القوات السورية تقصف حمص وتفتح النار على تظاهرة في دمشق

تاريخ النشر: 21 فبراير 2012 - 08:34 GMT
قتلى بحمص واطلاق نار على تظاهرة بدمشق
قتلى بحمص واطلاق نار على تظاهرة بدمشق

 

قتل 12 شخصا على الاقل واصيب اكثر من مئة في قصف على مدينة حمص شنته القوات الحكومية التي فتحت النار ايضا على مظاهرة ليلية مناهضة للرئيس بشار الاسد في دمشق لتصيب اربعة شبان على الاقل .
وقال النشط نادر الحسيني لرويترز من المنطقة "الجيش السوري الحر لا يسمح للقوات الحكومية بدخول بابا عمرو. ردت القوات هذا الصباح باطلاق نيران مدفعية عيار 130 ملليمترا قصفت الحي بشكل عشوائي."
وتابع أن من بين الضحايا طفلين. ولم يتسن التأكد من التقرير بشكل مستقل.
وكان بيان سابق للمرصد السوري لحقوق الانسان افاد عن "موجة جديدة عنيفة" من القصف طالت "احياء بابا عمرو والخالدية وكرم الزيتون منذ الساعة السادسة صباحا واستمرت لمدة ساعتين ونصف الساعة"، في حين استمر القصف متقطعا بعد ذلك.
ومنذ الرابع من شباط/فبراير، تطوق القوات السورية عددا من احياء مدينة حمص، ابرز معاقل الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
وتعاني المدينة، بحسب ناشطين وشهود يتحدثون مع وسائل الاعلام، من ظروف معيشية وانسانية مزرية ونقص في المواد الغذائية والطبية.
وقال نشطاء في وقت مبكر الثلاثاء ان قوات الامن السورية أصابت اربعة شبان على الاقل بجراح يوم الاثنين حينما أطلقت ذخيرة حية على مظاهرة ليلية مناهضة للرئيس بشار الاسد في دمشق.
وقال أبو عبد الله أحد النشطاء لرويترز عبر الهاتف من حي الحجر الاسود "كان هناك مئات المتظاهرين في الميدان الرئيسي للحجر الاسود وفجأة ظهرت حافلات قوات الامن والشبيحة وبدأت اطلاق النار على الحشد."
واضاف قوله ان الجرحى الاربعة نقلوا الى منازل للعلاج.
وحي الحجر الاسود عند المدخل الجنوبي لدمشق هو موطن عشرات الالاف من اللاجئين من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل. ويعيش أيضا لاجئون فلسطينيون في هذه المنطقة.
وأظهرت لقطات منشورة على موقع يوتيوب ويفترض أنها أخذت قبل اطلاق الرصاص حشدا يسير في حي الحجر الاسود حاملين لافتات تعبر عن التضامن مع مدينة حمص المحاصرة وهم ينشدون "عيني على شهداء سوريا وشبابها."
واعلنت الاحد اللجنة الدولية للصليب الاحمر من جنيف انها تجري محادثات مع السلطات السورية للتفاوض بشأن وقف العمليات العسكرية من اجل ارسال مساعدة انسانية الى السكان.
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" عن الاسد خلال استقباله رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسي الكسي بوشكوف تقديره "لمواقف روسيا قيادة وشعبا" لحرصها على الاطلاع "بشكل مباشر على حقيقة ما يجري من استهداف للدولة السورية والمجتمع السوري على يد مجموعات ارهابية مسلحة تتلقى الدعم بالمال والسلاح من جهات خارجية".
واضاف الرئيس السوري ان ما يجري ياتي "بهدف زعزعة استقرار سوريا وافشال اي جهد للحل وخصوصا بعد الاصلاحات التي انجزت".
وقال بوشكوف من جهته للصحافيين ان "بعض الدول الكبيرة ذات النفوذ تحاول التدخل الخارجي على مبدأ التدخل الانساني الذي يتحول في النهاية الى تدخل غير انساني".
