اطلق الجيشان الروسي والبيلاروسي الخميس مناورات عسكرية مشتركة في بيلاروس تحت شعار "عزيمة الاتحاد-2022"، رغم مخاوف الغرب من احتمال تصعيد روسي كبير في النزاع مع أوكرانيا.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن المناورات التي تستمر عشرة أيام "تجري بهدف الاستعداد لوقف وصد هجوم خارجي في إطار عملية دفاعية".
وسيتدرّب الجنود على تعزيز أجزاء من الحدود البيلاروسية لمنع إيصال أسلحة وذخيرة إلى البلاد إلى جانب سيناريوهات أخرى، وفق الوزارة.
وفاقمت المناورات التوتر بين روسيا والغرب الذي يتّهم موسكو بحشد حوالى مئة ألف جندي قرب الحدود الأوكرانية تحضيرا لغزو محتمل.
وأعلنت وزارة الدفاع البيلاروسية، في وقت سابق، أن التدريبات البيلاروسية-الروسية المشتركة "عزيمة الاتحاد-2022" تحمل طابعاً دفاعياً ولا تمثل تهديداً للمجتمع الأوروبي أو الدول المجاورة، مؤكدة أن ستجرى في الفترة من 10 إلى 20 شباط/ فبراير القادم.
ولم تكشف موسكو ومينسك عدد الجنود المشاركين في المناورات، لكن الولايات المتحدة قالت إن روسيا تخطط لإرسال 30 ألف عنصر إلى مناطق عدة في بيلاروس، التي كانت منضوية في الاتحاد السوفياتي.
وفي ردّه على المخاوف الغربية، شدد الكرملين على أن لا نية لديه لإبقاء قوات بشكل دائم في الأراضي البيلاروسية.
دعوات لخفض التصعيد
وكانت القوات الروسية قد أجرت في الـ 25 من الشهر الماضي، سلسلة جديدة من المناورات في جنوب البلاد على مقربة من أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم، مع تدريبات شارك فيها 6 آلاف عنصر وطائرات مقاتلة وقاذفات.
وضمت روسيا شبه جزيرة القرم في أوكرانيا بعد أن سيطرت عليها العام 2014. ومنذ تلك السنة، يتواجه انفصاليون مدعومون من موسكو مع الجيش الأوكراني في شرق البلاد، رغم توقيع اتفاقات مينسك لوقف القتال.
كما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية ”البنتاغون “ أنها أجرت الشهر المنصرم، مناورات بحرية واسعة النطاق لحلف شمال الأطلسي في البحر المتوسط بمشاركة حاملة الطائرات الأمريكية ”يو. إس. إس هاري ترومان“، وذلك في خضم التوترات المتصاعدة مع موسكو.
وتتهم واشنطن موسكو بالتحضير لغزو محتمل واسع النطاق لأوكرانيا في المستقبل القريب، وإن كان المسؤولون الأمريكيون يعتقدون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يتخذ بعد قرارا بشأن شن غزو.
وتطالب موسكو بوقف توسع حلف شمال الأطلسي شرقًا ورفض ترشيحي أوكرانيا وجورجيا للانضمام إلى الحلف وسحب الوسائل العسكرية التابعة للحلف من دول أوروبا الشرقية التي تُعتبر تهديدات لأمنها.
ومساء الثلاثاء، أكدت فرنسا وألمانيا وبولندا أنها ”موحدة“ في سبيل ”تجنب اندلاع حرب في أوروبا“، خلال جولة دبلوماسية مكوكية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قادته إلى برلين بعد أن زار كلا من موسكو وكييف.
من جهته، دعا الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، روسيا إلى محادثات ضمن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بشأن وسائل تعزيز الأمن في أوروبا وطالب بخفض التصعيد في الملف الأوكراني، في رسالة موجهة إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
