ستة الاف قتيل في سوريا و"موقف روسي اقل سلبية" بالامم المتحدة

تاريخ النشر: 01 فبراير 2012 - 04:12 GMT
مجلس الامن الدولي
مجلس الامن الدولي

 

 قال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الاربعاء انه لاحظ بان موقف روسيا "كان اقل سلبية" خلال الاجتماع الذي عقد الثلاثاء في مجلس الامن الدولي حول سوريا وقدر عدد قتلى اعمال القمع بستة الاف منذ اندلاع الازمة في سوريا.
وقال جوبيه امام النواب الفرنسيين "للمرة الاولى، وبدون ابداء تفاؤل مفرط، كان موقف روسيا ومجموعة بريكس اقل سلبية" ملمحا الى وجود امل في تبني مشروع قرار يدعم خطة الجامعة العربية للخروج من الازمة.
واضاف جوبيه بخصوص مشروع القرار "لقد كنا للاسف حتى الان نتعرقل في مجلس الامن بسبب التهديد بالفيتو الروسي ومعارضة ما ندعوه مجموعة بريكس (البرازيل والصين وروسيا وجنوب افريقيا والهند)".
والبرازيل لم تعد منذ مطلع كانون الثاني/يناير بين الدول الاعضاء غير الدائمين في مجلس الامن.
وقال جوبيه "سنعمل بالتالي في الايام المقبلة لمحاولة الوصول الى نص يتيح للجامعة العربية التركيز بشكل كامل على البحث عن هذا الحل. هناك نافذة امل".
وقال الوزير الفرنسي ان حصيلة القمع "بلغت ستة الاف قتيل اليوم وبحسب اليونيسيف فان 384 طفلا قتلوا بايدي النظام وهناك 15 الف سجين و15 الف لاجىء".
و كثفت السلطات السورية حملاتها العسكرية للحد من الحركة الاحتجاجية المناهضة للنظام السوري في ظل تزايد الانشقاقات عن الجيش، فيما تصطدم القوى الغربية والجامعة العربية بتصلب موقف روسيا والصين ازاء تبني قرار في مجلس الامن من اجل وضع حد لاعمال العنف في سوريا.
ياتي ذلك فيما افاد مصدر حقوقي ان 38 شخصا قتلوا في سوريا الاربعاء بينهم 15 عسكريا وستة منشقين خلال اشتباكات بين الجيش ومجموعات منشقة عنه، كما قتل 17 مدنيا اغلبهم في مدينة حمص (وسط)، معقل الحركة الاحتجاجية المناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.
ففي حمص، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان تلقت فرانس برس نسخة عنه "قتل ما لا يقل عن 15 من القوات النظامية السورية خلال اشتباكات جرت بين الجيش ومجموعة منشقة عنه".
واضاف المرصد ان "ثمانية مواطنين على الاقل قتلوا خلال اطلاق رصاص من القوات السورية في عدة احياء بمدينة حمص".
وفي ريف درعا، مهد الحركة الاحتجاجية (جنوب) اوضح المرصد "ان خمسة مواطنين استشهدوا خلال العمليات العسكرية في قرية الغارية الشرقية".
وكما افاد المرصد ايضا "ان قوات عسكرية امنية مشتركة تضم عشرات الاليات اقتحمت عدة مدن في ريف درعا بينها نوى والمسيفرة وداعل".
واضاف ان "بلدة خربة غزالة شهدت اكبر عملية من نوعها منذ انطلاق الثورة حيث ترافق الاقتحام مع اطلاق رصاص كثيف وبدات القوات حملة مداهمات اعتقلت خلالها نحو 100 شخص كما احرقت عشرات الدراجات النارية".
وفي ريف دمشق، افاد المرصد في بيان ان اشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات منشقة في وادي بردى (ريف دمشق) اسفرت عن مقتل ستة منشقين.
واضاف البيان ان "الرشاشات الثقيلة تستخدم في قصف عين الفيجة ودير قانون".
وفي بيان منفصل، اكد المرصد مقتل ثلاثة مدنيين بينهم طفلة وامراة برصاص القوات السورية في مدن وبلدات تقع في ريف دمشق.
وفي ريف ادلب (شمال غرب) اضاف المرصد "ان مواطنا استشهد اثر اصابته برصاص قناصة في ساحة هنانو بعد منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء".
واشار الى ان "20 عسكريا انشقوا في بلدة الرامي".
