قالت روسيا يوم الإثنين إنها تشعر بالقلق من زيادة احتمال حدوث تدخل عسكري أجنبي في سوريا بعد تقارير بتوجيه ضربات جوية إسرائيلية حول دمشق الأمر الذي وصفته بأنه مثار "قلق خاص".
وذكر الكسندر لوكاشيفيتش المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية في بيان "نشعر بقلق بالغ من مؤشرات استعداد الرأي العام العالمي لتدخل مسلح محتمل في الصراع الداخلي المستمر منذ فترة طويلة في سوريا."
الصين تدعو لضبط النفس
ووجهت الصين انتقادا مستترا لإسرائيل يوم الإثنين في الوقت الذي بدأ فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة للبلاد قائلة إن بكين تعارض استخدام القوة وتحث على ضبط النفس واحترام سيادة الدول بعد أن شنت إسرائيل ضربات جوية على سوريا.
ودمرت طائرات حربية إسرائيلية أهدافا سورية قرب دمشق يوم الأحد في غارة جوية ليلية وصفها مسؤولون غربيون وإسرائيليون بضربة جديدة لصواريخ إيرانية مرسلة إلى حزب الله اللبناني.
وقالت هوا تشون ينغ المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية في افادة صحفية "نعارض استخدام القوة العسكرية ونعتقد أنه يجب احترام سيادة أي دولة."
وأضافت "تدعو الصين أيضا كل الأطراف المعنية إلى الانطلاق من قاعدة احترام السلام والاستقرار الإقليميين وضبط النفس وتفادي أي تصرفات قد تصعد من التوترات وان تعمل بشكل مشترك على حماية السلام والاستقرار الإقليميين."
ولم تذكر هوا إسرائيل بالاسم وكانت تتحدث في الوقت الذي يبدأ فيه نتنياهو زيارة للصين تستمر خمسة أيام.
وتتزامن زيارته مع زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للصين في الوقت الذي تسعى فيه بكين لتعزيز دورها في منطقة لا تتمتع فيها بنفوذ دبلوماسي كبير.
والصين عضو دائم في مجلس الأمن التابع للامم المتحدة وليس لها دور يذكر في دبلوماسية الشرق الأوسط ولكنها حريصة على تأكيد دورها كمشارك هام في السياسة الدولية.
وقالت هوا ردا على سؤال عما إذا كانت الصين ستحث نتنياهو على وقف الضربات الجوية إن الزعيم الإسرائيلي لم يلتق بعد بالزعماء الصينيين. ومن المقرر أن يجتمع نتنياهو برئيس الوزراء لي كه تشيانغ يوم الأربعاء.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان إن الرئيس الصيني شي جين بينغ حث عباس على إجراء محادثات سلام مع إسرائيل.
وأدلى شي بتصريحاته خلال اجتماع مع عباس الذي ناقش قبل شهر مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سبل احياء محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
وحاولت الصين عدة مرات على مدار الأعوام التوسط في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ولكن دون نجاح يذكر.
وللصين علاقات وثيقة مع الفلسطينيين منذ عقود. وفي السنوات الأخيرة أقامت علاقات جيدة أيضا مع إسرائيل خاصة في مجال الدفاع.
وقال شي "على فلسطين وإسرائيل مواكبة مستجدات العصر والالتزام بمسار محادثات السلام ويجب أن يكون هناك تفاهم وتوافق متبادل."
وقال شي إن "اقتراحه المؤلف من أربع نقاط بخصوص تسوية وضع فلسطين" يجب أن يتضمن اعترافا بدولة فلسطينية مستقلة.
وأضاف لعباس "في الوقت ذاته يجب ان يحترم تماما وجود إسرائيل ومخاوفها الأمنية المشروعة."
ولم يتضح ما إذا كان نتنياهو وعباس سيجتمعان في الصين. وذكرت وزارة الخارجية الصينية أن الصين "ترحب بعرض أي مساعدة لازمة إذا كان الزعيمان الفلسطيني والإسرائيلي يرغبان في الاجتماع في الصين."
الامم المتحدة تحذر من التصعيد
وحذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من تصاعد موقف مشحون في سوريا بعد ان قصفت اسرائيل اهدافا قرب دمشق يوم الاحد مستهدفة ما وصفه مسؤولون بصواريخ ايرانية متجهة لمقاتلي حزب الله.
وقال مسؤولون اسرائيليون ان الغارة وهي الثانية خلال 48 ساعة لم يكن لها صلة بالحرب الاهلية السورية . وبالاحرى استهدفت الغارة منع حزب الله اللبناني حليف ايران من الحصول على اسلحة يمكن ان تستخدم لضرب تل ابيبب اذا نفذت اسرائيل تهديداتها بمهاجمة المنشات النووية الايرانية.
وتنفي ايران اتهامات اسرائيلية وغربية باعتزامها الحصول على اسلحة نووية وهو خلاف يدور منذ فترة طويلة ويهدد الان بالتداخل مع الصراع الدامي في سوريا.
