سجن "صيدنايا" أكثر سجون العالم سرية... ماذا تعرف عنه؟

تاريخ النشر: 08 ديسمبر 2024 - 09:40 GMT
سجن صيدنايا - معلومات

لطالما كان أكثر سجون العالم سرية، إنه سجن "صيدنايا" الذي كان قبل تحرير دمشق اليوم الأحد من أشد السجون التي يمارس فيه التعذيب الممنهج من قبل الأمن السوري.

وفي إطار عملية تحرير المدن السورية من نظام الأسد بعد 13 عاما من انطلاق الثورة، أعلنت المعارضة المسلحة تحرير العاصمة دمشق فجر اليوم الأحد، وسقوط نظام الأسد بشكل رسمي.

كما أعلنت "إدارة العمليّات العسكريّة" ردع العدوان تحرير ألاف السجناء  من سجن صيدنايا أسوة بقية السجون التي تم تحرير السجناء منها بعد سنوات طويلة من الاعتقال والظلم.

وقالت إدارة العمليات العسكرية في بيان مقتضب على صفحتها على منصة إكس:"أنّنا نزفّ إلى الشّعب السّوري نبأ تحرير أسرانا وفكّ قيودهم، وإعلان نهاية حقبة الظّلم في سجن صيدنايا".

بدوره، لفت "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، إلى أنّ "أبواب سجن صيدنايا فُتحت أمام آلاف المعتقلين الّذين اعتقلتهم الأجهزة الأمنيّة طوال حقبة حكم النّظام السّوري، حيث خرج المعتقلون منه بعد معاناتهم الشّديدة من شتّى أشكال التّعذيب الوحشي".

وانتشرت مقاطع مصورة على منصات التواصل الاجتماعي أظهرت اللحظات الأولى التي تم فيها إطلاق المعتقلين والسجناء، حيث رافق ذلك احتفالات داخل السجن وتكبيرات من المعتقلين الذين خرجوا بعد ضياع سنوات من العمر.

وتحدث أحد المفرج عنهم من هذا السجن في مقطع مصور محتفلا بتحرير دمشق، بأنه كان مقررا إعدامه اليوم مع 54 سجينا من قبل قوات نظام الأسد لولا أن سقط النظام وتم تحريرهم.

 كما ظهر في أثناء تحرير سجينات معنتقلات في هذا السجن أحد الأطفال وقد كان في إحدى ممراته، وقد وجه أحد مسلحي الفصائل عندما شاهده ماذا يعمل هذا الطفل هنا؟

مغردون استذكرا سجن صيدنايا وقالوا إنه:"سجن صيدنايا يختلف عن تلك السجون التي سمعت بها، لأنه ببساطة عبارة عن تابوت ومركز لتحنيط الأحياء والأموات ... تستعمل فيه أغرب وأبشع طرق التعذيب ويشرف عليه ضباط لا يعرفون الرحمة ... "صيدنايا تابوت سوريا المرعب".  
أحدهم غرد على منصة إكس، ابن خالتي منذ 2012 كان مفقودا وأخبرونا أنه توفي في سجون التعذيب لنتفاجأ اليوم بأنه على قيد الحياة عندما تم إطلاق سراحه من قبل المعارضة السورية .

 قصص كثيرة نسجها هذا السجن في فترة حكم عائلة الأسد، فالسوريون يعرفون ما به من ألوان العذاب الذي قض مضاجعهم ليل نهار.... فماذا نعرف عن هذا السجن؟

إنه أحد أكثر السجون العسكرية السورية تحصينا وأشدها قسوة، وقد اكتسب سمعة سيئة بسبب الانتهاكات والتعذيب الممنهج الذي يتم فيه، مما جعله يلقب بـ"المسلخ البشري".

  • سجن صيدنايا في سطور 

تأسس السجن عام 1987 ويقع بالقرب من دير صيدنايا على بعد 30 كيلومترا شمال العاصمة دمشق، وينقسم السجن إلى قسمين: المبنى الأحمر، المخصص للمعتقلين المدنيين والسياسيين، والمبنى الأبيض، المخصص للسجناء العسكريين.

ويتسم سجن "صيدنايا" بتصميم فريد، حيث يتكون من ثلاث مبان رئيسية تلتقي في نقطة مركزية تعرف بـ"المسدس"، وتعتبر هذه النقطة الأكثر تحصينا، يحتوي السجن على 3 طوابق في كل مبنى، ويتميز كل جناح بوجود مهجع جماعي يتسع لعدد كبير من السجناء.

توجد أنظمة أمان شديدة حول السجن، بما في ذلك حقول ألغام مضادة للأفراد والدبابات، وحراسة مشددة على مدار الساعة، إضافة إلى وحدة مختصة بمراقبة كافة أشكال الاتصالات الواردة والصادرة من السجن.

تراوح السجناء في صيدنايا بين معتقلي الجماعات السياسية مثل جماعة الإخوان المسلمين وحزب التحرير الإسلامي، وكذلك معتقلين مرتبطين بالتنظيمات الإسلامية والجهادية.

  • الانتهاكات في السجن

ومن أبرز الانتهاكات التي ارتكبت في السجن هي الإعدامات الجماعية، حيث أشار تقرير منظمة العفو الدولية إلى أن ما يقرب من 13 ألف شخص تم إعدامهم في الفترة بين 2011 و2015. كانت عمليات الإعدام تتم بشكل دوري، حيث يتم إعدام 20 إلى 50 شخصا أسبوعيا.

ويتعرض السجناء في صيدنايا لأشد أنواع التعذيب، بدءا من الضرب بالعصي والهراوات إلى الأساليب النفسية القاسية مثل "بساط الريح" الذي يستخدم لتعذيب المعتقلين جسديا، كما يعانون من التجويع الشديد والحرمان من الماء والطعام، ما دفع بعضهم إلى شرب بولهم للبقاء على قيد الحياة.

أيضا تمارس أساليب تعذيب نفسي، مثل غرف الملح التي تكون أرضيتها مغطاة بالملح، وتستخدم لاحتجاز جثث المعتقلين الذين ماتوا نتيجة التعذيب أو الجوع.

المصدر: وكالات