وفي منطقة ريف ادلب ايضا، "فجرت مجموعة منشقة عبوة ناسفة بشاحنة عسكرية من نوع زيل في بلدة ابلين تبعها اطلاق رصاص كثيف من قبل القوات السورية"، بحسب المرصد.
ولفت المرصد الى عدم ورود "معلومات عن عدد قتلى الانفجار".
من جهتها، افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان "مجموعة إرهابية مسلحة اقدمت صباح اليوم (الاربعاء) على مهاجمة سيارة تنقل التموين لأحدى الوحدات العسكرية بريف درعا وتصدت لها العناصر المرافقة للسيارة والجهات المختصة وأسفر الاشتباك عن مقتل 11 إرهابيا وجرح آخرين واستشهاد عسكري وجرح اثنين اخرين".
وفي ريف دمشق، اضافت الوكالة ان "الجهات المختصة القت القبض على مجموعة إرهابية مسلحة في عربين وعثرت على مصنع في سقبا اتخذته المجموعات الارهابية المسلحة لإعداد المتفجرات".
وكثفت القوات السورية عملياتها في الايام الاخيرة مستفيدة من الدعم الروسي واستمرار الانقسامات في مجلس الامن الدولي بشان قرار ضد النظام الروسي.
وياتي ذلك غداة دعوة الجامعة العربية الامم المتحدة الى الخروج عن صمتها لوقف "الة القتل" للنظام السوري، الا ان دمشق وحليفها الروسي لا يبدوان مستعدين للخضوع لضغوط الدول الغربية في مجلس الامن.
ورفض المندوب الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين مشروع قرار في مجلس الامن يطالب الرئيس السوري بالتنحي معتبرا انه ليس على الامم المتحدة التدخل في نزاع "داخلي".
وقال في تصريح آخر ان روسيا ستستخدم الفيتو ضد اي مشروع قرار حول سوريا تعتبره "غير مقبول"، كما افادت وكالات الانباء الروسية.
واضاف تشوركين "اذا كان النص غير مقبول، فسنصوت ضده".
ونقلت وكالة انترفاكس عن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف قوله الاربعاء "نبذل حاليا جهودا للتوصل الى نص مقبول من الجميع يسهم في ايجاد تسوية سياسية في سوريا. لذلك لن يكون هناك اي تصويت في الايام القادمة".
واضاف "يواصل الخبراء مناقشة مشروعي القرار: الروسي والمغربي".
واوضح غاتيلوف "المشروع المغربي ليس مقبولا بالنسبة لنا لانه ما زال يتضمن بنودا تنص على توقيع عقوبات على سوريا واخرى يمكن تفسيرها على انها تجيز اللجوء الى القوة".
من جهته اعتبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الاربعاء انه لاحظ بان موقف روسيا "كان اقل سلبية" خلال الاجتماع الذي عقد الثلاثاء في مجلس الامن الدولي حول سوريا وقدر عدد قتلى اعمال القمع بستة الاف منذ اندلاع الازمة في سوريا.
وقال جوبيه امام النواب الفرنسيين "للمرة الاولى موقف روسيا ومجموعة بريكس (الصين والهند وجنوب افريقيا خصوصا) كان اقل سلبية" ملمحا الى وجود امل في تبني مشروع قرار يدعم خطة الجامعة العربية للخروج من الازمة.
كما دعا رئيس الجمعية البرلمانية في مجلس اوروبا جان كلود مينيون الاربعاء في ستراسبورغ روسيا الى "الاخذ في الاعتبار التقدم الذي لوحظ" في الامم المتحدة والتصويت على مشروع قرار قدمته الجامعة العربية بشان سوريا.
ووجه مينيون "نداء ملحا الى اعضاء مجلس الامن الدولي لاتخاذ الاجراءات الضرورية لوضع حد للقمع".
وبعد عشرة اشهر من اعمال العنف في سوريا اسفرت بحسب الامم المتحدة عن مقتل اكثر من 5400 شخص تتزايد الضغوط على روسيا كي تظهر المزيد من الحزم حيال الرئيس السوري بشار الاسد ونظامه.
ولا يعترف النظام السوري بحجم حركة الاحتجاج ويؤكد انه يقاتل "مجموعات ارهابية" يتهمها بالسعي لزرع الفوضى في البلاد في اطار "مؤامرة" يدعمها الخارج.