اكد رئيس جنوب السودان سالفا كير الخميس ان السودان يتهمه بدعم المتمردين على طول حدودهما المشتركة لتبرير "تحركات جارية" ضد جوبا ولاعادة اغراق البلاد التي حصلت حديثا على استقلالها في "حروب لا جدوى منها".
وقال كير في تصريح صحافي في شأن متمردين يقاتلون في الشمال "لا شان لنا معهم، سياسيا وعسكريا. ان كل هذه الاتهامات تخدم كمقدمة للخرطوم لتبرير اعمالها الجارية ضد جنوب السودان".
واضاف "غدا، عندما يجتاح (الرئيس السوداني عمر) البشير جنوب السودان، يستطيع ان يقول انه اضطر للتدخل للانتقام من تحركات موجهة ضده. يريدون استدراج جنوب السودان الى حروب، حروب لا جدوى منها".
ووصف كير تصريحات البشير التي تفيد ان جوبا تمول المتمردين في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان الشماليتين المتاخمتين لحدود جنوب السودان وتشهدان نزاعات مسلحة، بأن "لا اساس لها من الصحة".
وتؤوي هاتان الولايتان اعدادا كبيرة من انصار الفرع الشمالي للجيش الشعبي لتحرير السودان، التمرد الجنوبي السابق الذي يتسلم السلطة اليوم في جوبا، وقد قاتلوا الى جانب الجنوبيين خلال الحرب الاهلية بين الشمال والجوب (1983-2005، مليونا قتيل).
واندلعت المعارك بين الجيش السوداني والمتمردين اواخر حزيران/يونيو في جنوب كردفان، وفي مطلع ايلول/سبتمبر في النيل الازرق، فيما تسعى الخرطوم الى ارساء سلطتها في داخل حدودها الجديدة.
ورفعت الخرطوم في مستهل تشرين الثاني/نوفمبر شكوى جديدة الى مجلس الامن اتهمت فيها جنوب السودان بدعم متمردين في هاتين الولايتين، وهذا ما نفته جوبا دائما حتى الان.
ودعا كير الى عدم طرح الخلافات امام الجميع والبحث عن حل لها في ما بين الاطراف المعنية.
وميدانيا، اكد قائد قوات الجيش السوداني في ولاية جنوب كردفان المضطربة اللواء بشير الباهي ان العشرات من متمردي الحركة الشعبية شمال السودان قتلوا في هجوم على مدينة تلودي، على بعد 80 كلم جنوب شرق كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، على الحدود مع جنوب السودان.
وقال اللواء الباهي في تصريح نقلته وكالة الانباء السودانية (سونا) "ان القوات المسلحة تمكنت من احباط المحاولة اليائسة لحركة التمرد على تلودي ولقنتها درسا لن ينساه افرادها. ويبدو انهم لم يعوا درس الاسبوع الماضي جيدا في تلودي نفسها حيث قتل منهم المئات". وتعرضت تلودي لهجوم من المتمردين الاسبوع الماضي قالت الحكومة السودانية ان المئات من المتمردين قتلوا فيه.
واضاف الباهي ان "القوات المسلحة الان تتحرك في كافة المحاور وقريبا سيتم اعلان المنطقة خالية من اي فلول للتمرد".
كما نقلت "سونا" عن قائد قوات الجيش السوداني في تلودي المقدم جلال الدين "ان الهجوم وقع حوالي الساعة السادسة صباحا وردت الدفاعات عليهم بضرواة مما اجبر المتمردين على الانسحاب مخلفين وراءهم عشرات القتلى جاري حصرهم".
واضاف ان "اسفر الهجوم عن اصابات وجروح متفاوتة وسط المواطنين العزل والابرياء حيث اصيب بينهم طفل رضيع وامرأتان".
ولم يتسن التأكد من هذه الحصيلة من مصادر أخرى.
وتدور مواجهات في ولاية جنوب كردفان الواقعة على الحدود بين السودان ودولة جنوب السودان بين القوات الحكومية السودانية وقوات تابعة للحركة الشعبية شمال السودان منذ حزيران/يونيو الماضي.
وكان سكان جنوب كردفان من قبائل النوبة الافريقية قاتلوا مع جنوب السودان ضد الشمال في الحرب الاهلية من 1983 الي 2005 على الرغم من انتمائهم لشمال السودان.