وقالت الامم المتحدة ان بان دعا كل الاطراف "للتصرف بشعور بالمسؤولية لمنع تصاعد الصراع وهو بالفعل صراع مدمر وبالغ الخطورة."
واستيقظ الناس في العاصمة السورية على صوت انفجارات تهز الارض كزلزال وادت الى تصاعد السنة من اللهب لعنان السماء خلال الليل.
وقال رجل لرويترز من منزله في حماة قرب احد المواقع التي تم استهدافها وهو قاعدة جمرايا العسكرية ان "الليل تحول لنهار."
واتهمت حكومة الرئيس بشار الاسد اسرائل بمساعدة "ارهابي" القاعدة بشكل فعلي وقالت ان هذه الهجمات تفتح الباب امام كل الاحتمالات.
وعلى الرغم من هذه اللهجة الغاضبة قال مسؤولون اسرائيليون انه مثلما حدث بعد هجوم مماثل في نفس المنطقة في يناير كانون الثاني فانهم يعتقدون ان الاسد لن يختار دخول معركة مع جارة مسلحة بشكل جيد في الوقت الذي ينشغل فيه في معركة في بلاده من اجل البقاء.
واشعلت الحرب الدائرة منذ عامين والتي قتل فيها ما لا يقل عن 70 ألف شخص توترات اقليمية اوسع بين ايران الشيعية والدول العربية السنية وتركت القوى الغربية تتسابق على استجابة فعالة.
وقال السناتور الجمهوري الكبير جون مكين ان الضربات الجوية الاسرائيلية يمكن ان تزيد الضغوط على واشنطن للتدخل في سوريا على الرغم من تصريح الرئيس باراك اوباما بانه لا توجد لديه خطط لارسال قوات برية.
ورغم أن مصر ليست على وفاق مع الأسد فإنها نددت بالضربات الجوية الإسرائيلية ووصفتها بانها انتهاك للقانون الدولي "من شأنه أن يزيد الوضع تعقيدا".
ولا تؤكد اسرائيل مثل هذه المهام صراحة ولكن مسؤولا اسرائيليا قال لرويترز شريطة عدم نشر اسمه ان هذه الضربات نفذتها القوات الاسرائيلية مثلما كان الحال في غارة شنت في ساعة مبكرة من صباح الجمعة.
وقال مصدر مخابراتي غربي لرويترز "على غرار الهجوم السابق فإن ما استهدف خلال الليلة الماضية هو مخازن لصواريخ الفاتح-110 التي تنقل من إيران إلى حزب الله."
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان هدفه بالنسبة لاسرائيل هو "ضمان مستقبلها" وهي لغة يستخدمها للتحذير من استعداد لمهاجمة المواقع النووية الايرانية حتى في تحد للنصيحة الاميركية بالاضافة الى حرمان حزب الله من الحصول على اسلحة اثقل.
وتوجه نتنياهو فيما بعد الى الصين في رحلة مقررة مبديا ثقة في انه لن يكون هناك تصعيد كبير على الرغم من قيام اسرائيل تعزيز بطاريات صواريخها المضادة للصواريخ في الشمال.
وقال التلفزيون الرسمي السوري إن هجوما استهدف مركز جمرايا للأبحاث العسكرية وموقعين اخرين وتسبب في مقتل عدد كبير من المدنيين واحدث اضرارا واسعة النطاق. ولم يذكر اي تفاصيل اخرى. واستهدف مجمع جمرايا ايضا في هجوم شنته إسرائيل في 30 كانون الثاني/ يناير.
وعرض تلفزيون المنار التابع لحزب الله بناية سويت بالارض على مساحة تعادل مساحة ملعب الكرة مع تصاعد الدخان من حطامها التي تحتوي على شظايا قذائف. ولم يذكر التلفزيون اي بناية تلك.
ودافع أوباما عن حق إسرائيل في منع "منظمات إرهابية مثل حزب الله" من الحصول على أسلحة بعد غارة يوم الاحد وقال متحدث باسم البيت الابيض الأحد "تحدث الرئيس مرات كثيرة عن وجهة نظره بأن إسرائيل لها الحق كحكومة ذات سيادة في اتخاذ الاجراءات التي تشعر انها ضرورية لحماية شعبها."
ولم يتضح بعد ما إذا كانت إسرائيل قد سعت إلى موافقة الولايات المتحدة على الهجوم رغم ان المتحدث باسم البيت الأبيض قال "التنسيق الوثيق بين إدارة أوباما ..الولايات المتحدة الأمريكية.. متواصل مع الحكومة الإسرائيلية."
وعمل أوباما في السنوات الماضية على منع نتنياهو من تنفيذ تهديداته بضرب منشآت يقول إن إيران تعمل فيها على اكتساب القدرة على صنع أسلحة نووية رغم نفي طهران لذلك.