البوابة - أظهرت بيانات صادرة عن مكتب المساحة في محافظة قرقلرايلي التركية، تزايدا في أعداد السكان الذين يتدفقون إليها من مختلف المناطق التركية، وخاصة مدينة اسطنبول، عقب الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في السادس من فبراير / شباط الماضي.
ووفقا للبيانات، فإن "قرقلرايلي"، الواقعة غرب تركيا بالقرب من الحدود مع بلغاريا، شهدت خلال العشرين يوما الماضية، تزايدا كبيرا في مبيعات المنازل والأراضي، بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ المحافظة.
واللافت أن الهجرة الداخلية لم تقتصر على سكان المناطق المتضررة من الزلزال، بل شملت أيضا وبشكل ملحوظ أهالي مدينة اسطنبول، مما تسبب برفع أسعار العقارات بنسبة 20-25 بالمئة، منذ وقوع الزلزال.
ويرجح متابعون أن حالة الهلع التي انتابت سكان اسطنبول، جاءت بعد التقارير التي نشرتها وسائل إعلام مؤخرا، نقلا عن خبراء زلازل، وتشير إلى قرب حدوث زلزال مدمر، في المدينة التي يسكنها 16 مليون نسمة، بقوة 10 درجات على مقياس ريختر.

تدفق السكان على "قرقلرايلي"
وقال سونير إيليق، رئيس غرفة الصناعة والتجارة في "قرقلرايلي": "بعد الزلازل، بدأ تدفق السكان إلى المحافظة، كونها واحدة من أقل المناطق تعرضا للزلازل، ولم تقتصر الهجرة على سكان المناطق المتضررة، بل شملت أيضا سكان إسطنبول".
وأضاف إيليق:
لقد تم بيع حوالي ألفي منزل وقطعة أرض في "قرقلرايلي" لسكان من إسطنبول يريدون الانتقال منها، خلال العشرين يوما الماضية"، مشيرا إلى أنه تم تلقي طلبات جديدة للاستثمار، في المنطقة الصناعية في المحافظة، من قبل سكان اسطنبول.
وأوضح ، أن المباني التي بنتها إدارة تطوير الإسكان الجماعي، وهي وكالة الإسكان المدعومة من حكومة البلاد، تشهد الطلب الأكبر للسكن فيها بالمحافظة، بسبب عدم تعرض تلك المباني للإنهيار في الزلزال المدمر، مبينا أن ذلك أعطى المباني في تلك المشاريع، سمعة وموثوقية عالية.

زلازل مدمرة بقوة 10 درجات
وتوقع خبير الزلازل التركي، ناجي غورور، أن تتعرض مدينة اسطنبول لسلسلة من الزلازل المدمرة بشكل متزامن، تبلغ قوتها بحدود 10 درجات على مقياس ريختر.
وقال خبير الزلازل:
"سيحدث زلزال مرمرة المدمر، في اللحظة التي يتم فيها سد الفجوة الزلزالية الموجودة في اسطنبول".
وأشار الخبير التركي، إلى أن الزلزال سيكون عبارة عن زلزالين متتاليين، وأنه بسبب شدتهما يمكن اعتبارهما 4 زلازل في وقت واحد.
من جهته دعا رئيس بلدية اسطنبول، أكرم إمام أوغلو، للإستعانة بالعلم لتقليص الخسائر، في حال حدوث زلزال عنيف، بالمدينة التاريخية
وقال أوغلو:
"لا يمكننا التغاضي عن امكانية وقول زلزال عنيف يدمر اسطنبول، لذلك علينا الاستعداد لكل السيناريوهات والاحتمالات، والعمل على الاستعانة بالعلم لإعادة بناء كل شيء بشكل مدروس".
وبلغت حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال غرب سوريا، أكثر من 50 ألف قتيل، منهم 46 ألف في تركيا لوحدها، التي سجلت أيضا أكثر من 100 ألف مصاب، مه انهيار وتضرر عشرات آلاف المباني.