رقم قياسي جديد للقتلى العراقيين ومعارضة متزايدة لاستراتيجية بوش

تاريخ النشر: 01 فبراير 2007 - 01:29 GMT

أظهرت بيانات مسؤول بوزارة الداخلية يوم الخميس ان عدد القتلى المدنيين العراقيين في حوادث العنف السياسي بلغ مستوى مرتفعا جديدا في كانون الثاني/ يناير.

وأظهرت الاحصائيات التي ينظر اليها على نطاق واسع على انها مؤشر لكنها سجلا جزئيا لقتلى العنف ان 1971 شخصا قتلوا نتيجة "للارهاب" في يناير كانون الثاني وهو رقم أعلى قليلا عن الرقم المرتفع السابق الذي بلغ 1930 شخصا في ديسمبر كانون الاول عام 2006 .

واحصائيات مصدر وزارة الداخلية يتم جمعها من وزارات مختلفة وبينما هي ليست شاملة فانها مؤشر على الاتجاهات التي تتسق مع بيانات المصادر الاخرى.

ووضعت الامم المتحدة التي تجمع البيانات من وزارة الصحة ومشرحة بغداد عدد القتلى المدنيين في ديسمبر كانون الاول عند 2914 بانخفاض عن 3462 في نوفمبر تشرين الثاني.

وجميع هذه الاحصائيات مثيرة للجدل في العراق. وأحدث عدد للقتلى قدمته الامم المتحدة وصفته الحكومة العراقية بأنه مبالغ فيه. ولا يقدم الجيش الاميركي مثل هذه الاحصائيات.

وتوقفت الحكومة العراقية التي تشعر بالاحباط لعدم قدرتها على السيطرة على العنف المتزايد عن نشر احصائيات.

ويشير رقم وزارة الداخلية الى الاشخاص الذين قتلوا في حوادث "الارهاب" وهي فئة ربما لا تشمل عشرات الجثث المجهولة التي يعثر عليها يوميا في بغداد كثير منها ضحايا لفرق الاعدام الطائفية.

واحصائيات كانون الثاني/ يناير تضع عدد المسلحين الذين قتلوا عند 590 وهو أعلى معدل على مدى عام على الاقل. ويشمل هذ الرقم معركة شرسة بين قوات الامن وجماعة مجهولة في مدينة النجف يوم الاحد قالت الحكومة ان نحو 260 مسلحا قتلوا فيها.

معارضة متزايدة لاستراتيجية بوش

الى ذلك، انضم كبار الاعضاء الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الاميركي الى السناتور الجمهوري جون وارنر وأيدوا قرارا غير ملزم يعارض استراتيجية الرئيس الاميركي الجمهوري جورج بوش في العراق مما يزيد من عزلته ويشكل له احراجا كبيرا.

ومع سعي عدد من المشرعين الى وسيلة يسجلون من خلالها معارضتهم لخطة بوش لارسال 21500 جندي أميركي اضافي للعراق وافق وارنر على ادخال تغييرات على اقتراحه أكسبته تأييد الديمقراطيين.

وقال السناتور ديك دوربين مساعد زعيم الاغلبية الديمقراطية للصحفيين "التغييرات التي أحدثها وارنر جعلتنا نتحرك قدما. أعتقد ان لدينا فرصة أفضل لتشكيل جماعة قوية من الحزبين تؤيد قرار وارنر." وصرح بانه سيصوت الان لصالح قرار وارنر بعد تعديله.

وصرح هاري ريد زعيم الاغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الاميركي بانه يريد البدء في مناقشة قرار وارنر يوم الاثنين القادم.

ومع تأهب مجلس الشيوخ للتصدي لسياسة بوش في العراق لم يتضح ما اذا كانت اي المقترحات المطروحة ستحصل على موافقة 60 صوتا وهي أغلبية كبيرة مطلوبة لتخطي عقبات اجرائية في المجلس المكون من 100 عضو وهم 51 ديمقراطيا و49 جمهوريا.

وكشف وارنر الرئيس الجمهوري السابق للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ عن التعديلات التي أدخلها على اقتراحه بهدف تخطي هذه العقبة الاجرائية لكن مؤيدي الاقتراح لا يكشفون عما اذا كان القرار سيحظى بالتأييد المطلوب.

وأعاد وارنر صياغة قراره ليوضح انه لا يدعو لما اسماه البعض "زيادة خفيفة" في مستوى القوات يقل عن 21500 جندي اضافي قرر بوش ارسالها الى العراق.

وصرح مساعدون بان التعديلات تهدف الى كسب تأييد مزيد من الديمقراطيين في المجلس بما في ذلك الرئيس الديمقراطي الحالي للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ كارل ليفين. وظهر ليفين مع وارنر في المجلس وقال انه سيرعى الاقتراح مع زميله الجمهوري.

وقال مساعدون ان وارنر أحدث تعديلات لكسب تأييد مزيد من الجمهوريين أيضا أوضحت ان القرار لا يدعو لقطع التمويل عن القوات الاميركية وهي تخوض حربا وهي فكرة مستهجنة لدى غالبية الجمهوريين.

