زيارة مشعل نقطة تحول في علاقات الاردن وحماس

تاريخ النشر: 29 يناير 2012 - 04:43 GMT
خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)
خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)

تشكل زيارة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، الى عمان الاحد وهي الاولى منذ استبعاده في 1999، رغم قصرها نقطة تحول في العلاقات الصعبة بين الاردن وحماس.
وقد وصل مشعل الى عمان الاحد برفقة ولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي يقوم بوساطة بين الجانبين.
واستقبل العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني بعد ظهر الاحد ولي عهد قطر ومشعل، اضافة الى وفد من المكتب السياسي لحماس وصل الى عمان السبت يضم خمس شخصيات يتقدمهم موسى ابو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس.
وقال مشعل في تصريحات صحافية عقب اللقاء الذي تخلله مأدبة غداء اقامها الملك تكريما لولي عهد قطر ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس والوفدين المرافقين لهما "نحن سعداء بهذه الزيارة الاستفتاحية ونعتبرها فاتحة خير فتحنا فيها القلوب والعقول والاردن كان ومازال وسيبقى على العين والرأس ونحرص على امنه واستقراره ومصالحه وعلى اقامة علاقة متميزة معه".
واضاف "ان شاء الله تتلوها صفحات طيبة في علاقة متينة تخدم المصلحة الاردنية كما تخدم المصلحة الفلسطينية".
واوضح مشعل ان "هذه مناسبة لاقول لكم ان حماس حريصة على امن الاردن واستقراره ومصالحه (...) ونحترم حدود وسقوف اي علاقة يحددها الطرفان".
وتابع "نؤكد ايضا في هذه المناسبة خاصة في ظل التعنت الاسرائيلي الذي يحتل الارض ويشطب الحقوق وافشل مسيرة التسوية والمفاوضات نحب ان نقول ان حركة حماس ترفض رفضا قاطعا كل مشاريع التوطين والوطن البديل ونصر على استعادة الحقوق الفلسطينية غير المنقوصة لتكون فلسطين هي فلسطين والاردن هي الاردن".
من جانبه، نقل بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني عن الملك عبد الله تأكيده "دعم الاردن الثابت لحق الشعب الفلسطيني في تحقيق تطلعاته واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة (...) من خلال المفاوضات التي يجب أن تستند الى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، وهو الامر الذي يشكل مصلحة أردنية عليا".
وشدد الملك على "دعم الاردن للسلطة الوطنية الفلسطينية في جهودها لتحقيق هذه الغاية".
واوضح الملك ان "المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وبدعم من المجتمع الدولي تشكل السبيل الوحيد لاستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه".
كما شدد على "اهمية وحدة الصف الفلسطيني من خلال الجهود القائمة لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية التي من شأنها تقوية الموقف الفلسطيني وتلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق".
وبغض النظر عن مضمون هذه اللقاءات فأنها ستسمح بالتقارب بين الدولة الاردنية والحركة الاسلامية المعارضة التي وصفت لقاء اليوم بين الملك عبد الله ومشعل ب "التاريخي".
وقال موقع جماعة الاخوان المسلمين الالكتروني الاحد ان "لقاء اليوم يعد لقاء تاريخيا"، مشيرا الى ان "الحضور القطري يعزز التوجه الملكي لاعادة صياغة العلاقة بين حماس والاردن بما يخدم المصالح الاردنية العليا".
ورحب جميل ابو بكر الناطق الاعلامي للجماعة بزيارة قادة حماس التي اعتبرها "تصحيح لمسار العلاقة المشتركة بين الطرفين المتعطلة منذ عدة سنوات"، مشيرا الى ان الزيارة "كان يجب ان تتم قبل هذا الوقت بكثير".
ورأى ابو بكر ان "حماس" مكسب وطني، في رفضها الخوض في أي قضايا عربية، وتركيز جل شأنها على الشأن الفلسطيني".
والاردن الذي لعب دور الوسيط بين الفلسطينيين والاسرائيليين من خلال استضافته ستة لقاءات "استكشافية" بين الجانبين منذ الثالث من كانون الثاني/يناير الحالي في عمان في محاولة لمعاودة المفاوضات، بأمكانه ان يلعب دور الوسيط بين حركتي فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحماس التي تسيطر على قطاع غزة.
وحرص العاهل الاردني على عدم استقبال مشعل قبيل زيارته النادرة الى رام الله في 21 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، التي تعد الاولى بعد تولي الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئاسة السلطة الفلسطينية عام 2005.
وكان اللقاء الاول بين مفاوضين فلسطينيين واسرائيليين في عمان في الثالث من الشهر الحالي مناسبة للاردن كي يبين بان اي تطبيع في العلاقات مع حركة حماس لن يكون على حساب السلطة الوطنية الفلسطينية.
وزيارة مشعل الى المملكة كانت متوقعة منذ ان اعتبر رئيس الوزراء الاردني الجديد عون الخصاونة، القاضي السابق في محكمة العدل الدولية في لاهاي، في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي ان "اخراج قادة حماس من الاردن كان خطأ دستوريا وسياسيا".
واكد حينها سعي بلاده لايجاد "علاقات متوازنة" مع كل القوى الموجودة على الساحة الفلسطينية.
ويحمل مشعل الجنسية الاردنية.
وكانت عمان وعلى اثر تدهور في العلاقات مع حماس، ابعدت خمسة من قادة هذه الحركة الاسلامية بينهم مشعل من المملكة الى قطر في 1999 قبل ان يستقر مشعل في سوريا.
لكن مشعل توجه مرتين الى عمان منذ ابعاده، الأولى في آب/اغسطس 2009 من اجل المشاركة في تشييع جنازة والده عبد الرحيم مشعل الذي توفي في الاردن عن 91 عاما والثانية لعيادة والدته المريضة في ايلول/سبتمبر الماضي.
وشهدت علاقة المملكة مع حماس مزيدا من التوتر العام 2006 عندما اتهم الاردن الحركة بتهريب الاسلحة من سوريا الى اراضيه.
وكان خالد مشعل تعرض لمحاولة اغتيال بالسم قام بها الموساد الاسرائيلي في عمان العام 1997.
وهدد الملك الراحل الحسين بن طلال حينها بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدولة العبرية اذا لم توفر الترياق الذي انقذ حياة مشعل لاحقا.
ووقع الاردن معاهدة سلام مع اسرائيل العام 1994 في حين ترفض حماس الاعتراف بالدولة العبرية.