استشهد ستة مسلحين ينتمون لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) وتنظيمات اخرى في ضربات جوية اسرائيلية في قطاع غزة يوم الثلاثاء قال الجيش انها استهدفت مجموعات كانت تستعد لاطلاق صواريخ على اسرائيل.
وجاءت عمليات سلاح الجو الاسرائيلي في اعقاب هجمات فلسطينية من بينها تفجير قنبلة اصيب فيه ضابط بالجيش الاسرائيلي كان في دورية على الحدود وفي يوم استقبل فيه قطاع غزة أمير قطر وهو أول رئيس دولة اجنبي يزور القطاع منذ سيطرت عليه حماس.
وتوعد قادة اسرائيليون بالانتقام من التفجير الذي وقع عند السياج الحدودي لغزة لكن التلفزيون الاسرائيلي قال ان الاعمال العسكرية تأجلت لحين مغادرة أمير قطر الشيح حمد بن خليفة ال ثاني القطاع.
والدولة الخليجية الغنية لها روابط دبلوماسية على مستوى منخفض مع اسرائيل وتستضيف قاعدة رئيسية للبحرية الامريكية.
وقالت حماس ان ثلاثة من مسلحيها قتلوا واصيبوا ثلاثة اخرون في غارتين جويتين اسرائيليتين في شمال قطاع غزة. ولم تعلق على إتهام اسرائيل بانهم كانوا يجهزون لاطلاق صواريخ.
وقال الجيش الاسرائيلي ان ستة صواريخ اطلقت عبر الحدود يوم الثلاثاء رغم انها لم تسفر عن اضرار او اصابات.
واعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فسطين -وهي احدي بضع فصائل صغيرة في غزة وغالبا ما تعمل بمعزل عن حماس- المسؤولية عن التفجير الذي وقع على الحدود.
وسياسة اسرائيل هي تحميل حماس المسؤولية عن أي هجمات من قطاع غزة الذي تسيطر عليه الجماعة منذ 2007 .
وكسر أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عزلة حكومة حركة حماس الاسلامية في قطاع غزة يوم الثلاثاء بزيارة رسمية ستثير استياء إسرائيل والقادة الفلسطينيين المنافسين لحماس في الضفة الغربية.
وقالت اسرائيل انها "مندهشة" من أن تنحاز قطر وهي حليف للولايات المتحدة في الخليج لجانب دون الآخر وتدعم حماس. وقال متحدث اسرائيلي أن الامير "القى بالسلام تحت الحافلة."
وقطاع غزة معزول عن العالم تقريبا بسبب الحصار البري والبحري الذي تفرضه اسرائيل لمنع استيراد الاسلحة والمعدات العسكرية.
وقالت السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس في الضفة الغربية والمدعومة من الغرب إنها تأمل ألا تقوض الزيارة جهود المصالحة الفلسطينية أو تمثل موافقة على الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وإيذانا ببدء زيارة دولة في كل ملامحها فيما عدا اسمها فقط عبر الامير القطري وزوجته الشيخة موزة برا إلى غزة من مصر على رأس وفد كبير وكان في استقباله اسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس في غزة وحرس الشرف.
واصطف مئات الفلسطينيين وهم يلوحون بالأعلام الفلسطينية والقطرية أثناء مرور موكب الامير على الطريق السريع الرئيسي المليء بالحفر والذي تعهدت قطر بإعادة تعبيده.
وقال هنية للامير القطري في كلمة القاها في موقع مدينة جديدة ستبنى باموال قطرية "انت اليوم تعلن كسر الحصار من خلال هذه الزيارة التاريخية."
واضاف "اننا اليوم نعلن انتصار الشعب الفلسطيني على الحصار من خلال هده الزيارة التاريخية ... نقول لك شكرا سمو الأمير وشكرا قطر لهده الوقفة العربية النبيلة.. تحية لدماء الشهداء التي أوصلتنا لهده اللحظة."
وترفض حماس توقيع اتفاق سلام مع اسرائيل ووجهت انتقادات لاذعة لعباس بسبب جهوده غير المجدية للتفاوض بشأن إقامة دولة فلسطينية.
وهذه أول زيارة يقوم بها رئيس دولة إلى غزة منذ سيطرة حماس على القطاع عام 2007 بعد اقتتال داخلي مع حركة فتح. وكانت اسرائيل سحبت قواتها والمستوطنين من القطاع قبل ذلك بعامين.
ووصفت قطر الزيارة بانها لفتة انسانية لافتتاح مشاريع إعادة إعمار تمولها الامارة. وبعد تخصيص 250 مليون دولار لهذه المشاريع في بادئ الامر اعلن هنية وهو يبتسم انه تم زيادة المبلغ الى 400 مليون دولار.
