رئيس بورما في زيارة تاريخية الى فرنسا لكن وسط التكتم الشديد

تاريخ النشر: 17 يوليو 2013 - 05:16 GMT
رئيس بورما في زيارة تاريخية الى فرنسا
رئيس بورما في زيارة تاريخية الى فرنسا

يقوم الرئيس البورمي ثين سين الذي ادخل بلاده في عملية انتقالية نحو الديموقراطية لكن تلطخها اعمال عنف ضد الاقلية المسلمة، الاربعاء باول زيارة رسمية الى باريس وسط التكتم الشديد.

ويعتزم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي يستقبل ثين سين في قصر الاليزيه عصر الاربعاء ان يحث ضيفه على "مواصلة العملية الانتقالية وترسيخها".

وافادت اوساط هولاند "ان الرئيس سيعبر له عن رغبته في استمرار هذه العملية الانتقالية وتسريع وتيرتها وان يجري الافراج عن السجناء السياسيين باسرع وقت ممكن".

وقد تعهد ثين سين في اطار زيارته الى لندن الاثنين بالافراج عن جميع "سجناء الرأي" قبل نهاية السنة. ودعته منظمات بورمية مدافعة عن حقوق الانسان بعد ذلك الى "ترجمة اقواله الى افعال".

ولفتت اوسط الرئيس الفرنسي الى ان "عودة اللجنة الدولية للصليب الاحمر الى السجون البورمية تشكل مؤشرا ايجابيا".

لكنها اكدت ان فرنسا "قلقة لاستمرار اعمال العنف ضد اقلية الروهنجيا المسلمة" في منطقة راخين (غرب).

ويحتفظ الجيش في بورما بدور اساسي فيما سلطت اعمال عنف دينية الضوء على مشاعر كره للمسلمين لدى الغالبية البوذية من السكان. ودعا البرلمان الاوروبي في 13 حزيران/يونيو الى وضع حد ل"اضطهاد" الروهنجيا مشيرا الى عمليات توقيف وسجن اعتباطي واعمال تعذيب واغتصاب وتدمير ممتلكات او دور عبادة.

وتعتبر هذه الاقلية المحرومة من الجنسية في بلادها من الشعوب الاكثر تعرضا للاضطهاد في العالم بحسب الامم المتحدة.

وفي العام 2012 وقعت مواجهات بين الروهنجيا والبوذيين من اتنية راخين اسفرت عن سقوط اكثر من مئتي قتيل و140 الف نازح في الغرب البورمي.

ثم امتدت اعمال العنف ضد المسلمين الى مناطق اخرى من البلاد حيث قتل اكثر من اربعين شخصا، ما سلط الضوء على كره كامن للمسلمين في بلد غالبية سكانه من البوذيين. ووعد ثين سين بعدم التساهل مع الذين "يغذون الاحقاد الاتنية".

واطلقت منظمة افاز الحقوقية غير الحكومية، وهي حركة عالمية على الانترنت، حملة لمناصرة الروهنجيا وحذرت في وثيقة نشرتها على الانترنت الاثنين من ان هناك "عوامل مؤشرة" الى احتمال ارتكاب ابادة جماعية بحق الروهنجيا.

ولتنبيه الرأي العام قالت افاز انها جمعت اكثر من مليون توقيع على عريضة. كما قامت حركة افاز الاربعاء في ساحة لاريبوبليك الباريسية امام وسائل الاعلام بتنظيم مشهد تمثيلي للقاء بين فرنسوا هولاند وثين سين اذ وضع ناشطان قناعين منتحلين شخصيتي الرئيسين وهما يشربان الشمبانيا امام قبور كرتونية رفع فوقها لافتة تقول "لا تتخلوا عن بورما لتصبح رواندا المقبلة".

ودعت افاز مع منظمات اخرى بينها الاتحاد الدولي لحقوق الانسان الاثنين هولاند الى "لضغط" على الرئيس البورمي و"عدم السكوت عن وضع حقوق الانسان" في بورما.

وطالبت ايضا فرنسا "بان لا تنقاد فقط وراء مصالحها الاقتصادية فيما تتفاوض شركات فرنسية كبرى مثل فينسي وبويغ وتوتال واورانج لابرام عقود في بورما".

وقد بدأ الرئيس البورمي زيارته بلقاء مع ممثلين عن ارباب العمل كما علم من حركة الشركات الفرنسية الرئيسية ميديف. وقد عقد اللقاء بعيدا عن الاضواء اذ لم تدع اليه وسائل الاعلام.

وليس مقررا ايضا عقد مؤتمر صحافي بعد اللقاء المنفرد بين فرنسوا هولاند وثين سين.

وقال احد المستشارين الدبلوماسيين للرئيس الفرنسي "نتمنى ان نتمكن من مرافقة انفتاح البلاد" في حين ان العلاقات الثنائية الفرنسية البورمية تبقى في الوقت الحاضر "متواضعة مع مبادلات تجارية تمثل 18 مليون يورو سنويا".

وفي ايار/مايو قام ثين سين الذي اخرج بورما من عزلتها الدبلوماسية مع اعادة ادماج المعارضة اونغ سان سوتشي في الحياة السياسية، بزيارة تاريخية الى الولايات المتحدة. وقد اشاد الرئيس الاميركي باراك اوباما بالاصلاحات التي بدأها رئيس الوزراء السابق لدى الفريق العسكري الحاكم سابقا والذي اصبح رئيسا للدولة في العام 2011، لكنه طالب ايضا بانهاء اعمال العنف التي تستهدف المسلمين.

كذلك قام الرئيس البورمي في اذار/مارس الماضي بجولة في اوروبا شملت خصوصا النروج والنمسا وبروكسل.