كما أضاف وارنر بعض الفقرات المماثلة لما ورد في قرار طرحه السناتور جون مكين تحدد للحكومة العراقية بعض الاهداف الواضحة ومنها شن حملة على المقاتلين بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية. وأيد مكين وهو جمهوري قرار بوش زيادة حجم القوات في العراق.

ولم يتضح ما اذا كان السناتور ميتش مكونيل زعيم الاقلية الجمهورية في المجلس سيضع أي عوائق اجرائية في طريق تمرير قرار وارنر.

وكان من المتوقع ان يتحول مجلس الشيوخ الى تأييد قرار أكثر قوة للسناتور الديمقراطي جوزيف بايدن رئيس لجنة العلاقات الخارجية الذي ينص صراحة على ان قرار بوش زيادة القوات ليس من "المصلحة القومية."

لكن اقتراح بايدن لم يحصل سوى على التأييد العلني لاثنين فقط من اعضاء المجلس الجمهوريين.

وكل الاقتراحات المطروحة غير ملزمة لكن مجلس الشيوخ يأمل من وراء ذلك في اقناع الرئيس الاميركي بتغيير سياسته في العراق.

ومن جانبه بدا بوش متفائلا وقال أمس الاربعاء انه لا يشعر بان الجمهوريين الذين يعملون مع الديمقراطيين للاحتجاج على سياسته في العراق عن طريق اصدار قرار في الكونجرس قد تخلوا عنه.

ولم يأبه بوش في مقابلة تلفزيونية بالانتقادات لخطته لارسال 21500 جندي أميركي اضافي الى العراق وقال انه يأمل أن يعطي المشرعون القوات الاميركية ما تحتاج اليه لانجاز المهمة.

وقال بوش لقناة فوكس نيوز التلفزيونية "لا أشعر بانهم تخلوا عني... ماذا تتوقع.. عندما تكون الظروف مواتية سيتبنى الملايين الخطة. لكن عندما تكون الاحوال غير مواتية .. لن يتبناها الا شخص واحد.. هو أنا."

ويختلف بعض حلفاء بوش الجمهوريين معه بشأن العراق مع تراجع التأييد الشعبي للحرب بصورة كبيرة وتضاؤل معدلات التأييد لادائه كرئيس.

وفي البيت الابيض اجتمع بوش مع وفد للكونغرس عاد لتوه من زيارة للعراق وأفغانستان ومثل الفود الحزبين وضم بعضا من اشد منتقدي بوش في العراق مثل نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الديمقراطية عن كاليفورنيا والنائب جون مورثا الديمقراطي عن بنسلفانيا.

وقالت بيلوسي بعد ذلك ان الاجتماع كان بناء وانها "لمست بعض أوجه الاتفاق من حيث تحديد التحديات التي تواجهنا."

وقال ديف روبسون النائب الجمهوري عن اوهايو ان الجميع اتفقوا على "اننا نريد ان نفعل أفضل شيء من أجل البلاد والعالم وان نجد طريقا" تنتزع به الولايات المتحدة نفسها من العراق "في اقرب وقت ممكن وعلى أفضل وجه ممكن."

وكان بوش وصف نفسه الاسبوع الماضي بأنه "صانع القرار" الذي يمتلك سلطة تقرير ما يتعلق بالقوات الاميركية. وأثار الرئيس الاميركي يوم الثلاثاء انتقادات من السناتور الجمهوري ارلين سبيكتر الذي قال ان الرئيس "ليس صانع القرار الوحيد" وان الكونغرس له دور أيضا.

وقال بوش ان سبيكتر يرغب في التأكد من أن الكونغرس يلقى اذانا صاغية.

وقال "يتعين عليهم تحديد مستوى الانفاق..على سبيل المثال. وأملي بالطبع أن يتأكدوا من أن القوات تحصل على ما يتطلبه الامر لتنفيذ المهام التي طلب منهم عملها."

وفي الوقت الذي يتوقع فيه البعض في واشنطن أن أمام بوش ما بين أربعة وستة اشهر فقط لاظهار جدوى خطته قبل تصاعد المطالب بانسحاب الولايات المتحدة من العراق قال بوش انه يدرك المخاوف.

وقال انه يعتقد أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بدأ الوفاء بتعهداته.

ومع بقاء عامين فقط له في السلطة أكد بوش أنه لا يفكر بشأن نهاية ولايته الرئاسية وعبر عن عدم قلقه بشأن معدلات التأييد لادائه التي تظهر أن ثلث الامريكيين فقط يؤيدون أداءه.

وقال "أظن أن بامكاني محاولة كسب شعبية. لكنني دائما أجد أن الشخص الذي يحاول أن يكون متمتعا بشعبية هو شخص قد ينتهي به الامر الى التنازل عن مبدأ.. وأنا لست هذا النوع من الناس...سأغير التكتيكات .. لكنني لن أغير مبادئي."