كشف مفاوض اسرائيلي سابق الاحد، وللمرة الاولى، عن تفاصيل محددة حول العرض النهائي الذي قدمته اسرائيل لسوريا قبل انهيار مفاوضات السلام بينهما في اذار/مارس 2000، مشيرا الى ان العرض تمت كتابته على منديل كافتيريا!.
وياتي الكشف عن هذه التفاصيل بعد ان اثارت سوريا احتمال استئناف المفاوضات، والتي ما يزال الجانبان بعيدين عنها بسبب الشروط التي يضعها كل منهما.
ونقلت الاذاعة العامة الاسرائيلية عن داني ياتوم، الذي كان يرئس انذاك الفريق الدبلوماسي لرئيس الوزراء ايهود باراك، قوله ان الاخير عرض على السوريين الانسحاب من كامل مرتفعات الجولان، مع ابقاء قوة اسرائيلية صغيرة على الشاطئ الشرقي لبحيرة طبريا التي تعد مصدر المياه الرئيسي لاسرائيل.
واضاف ياتوم للاذاعة ان باراك عرض ايضا تعويض السوريين باراض اسرائيلية في مقابل الارض التي اراد ابقاء هذه القوة عليها، وهي عبارة عن شريط يقع الى الجهة الشمالية الشرقية من البحيرة.
وقال العضو العربي في الكنيست، عزمي بشارة، لوكالة انباء اسوشييتد برس، ان ياتوم، ومن اجل ايصال عرض الحكومة الاسرائيلية الى سوريا، اقترب منه بينما كانا يجلسان في الكفتيريا التابعة للكنيست، وكتب تفاصيل العرض على منديل كان على الطاولة.
واكد مساعد لياتوم حصول هذا الاجتماع بين الاول الذي يشغل حاليا عضوا في الكنيست عن حزب العمل، وبين بشارة الذي كان يسافر حينها بشكل متكرر الى سوريا.
وقال بشارة "حاول (ياتوم) ان يقول ان اسرائيل تريد فقط سيطرة رمزية على الشاطئ، والذي يبلغ عرضه عشرة امتار في بعض المناطق، واحيانا 200 متر".
واضاف ان ياتوم "قال انهم سيعوضون سوريا باعطائها ارضا لم تكن تحت السيطرة السورية في عام 67..وكتب هذا على منديل".
واكد بشارة انه مرر هذه المعلومات الى السوريين، وليس المنديل.
ولاحقا، طلب بشارة من وكالة الاسوشييتد برس ان تقول انه تحدث مع المسؤولين السوريين حول عدة افكار، من بينها الموقف الاسرائيلي، ولكنه لم يكن يتصرف كرسول.
وقد انهارت المفاوضات بين باراك، والرئيس السوري في حينها، حافظ الاسد، بسبب رفض اسرائيل الالتزام رسميا بالانسحاب من الجولان، ورفض سوريا من جهتها، الكشف عن نطاق السلام الذي تسعى اليه قبل ان تحصل رسميا على الالتزام الاسرائيلي بهذا الانسحاب.
واعلن الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع "نيويورك تايمز" الشهر الماضي استعداده لاستئناف غير مشروط للمفاوضات.
ووجه الرئيس الاسرائيلي موشيه كاتساف الاسبوع الماضي دعويين متتاليتين الى الاسد للالتقاء معه من اجل البحث في الدخول في مفاوضات تشترط اسرائيل ان تبدا من نقطة الصفر، وليس من النقطة التي انتهت اليها كما تريد سوريا.
ورفضت دمشق الدعويين اللتين اعتبرتهما غير جديتين.
وقد اقترح رئيس حزب العمل شمعون بيريز الاحد ان يقوم الحزب بتضمين سياسيته ازاء موضوع الجولان ثلاثة بنود، يدعو اولاها الحكومة الى توجيه دعوة علنية للاسد من اجل زيارة القدس تمهيدا لمفاوضات سلام جادة مع اسرائيل.
وينص البند الثاني على ان تكون المفاوضات مع سوريا من دون شروط مسبقة. في حين يشير البند الثالث الى ان تنص معاهدة السلام مع سوريا على وضع نهاية للصراع في الشرق الاوسط، وان تجلب السلام والاعتراف المتبادل بين اسرائيل وكافة الدول العربية.
وقدم بيريز هذه المقترحات خلال لقاء للفريق الدبلوماسي لحزب العمل، والذي اجتمع من اجل بلورة خطة الحزب ازاء اتفاق مستقبلي محتمل مع سوريا.
وسيتم عرض هذا البرنامج على لجنة الحزب للمصادقة عليه في التاسع والعشرين من الشهر الجاري.—(البوابة)