بدأ سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد الاحد، زيارة تستمر يومين الى ايران التي تربطها ببلاده علاقات وثيقة مكنتها في السابق من القيام بدور وسيط بين طهران والقوى الغربية في ملف برنامجها النووي وملفات مهمة اخرى.
وقالت وسائل الاعلام الايرانية ان السلطان هيثم بن طارق عقد جلسة محادثات مع الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي عقب وصوله الى طهران.
وكان محمد مخبر النائب الأول للرئيس الإيراني في استقبال سلطان عمان لدى وصوله الى مطار مهرآباد الدولي في طهران.
ووصف وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي الزيارة بانها "تاريخية"، مؤكدا في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" أنه سيكون من شأنها ان تنعكس "إيجابًا" على امن واستقرار المنطقة، خصوصا وان توقيتها يأتي غداة بدء "مرحلة جديدة وإيجابية للعلاقات الإقليمية".
واعتبر البوسعيدي ان هذه المرحلة تستدعي "التشاور والتعاون" في سبيل حلّ "الملفات والقضايا الحالية" في المنطقة.
ومع بدء زيارة السلطان هيثم بن طارق الى ايران، قالت وكالة الأنباء العمانية ان الجانبين وقعا مذكرتي تفاهم واتفاقيتين تتعلقان بتشجيع وتعزيز فرص الاستثمار والتنمية في المناطق الاقتصادية والحرة وكذلك تبادل المعلومات في مجال الطاقة.
وتأتي زيارة سلطان عمان الى ايران بعد أسابيع اتفاق طهران والرياض على استئناف علاقاتهما الدبلوماسية عقب مفاوضات رعتها الصين في آذار/مارس.
علاقات وثيقة
وكانت سلطنة عمان ابقت على تمثيلها الدبلوماسي في طهران ابان الازمة التي اندلعت بين السعودية وايران عام 2016، واعقبها قيام المملكة ودول خليجية بمراجعة علاقاتها مع الجمهورية الاسلامية.
واندلعت الازمة حينها على خلفية هجوم متظاهرين على السفارة السعودية في طهران احتجاجا على اعدام المملكة رجل الدين الشيعي نمر النمر.
كما ادت السلطنة دور وساطة بين ايران والولايات المتحدة في المحادثات التي قادت الى ابرام الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي عام 2015.
وكان الرئيس الايراني زار سلطنة عمان في ايار/مايو العام الماضي، حيث جرى توقيع مذكرات تفاهم وتعاون بين البلدين في قطاعي الطاقة والنقل.
وشكلت مسقط حينها ثاني محطة عربية يزورها رئيسي بعد الدوحة منذ توليه منصبه في اب/أغسطس 2021،
كما تاتي زيارة سلطان عمان الى ايران بعد نحو اسبوع من زيارة قام بها الى مصر واجرى خلالها مباحثات مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، وجاءت بعد يومين من انعقاد القمة العربية في مدينة جدة السعودية، والتي كان من بين المتغيبين عنها.
وتحدثت تقارير مؤخرا عن اتصالات بين ايران ومصر لرفع التمثيل الدبلوماسي بينهما الى مستوى سفير.