ولقطر الامارة الصغيرة التي يبلغ عدد مواطنيها نفس عدد سكان غزة تقريبا طموحات لاستثمار ثروتها الكبيرة من الغاز الطبيعي لتحقيق نفوذ دبلوماسي واقليمي. وكانت داعما رئيسيا للجماعات الاسلامية التي أصبحت الرابح الاكبر من انتفاضات الربيع العربي.
وبرغم عدم تخليه عن أي من سلطاته المطلقة في الداخل يساند الامير القطري الانتفاضات الشعبية في دول عربية اخرى ويتيح تلفزيون الجزيرة القطري مجالا لمعارضي العديد من الحكام العرب.
وكانت قطر الدولة العربية الرئيسية التي منحت الغطاء السياسي للعملية التي قادها حلف شمال الاطلسي في ليبيا للاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي وتقود المعارضة العربية لبشار الاسد في سوريا وتقدم السلاح والاموال للمعارضين.
لكن سياستها المزدوجة اصابت قوى اقليمية ودولية بالحيرة اذ تقدم دعما كبيرا للجماعات الاسلامية بما في ذلك حركة حماس بالتوازي مع اقامة علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة.
وتستضيف قطر واحدة من أكبر القواعد الامريكية في المنطقة.
ويرى محللون ان الزيارة محاولة من امير قطر لاستغلال نفوذه في العواصم الغربية للمساهمة في تحسين صورة حماس في عيون الغرب ودفع الحركة باتجاه التيار السياسي الرئيسي مستغلا خلافهم مع ايران بسبب الصراع في سوريا كنقطة انطلاق لكسر تأثير طهران عليهم للابد.
وتم إصلاح القليل من الاضرار في غزة منذ الهجوم المدمر الذي شنته القوات الاسرائيلية لثلاثة أسابيع على القطاع في أواخر 2008 وبدايات 2009 لمنع حماس وغيرها من الفصائل الاسلامية من اطلاق الصواريخ وقذائف المورتر على جنوب اسرائيل.
وتزامنت الزيارة مع جولة أخرى في الصراع بين اسرائيل وحماس. وأصيب ضابط اسرائيلي بجروح خطيرة بسبب انفجار على الحدود مع غزة وتوعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باتخاذ "رد قوي" يأتي غالبا في صورة ضربات جوية اسرائيلية.
وقال ايجال بالمور المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية إن الامير الذي سبق والتقى مسؤولين اسرائيليين "لم يشرف السلطة الفلسطينية بزيارة".
ولم يسبق ان قام الامير بزيارة لعباس او لحكومة فتح في الضفة الغربية.
واضاف المتحدث "لا يفهم احد لماذا سيمول منظمة تشتهر بارتكاب تفجيرات انتحارية واطلاق الصواريخ على المدنيين. بمعانقة حماس يكون امير قطر حقا شخصا يلقى السلام تحت الحافلة."
وترفض حماس نبذ العنف او الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود.
وخففت حماس من حدة موقفها بقولها انها ستقبل بهدنة تستمر لعقود مع اسرائيل مقابل اقامة دولة على حدود ما قبل حرب 1967.
كما تنفي أي نية لاقامة دولة منفصلة في غزة.
وتراجعت العلاقات بين حماس وايران منذ اندلاع الانتفاضة في سوريا حيث تحارب قوات الرئيس بشار الاسد بدعم من ايران معارضين اغلبهم من السنة. وفي نفس الوقت عززت حماس علاقتها مع مصر التي يقودها الان محمد مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين التي تربطها علاقات تاريخية بحماس.
وأثار البرنامج النووي الايراني امكانية اندلاع حرب مع اسرائيل يحتمل ان تشارك فيها حماس من الجنوب وحزب الله اللبناني من الشمال.
وسعى الشيخ حمد في السابق للوساطة بين حماس وفتح لإنهاء الانقسام بين الفصيلين الذي أضعف القضية الفلسطينية. لكن محللين فلسطينيين يقولون انه لم يعد هناك الآن أي احتمال للمصالحة.
وقال المتحدث بالمور ان حماس لم تقبل بشروط اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط كي ينظر لها على انها طرف شرعي. لكن اسرائيل تعترف بان حماس تسعى لتضييق الخناق على الجماعات الاسلامية المتشددة التي ترفض قبول قرارها غير المكتوب بشأن وقف اطلاق الصواريخ على الدولة اليهودية.
وقال يوسي كوبرفاسر المدير العام لوزارة الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلية "معظم الانشطة لا تأتي الآن من حماس. تأتي من مصادر أخرى."
واضاف في حديث للصحفيين الاسبوع الماضي "كما شاهدنا في اماكن اخرى عندما تأتي القوى الاسلامية الى السلطة فانه يجب عليها الوضع في الاعتبار أشياء اخرى وليس (فقط) الارهاب. يجدون انفسهم في وضع محرج بعض الشيء."