات باستنساخ تجربة الحرس الثوري الإيراني وتحذيرات من مزيد من الفوضى في الجنوب السوري.
وفي تصريح لقناة "الإخبارية" السورية، اعتبر ليث البلعوس، القيادي في "تجمع رجال الكرامة"، أن ما أعلنه الشيخ الهجري بمثابة "تشكيل نسخة محلية من الحرس الثوري الإيراني"، محذراً من أن هذه الخطوة "تحمل في مضمونها رسالة تنذر بالمزيد من الخراب والدمار".
وأشار البلعوس إلى أن أبناء السويداء كانوا ينتظرون من الشيخ الهجري "موقفًا جامعًا يطرح حلولًا فعلية تقود الناس نحو بر الأمان"، مضيفاً أن من يحيطون بالهجري "يضمّون قادة فصائل تورطوا سابقاً في أعمال خطف وسرقة وابتزاز للمدنيين والنساء".
وبحسب مقطع مصور تداولته وسائل إعلام محلية، أعلن الهجري عن تشكيل "الحرس الوطني"، قائلاً إنه يضم فصائل مسلحة أعلنت ولاءها الكامل له، وتعهّدت بمحاربة ما وصفته بـ"الفصائل السلفية الإرهابية".
وفي المقابل، ثمّن البلعوس موقف "حركة رجال الكرامة" لامتناعها عن الانضمام لهذا التشكيل الجديد، في خطوة عُدّت مؤشراً على الانقسام المتصاعد داخل الطائفة الدرزية في المحافظة.
وتتمتع محافظة السويداء بطابع درزي خالص، ويقود الطائفة فيها ثلاثة مشايخ عقل رئيسيين: حمود الحناوي، ويوسف جربوع، وحكمت الهجري. ويرى مراقبون أن الهجري لا يحظى بإجماع داخل الطائفة، وأن أتباعه يمثلون أقلية لا تعكس التوجه العام للدروز في سوريا.
وسبق أن رفض الحناوي وجربوع بشكل واضح أي دعوات لطلب الحماية من الاحتلال الإسرائيلي، وأكدا تمسكهما بخيار الوحدة الوطنية، في حين اتهم ناشطون الشيخ الهجري بمخاطبة الاحتلال أكثر من مرة ومناشدته التدخل، معربين عن قلقهم من تأثير ذلك على جهود تهدئة الوضع في المحافظة.
ومنذ 19 يوليو/تموز الماضي، يسود وقف هش لإطلاق النار في السويداء، بعد أسبوع من الاشتباكات المسلحة الدامية التي خلّفت قتلى وجرحى. وقد استغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تلك التطورات، لتبرير تصعيد عدوانها على سوريا تحت ذريعة "حماية الدروز"، ما دفع دمشق لاتهام الاحتلال بالتدخل السافر في الشؤون الداخلية، مطالبة المجتمع الدولي بإلزامه بالامتثال لاتفاقية فصل القوات لعام 1974.
ويأتي هذا التوتر في وقت تحاول فيه الحكومة السورية إعادة بسط الأمن في مختلف المناطق، في أعقاب الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، وسط مشهد سياسي وأمني بالغ التعقيد.