واشار الى ان "مجلس الدوما يرفض مثل هذه التدخلات العسكرية"، ويدعو الى "الحد من استخدام المنظمات الدولية لتحقيق مصالح الدول الكبرى ذات النفوذ عن طريق التدخل في شؤون الدول الاخرى ذات السيادة".
وتنقسم المجموعة الدولية حول المسألة السورية. وقد استخدمت موسكو وبكين مرتين حقهما في النقض في مجلس الامن على مشروعي قرار يدينان النظام السوري.
واعلن الاثنين عن مشاركة المعارضة السورية في مؤتمر اصدقاء سوريا الذي سيعقد في تونس الجمعة.
وقال وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام من روما حيث عقد اجتماع وزاري لدول حوض المتوسط ان "المجلس الوطني السوري ومجموعات معارضة اخرى ستكون ممثلة في مؤتمر تونس".
وصرح وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه المشارك في الاجتماع اليورو-متوسطي ان على المعارضة السورية "ان تتوحد وتنظم نفسها وتاخذ جميع التوجهات في الاعتبار: اولئك الذين في الداخل واولئك الذين في الخارج".
واضاف "كما ينبغي تمثيل مختلف الفئات في هذه المعارضة اذا اردنا ان تصبح شريكة في الحوار السياسي الكفيل بالخروج من الازمة".
واعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان الثلاثاء ان روسيا لن تشارك في مؤتمر اصدقاء سوريا. وقال المتحدث باسم الوزارة الكسندر لوكاشيفيتش بحسب البيان "لم يتم ابلاغنا لا بتشكيلة المشاركين ولا بجدول الاعمال. لكن الاهم ان الهدف الحقيقي لهذه المبادرة ليس واضحا .. ونظرا الى هذه الظروف، لا نرى امكانية للمشاركة في مؤتمر تونس".
واضاف انه يبدو لموسكو "ان الامر يتعلق بتشكيل تحالف دولي (...) لدعم طرف في النزاع الداخلي ضد آخر". ولفت الى انه "دعيت الى تونس جماعات مختلفة من المعارضة فيما لم يتلق ممثلو الحكومة السورية اي دعوة". وتابع "ما يعني ان مصالح حيز كبير من الشعب السوري يدعم السلطات ليست ممثلة".
ودعا السناتور الاميركي جون ماكين في مؤتمر صحافي في القاهرة الى تزويد المعارضة السورية بالاسلحة لمساعدتها في "الدفاع عن نفسها" ضد قوات الرئيس بشار الاسد.
وقال ماكين "انا لا ادعو الى ان تقديم الاسلحة مباشرة من قبل الولايات المتحدة، هناك طرق اخرى لتقديم المساعدة لهم، فقد حان الوقت لاعطائهم الوسائل الكافية للتصدي وايقاف المجزرة".
ومن بيروت، شن الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط هجوما عنيفا على الرئيس السوري، واصفا تنظيم استفتاء "فوق بحور من الدماء" بانه "بدعة"، ومعتبرا ان زعماء راحلين مثل ستالين وتشاوشيسكو وصدام حسين كانوا "اكثر حياء" من الرئيس السوري.
وقال جنبلاط "يا لها من بدعة جديدة سوف تكتب عنها كتب التاريخ والعلوم السياسية، وهي بدعة إجراء استفتاء لما يسمى مشروع دستور جديد مع روائح الجثث وغبار الركام في حمص ومدن وقرى سورية أخرى، ومع أزيز الرصاص ودوي المدافع وضجيج القذائف وقصف الدبابات".
واضاف "حتى أكثر الانظمة قسوة، من (جوزيف) ستالين الى (نيكولاي) تشاوشيسكو، مرورا بصدام حسين وصولا الى بعض الحكام العرب الذين رحلوا غير مأسوف عليهم، كانوا يملكون شيئا من الحياء ولا ينظمون استفتاءات شعبية فوق بحور من الدماء".
وانتقد جنبلاط الذي لم يذكر الرئيس السوري بالاسم، موسكو، وهو المعروف بعلاقاته الوثيقة بها، ودعا بشكل غير مباشر الى رحيل الاسد اليها.