تجاوز عدد القتلى في الانتفاضة السورية 17 الفا، فيما اعلن الوسيط الدولي كوفي عنان ان الرئيس بشار الاسد اقترح إنهاء الصراع في بلاده بشكل تدريجي في وقت دعت روسيا الى اجتماع جديد لـ"مجموعة العمل" حول سوريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء ان 17 ألفا و129 شخصا قتلوا خلال الانتفاضة المندلعة ضد الرئيس السوري بشار الاسد منذ 16 شهرا.
وقال المرصد الموالي للمعارضة ان 11 ألفا و897 شخصا على الاقل مدنيون لكنه أضاف انه لا يستطيع ان يجزم كم منهم اصبح من المقاتلين الذين انضموا الى حركة مسلحة قادها منشقون عن الجيش السوري.
وذكر المرصد ان نحو 884 منشقا قتلوا خلال الحملة القمعية التي استهدفت حركة الاحتجاج التي بدأت في ربيع عام 2011 وتحولت الان الى تمرد مسلح.
وقال ان العدد الاجمالي للقتلى يشمل أفراد قوات الامن التي مازالت موالية للاسد وقتل منها 4348 فردا.
وقالت السلطات السورية من قبل ان أكثر من 2600 من أفراد قوات الامن قتلوا لكنها لم تقدم اي احصاء جديد منذ بضعة اشهر.
وقال مسؤولو الامم المتحدة في ابريل نيسان ان اكثر من عشرة الاف قتلوا في اعمال العنف في سوريا لكنهم لم يقدموا اي تقديرات منذ ذلك الحين.
ويتخذ المرصد السوري لحقوق الانسان من بريطانيا مقرا له وله شبكة من النشطين في شتى انحاء سوريا. وتحد السلطات السورية من حرية دخول الصحفيين وجماعات الاغاثة ويستحيل التحقق من الارقام.
واشتدت عمليات اراقة الدماء في سوريا خلال الاسابيع القليلة الماضية حيث يسقط نحو مئة قتيل في اليوم.
الى ذلك، اعلن الوسيط الدولي كوفي عنان ان الرئيس السوري بشار الاسد اقترح إنهاء الصراع في بلاده بشكل تدريجي بدءا من المناطق التي تشهد أسوأ أعمال عنف، فيما دعت روسيا الى اجتماع جديد لـ"مجموعة العمل" حول سوريا.
وقال عنان في مؤتمر صحفي في طهران الثلاثاء، وذلك وفقا لنسخة من حديثه وزعتها الأمم المتحدة "اقترح (الأسد) وضع منهج تدريجي يبدأ من بعض المناطق التي شهدت أسوأ أعمال عنف في محاولة لاحتوائه فيها خطوة بخطوة والبناء على ذلك لانهاء العنف في كافة البلاد."
ورفض ذكر تفاصيل قائلا إن الخطة بحاجة إلى مناقشتها مع المعارضة السورية.
وقال عنان في دمشق الاثنين، انه اتفق مع الاسد على منحى جديد للتعامل مع الصراع سينقله للمعارضة.
ويحاول الامين العام السابق للامم المتحدة انقاذ خطته للسلام المؤلفة من ست نقاط والتي تم التوصل اليها مع الحكومة السورية والمعارضة المسلحة في ابريل نيسان لكنها تعثرت لان وقف اطلاق النار الذي كان يفترض ان يبدأ به تطبيقها لم يترسخ قط.
واتفقت القوى الكبرى خلال اجتماع مع عنان في 30 من يونيو حزيران على انه يتعين تشكيل حكومة انتقالية في سوريا لكنها ما زالت مختلفة بشأن الدور الذي قد يلعبه الاسد في العملية.
وقال عنان قبل توجهه إلى طهران "اجرينا محادثات بناءة وصريحة مع الرئيس الاسد وناقشنا سبل انهاء العنف والطرق الى ذلك."
واضاف للصحفيين في دمشق "اتفقنا على منحى جديد وسوف انقله للمعارضة." ولم يقدم المزيد من التفاصيل لكنه شدد مجددا على اهمية وقف العنف الذي تقول المعارضة انه اودى بحياة اكثر من 15 الف شخص خلال الصراع المستمر منذ 16 شهرا.
وقال جهاد المقدسي المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية في رسالة على موقع تويتر انهم اكدوا في كلا الاجتماعين لعنان التزام سوريا بالخطة المؤلفة من ست نقاط ويأملون في ان يلتزم الجانب الاخر ايضا.
وفي مقابلة تلفزيونية يوم الاحد قال الاسد انه ما زال ملتزما بخطة عنان واتهم الولايات المتحدة والسعودية وقطر وتركيا بتزويد المعارضة المسلحة بالسلاح والدعم المتعلق بالامداد والتموين.
وقال لشبكة ايه.ار.دي الالمانية "نعرف أن عنان يواجه عقبات لا حصر لها لكن يتعين عدم السماح بفشل خطته.. إنها خطة جيدة للغاية."
في غضون ذلك، دعا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الثلاثاء الى اجتماع جديد ل"مجموعة العمل" حول سوريا، في حين تستقبل روسيا هذا الاسبوع مسؤولين من المعارضة السورية.
واوضح بوغدانوف كما نقلت عنه وكالة انترفاكس "من جهتي يمكنني ان اؤكد فقط اننا نرحب بتنظيم اجتماع جديد لمجموعة العمل في موسكو"، قبل ان يضيف انه "لا يعارض ان تستضيف جنيف" مثل هذا الاجتماع.
وفي 30 حزيران/يونيو اتفقت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) بالاضافة الى تركيا وممثلين عن دول في الجامعة العربية في جنيف حول اسس عملية انتقالية في سوريا حيث تحولت الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الاسد الى نزاع مسلح.
وبعد الاجتماع لم يتفق اعضاء مجموعة العمل حول سوريا على تفسير اتفاق جنيف لان الولايات المتحدة رأت انه يفسح المجال لمرحلة "ما بعد الاسد" في حين اكدت روسيا والصين انه يعود للشعب السوري تقرير مصير رئيسه.
وينتظر وصول الرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري المعارض الكردي عبد الباسط سيدا الاربعاء الى موسكو لاجراء محادثات ايضا بعد مؤتمر "اصدقاء الشعب السوري" الاسبوع الماضي في باريس الذي قاطعته روسيا والصين الدولتان اللتان تعدان من اشد حلفاء نظام بشار الاسد.
كما صرح بوغدانوف لانترفاكس ان المحادثات مع ممثلي المعارضة السورية وبعضهم وصل الى موسكو، ستركز على سبل تطبيق خطة انان من اجل بدء عملية انتقالية في سوريا.
وتسعى روسيا الى اقناع المعارضين "من خلال الحوار" بالتوصل الى "مواقف واقعية وبناءة تتيح وقف حمام الدم واعادة استتباب الامن والاستقرار وعودة الهدوء الى البلاد".
ومن المتوقع وصول عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري ابرز تحالف للمعارضة السورية الاربعاء الى العاصمة الروسية بعد مشاركته الاسبوع الماضي في مؤتمر اصدقاء الشعب السوري الاسبوع الماضي في باريس والذي قاطعته روسيا والصين.
وكانت روسيا دعت الاثنين الى حل سياسي "سلمي" في سوريا، رافضة مجددا "اي تدخل" وذلك عند استقبالها المعارض السوري ميشال كيلو.