إعداد: وسام نصر الله
لاقى قرار الولايات المتحدة بتصنيف ما يسمى "سرايا المختار" تنظيما ارهابيا عالميا، ترحيبا من قبل مملكة البحرين التي اعتبرت أن القرار خطوة إيجابية لمواجهة التنظيم.
قرار واشنطن الذي جاء على لسان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يستند على تقارير تتحدث عن تلقي "سرايا المختار" دعما ماليا ولوجيستيا من فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيراني.
كما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على هذه المنظمة.
ويهدف تصنيف المجموعة ضمن القائمة السوداء الأميركية إلى حرمانها من الموارد من خلال تجميد جميع أصولها في الولايات المتحدة إذا وُجدت ومنع تعاملها من خلال النظام المالي الأميركي.
Today’s designation of Saraya al-Mukhtar sends a strong message to the Iranian regime that we will not allow its terrorist proxies to threaten the people of Bahrain and the U.S. personnel stationed there.
— Secretary Pompeo (@SecPompeo) December 15, 2020
"سرايا المختار" الذي تأسس في البحرين في يوليو من العام 2011، هو تنظيم مسلح مصنف على قوائم الإرهاب لدى الرباعي العربي (مصر والسعودية والامارات والبحرين)، وهو واحد من 3 جماعات شيعية مصنفة على قوائم الإرهاب العربية.
وبحسب الحساب الرسمي للتنظيم، فقد نفذ أكثر من 210 عمليات منذ العام 2013 وحتى العام 2016.
وقال بومبيو في تصريحات الثلاثاء: "سرايا المختار" تهدف إلى الإطاحة بالحكومة البحرينية لتمهيد الطريق لإيران لممارسة نفوذ أكبر في البحرين".
وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى أن "سرايا المختار" خططت لهجمات ضد أميركيين في البحرين وعرضت مكافآت مالية لاغتيال مسؤولين بحرينيين.
ويتبى التنظيم الذي يلتزم بالولاء لنهج الخميني، أهداف في مقدمتها اسقاط النظام الحاكم في البحرين، وفرض معادلة قوة الشعب بأيدي المقاومة، ويعلق وزير الداخلية البحريني راشد بن عبدالله آل خليفة على تلك الأهداف بقوله: «إن السرايا تتبنى النهج المسلح، وتهدف بشكل رئيسي إلى إسقاط نظام الحكم، وترتكز استراتيجيتها على التدريب لتنفيذ العمليات الإرهابية».
يذكر أن قيادة "سرايا المختار" مجهولة ولا يُعرف الأمين العام لها، كما يرفض التنظيم الافصاح او الكشف عن أي احد من قيادييها.
التسليح والعمليات
بدأ تنظيم «سرايا المختار» بتنفيذ العمليات عبر تفجير عبوات وقنابل موقوتة ضد قوات الأمن البحرينية وقوات درع الجزيرة، في يوليو 2011.
ونفذت «سرايا المختار» عددًا من العمليات الدامية، منها إحراق البنك الوطني البحريني، والهجوم على 3 مراكز للشرطة البحرينية واستهداف قوات الأمن بعبوات متشظية.
واعترفت «سرايا المختار» بامتلاكها أسلحة، وعبوات، وألغامًا وصواريخ محلية الصنع، ومهربة من الخارج وهي: (مختار1، وبتار1، وعاصف: لغم مضاد للأفراد، وشرف1: صاروخ محلي الصنع، وصياد1: عبوة انشطارية، وسعير1: عبوة حارقة).
ولم تتوقف عمليات «سرايا المختار»، عند ما سبق ذكره؛ بل ينفذ التنظيم عمليات إلكترونية، وعمليات قرصنة، وقد تمكن قراصنة (هاكرز) في 3 يونيو 2017، من اختراق الحساب الرسمي لوزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، ونشر المخترقون تحت اسم: «وحدة الاختراق والتجسس التابعة لسرايا المختار»، على حساب الوزير الرسمي، تهديدات طالت الأسر الحاكمة في البحرين والسعودية.
واعتبر مدير برنامج ستاين لمكافحة الإرهاب والاستخبارات في معهد واشنطن، «ماثيو ليفيت»، أن «سرايا المختار» تُحافظ على حضور قوي على شبكة الإنترنت، وهي الفصيلة الشيعية الوحيدة في البحرين التي تتبنى علنًا أهدافًا إقليمية، وتعتبر النزاع القائم في الجزيرة جزءًا من صراعٍ أكبر مع النظام السعودي، وهذا ادعاء مهم؛ نظرًا للاضطرابات الشيعية الجارية في المنطقة الشرقية المجاورة في المملكة العربية السعودية.
محاكمات
وفي أبريل 2018، أعلن رئيس نيابة الجرائم الإرهابية في البحرين، المحامي العام المستشار أحمد الحمادي، عن انتهاء التحقيق في واقعة تشكيل جماعة إرهابية تابعة لتنظيم «سرايا المختار» على خلاف أحكام القانون والانضمام إليها نفذت جرائم الشروع في قتل ضابط شرطة والشروع في تهريب محكومين وحيازة أسلحة وذخائر ومتفجرات والتدرب، والتدريب على استعمال المتفجرات والأسلحة وتمويل الجماعة الإرهابية.
وقال «الحمادي»، إنه تمت إحالة 18 متهمًا إلى المحكمة المختصة، منهم 7 متهمين محبوسين، وأسندت إليهم تهم تنظيم وإدارة جماعة إرهابية على خلاف أحكام القانون والانضمام إليها وتمويلها، والشروع في قتل أفراد الشرطة وحيازة متفجرات وأسلحة وذخائر، والتدرب على استعمال الأسلحة والمفرقعات؛ تنفيذًا لأغراض إرهابية والشروع في تهريب محكومين على ذمة قضايا إرهابية، وقد تحدد لنظر الدعوى جلسة 23 من أبريل 2018، أمام المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة.
جماعة ارهابية
وفي يونيو 2017، صنفت مصر والسعودية والإمارات البحرين، «سرايا المختار» كتنظيم إرهابي، وأكدت الدول الأربع أنها لن تتهاون في ملاحقة الأفراد والجماعات، وستدعم السبل كافة في هذا الإطار على الصعيدين الإقليمي والدولي، وستواصل مكافحة الأنشطة الإرهابية واستهداف تمويل الإرهاب أيًّا كان مصدره، كما ستستمر في العمل مع الشركاء في جميع أنحاء العالم بشكل فعّال للحد من أنشطة المنظمات والتنظيمات الإرهابية والمتطرفة التي ينبغي عدم السكوت من أي دولة عن أنشطتها.
