روسيا تزاحم اميركا على قيادة العالم

تاريخ النشر: 23 مارس 2022 - 02:18 GMT
 ضرورة وجود توازن عالمي وقطب اخر يبحث عن مصالح غالبية دول العالم ويدافع عنها
ضرورة وجود توازن عالمي وقطب اخر يبحث عن مصالح غالبية دول العالم ويدافع عنها

في ظل موازين القوى، واصرار القوات الروسية على اتمام مهمتها، فانه لا يمكن هزيمة روسيا في اوكرانيا وفقا لكافة المعطيات الروسية والاوكرانية الداخلية والخارجية.

قبل ان تبدا القوات الروسية في عمليتها العسكرية في الاراضي الاوكرانية، بدات الولايات المتحدة الاميركية حملة دولية سياسية واعلامية لشيطنة روسيا، وذلك من منطلق حماية مبادئ القانون الدولي وووحدة اوكرانيا، كما وظهرت واشنطن مروجا للمبادئ الاساسية التي تحكم العالم،والقوانين الانسانية التي تطالب بها مننظمات المجتمع المدني، الا ان ما وراء الاكمه فان الحملة الاميركية ليست خوفا على اوكرانيا او شعبها او مصيرها، بل محاولة لتحييد روسيا عن خارطة العالم وابعادها عن المنافسة الدولية سعيا من واشنطن لتبقى القطب الاوحد الذي يتحكم بمفاصل العالم.

لا يمكن للعالم ان يعيش بسلام طالما تتحكم الولايات المتحده فيه بشكل منفرد، ولهذا العالم في العراق وافغانستان وليبيا وعشرات الساحات التي تدخلت فيها اميركا اسوة حسنة، ناهيك عما يجري في فلسطين المحتلة منذ عشرات السنين بسبب هيمنه واشنطن على قرار عملية السلاح ودعم الظالم وتاييده امام الحق والمظلوم.

 لذا على الامم المتحدة والمنظمات والمؤسسات الدولية المعنية، بالاضافة الى الدول والحكومات في العالم ان تعي ضرورة وجود توازن عالمي وقطب اخر يبحث عن مصالح غالبية دول العالم ويدافع عنها، وفي الوقت الراهن لا يمكن لغير روسيا ان يناكف ويجاري الولايات المتحدة.

على مدار سنوات وتحديدا منذ العام 2014 شكل نظام الحكم في كييف خطرا كبيرا على الدولة الروسية، عندما قادت السفارة الاميركية ما تسمى بالثورة البرتقالية واطاحت بالحكومة الشرعية وجاءت بنظام تابع للغرب.
فيما بعد استخدمت الدول الغربية هذا البلد كخنجر في الخاصرة الروسية وورقة مساومة وتهديد، وتلاعب الناتو والاتحاد الاوربي طويلا بالنظام الحاكم الاوكراني الذي اضطر لتقديم التنازلات والتسهيلات على حساب سياده اراضيه وامن جيرانه في سبيل نيل عضوية الناتو و الاتحاد الاوربي 

وافق نظام كييف على نشر صواريخ وقواعد عسكرية اوربية واميركية على اراضيه وهو ما كان سيهدد الامن القومي الروسي، واتضح ان الولايات المتحدة بنت 31 مخبر بيولوجي في اوكرانيا تهدد فيه الامن العالمي.

النظام الاوكراني وبدعم وتحريض من الدول الغربية، ذهب الى القمع والتضييق والتنمر والابادة الجماعية بحق النطقين باللغة الروسية خاصة في اقاليم الجنوب المحاذية للحدود الروسية.

تبحث واشنطن عن مصالحها فقط، ورطت اوكرانيا بحرب مع دولة عظمى وامتنعت عن حمايتها، فيما دفعت المانيا لتعلق الموافقة على خط أنابيب الغاز الروسي "نورد ستريم 2"، بالتالي حرمت من الغاز، وسعت لاضعاف الاتحاد الاوربي ليبقى بحاجتها ويبتعد عن منافستها وسعت لاستثمار الحرب لقطع الغاز الروسي عن اوربا التي ستعمل على البحث عن مصادر اخرى باثمان مضاعفة