"ذي اندبندنت": السعودية وقطر تسلحان إخوان سوريا

تاريخ النشر: 13 يونيو 2012 - 12:43 GMT
مقاتلون مسلحون من المعارضة السورية
مقاتلون مسلحون من المعارضة السورية

نشرت صحيفة "ذي اندبندنت" الاربعاء تحقيقاً من مراسلها في اسطنبول جستين فيلا يقول فيه ان المملكة العربية السعودية وقطر تقومان بتسليح الثوار السوريين بينما تقول الامم المتحدة ان الصراع في سوريا تحول حرباً اهلية شاملة النطاق. وهنا نص التقرير: "تقوم السعودية وقطر بتسليح الثوار السوريين، وفقا لمصادر صحيفة "ذي اندبندنت" وهو تطور يهدد بإشعال صراع قوى إقليمي ناتج عن الانتفاضة السورية المستمرة منذ 15 شهرا ضد نظام الاسد.

وتسلم الثوار المقاتلون التابعون للجيش السوري الحر الأسلحة من الدولتين الخليجيتين، ونقلت هذه الأسلحة إلى سوريا عبر تركيا بدعم خفي من جانب الاستخبارات التركية (إم آي تي)، حسب دبلوماسي غربي في أنقرة. وكان نشاط مقاتلي المعارضة السورية قد وصل إلى حالة شلل سابقا بسبب اعتمادهم على ترسانة قديمة وغير فعالة من الاسلحة، بينما تمكن النظام السوري من الاعتماد على إمدادات أسلحة تقدمها روسيا وإيران. وتقوم روسيا بتسليح سوريا بالمروحيات الهجومية، وفقا لما ذكرته هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية أمس. وقالت كلينتون أمام مؤتمر في واشنطن: "نحن قلقون من المعلومات الأخيرة التي وصلتنا حول وجود مروحيات هجومية في طريقها من روسيا إلى سوريا، ما سيصعد الصراع بشكل دراماتيكي للغاية".

ومنذ بدء الانتفاضة لم يهرب الناشطون المعارضون لنظام الاسد سوى كميات قليلة من الأسلحة، اشتروها من السوق السوداء، عبر ولاية هاتي (الاسكندرون) التركية وصولا إلى محافظة إدلب السورية.

وعلى أي حال فإن أفراد التشكيلة الفضفاضة من المجموعات الثائرة التي تشكل الجيش السوري الحر قالوا إن شحنات متعددة من الأسلحة بينها بنادق "كلاشنيكوف" هجومية، ورشاشات من طراز "بي كيه سي"، وقاذفات صواريخ "آر بي جيه" وأسلحة مضادة للدبابات من دول الخليج وتساعد تركيا في إيصال الأسلحة.

وقال عضو في الجيش السوري الحر يعيش في منطقة الحدود التركية-السورية: "الحكومة التركية ساعدت في تسليحنا". وأضاف إن الأسلحة وصلت إلى ميناء تركي في سفن ثم نقلت إلى الحدود من دون تدخل من السلطات التركية.

وكان مسؤولون سعوديون قد عبروا في الماضي عن مشاعرهم بأن الثوار يتوجب تسليحهم، مع وصف الملك السعودي عبد الله للحوار بأنه "عديم الجدوى".

وأكد دبلوماسي غربي مقره في انقرة، شريطة عدم الكشف عن اسمه، أن تسليم "أسلحة خفيفة" للثوار كان "تطورا جديدا"، يشمل استخدام شاحنات لا تحمل لوحات تعريف لنقل الأسلحة إلى الحدود لمجموعات الثوار. وأضاف: "هناك أسلحة تأتي بمعرفة الأتراك". وتسلم الجيش السوري الحر، المظلة الرئيسية للجماعات المعارضة للنظام، الشحنة.

ويُنظر الى المجلس الوطني السوري على انه فقد كل شرعيته تقريبا من جانب الناشطين السوريين في الداخل بعد الفشل في توحيد المعارضة المتشظية. ومع ذلك، يبدو ان تركيا تصر على أن هذا المجلس هو الذي يحدد فصائل الجيش السوري الحر التي تتلقى الأسلحة قبل السماح للشحنات بعبور الحدود.

وقال الدبلوماسي الغربي: "من الناحية الرسمية لن يعترف الأتراك بذلك" إلا أن اعضاء المجلس الوطني السوري هم رجالاتهم- في إشارة الى الاستخبارات التركية. والهدف من عملية التوقيع على تسلم الأسلحة هو منع وقوعها بأيدي متطرفين إسلاميين. ومع ذلك فقد أعرب الدبلوماسي عن القلق من أن الأسلحة لن تسلم عملياً إلا للثوار المتعاطفين مع حركة الإخوان المسلمين السورية، وهي الجماعة المسيطرة داخل المجلس الوطني السوري. وقال الدبلوماسي أيضا: "الإخوان المسلمون فقط هم الذين يحصلون على الاسلحة". وقال ناشطون على الحدود من غير المنتمين للإخوان أنهم لم يسمعوا عن تسليم أسلحة إلا قبل ايام قليلة.

وعلى أي حال، فالقوة الحقيقية للإخوان المسلمين داخل سوريا هي موضع للنقاش. واضاف الدبلوماسي إن المجلس الوطني السوري "انتهى" بسبب الخلافات الداخلية المتواصلة داخله كما ان الثوار- الذين أصبحوا القوة المسيطرة في الثورة- ربما "يربون لحى"، لجذب انتباه المتدينين الاثرياء المستفيدين من صراع وصفه الدبلوماسي بأنه "حرب أهلية".

ولم يستجب مسؤولون سعوديون وقطريون لطلبات للتعليق. وكان الوفد السعودي قد انسحب من مؤتمر لـ"اصدقاء سوريا" عقد في تونس في شباط (فبراير) المنصرم محذراً بان الحاجة تدعو لاجراءٍ اكثر حزماً. وكان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل قد وصف قبل مغادرته قاعة المؤتمر تسليح الثوار السوريين بانه "فكرة ممتازة".

وقال مسؤول تركي: "تركيا لا تقوم بتزويد اي احد باسلحة، كما انها لا ترسل عناصر مسلحة الى اي بلد مجاور، بما في ذلك سوريا". وكرر ان البلدان الغربية ما زالت تزود مساعدة "غير قاتلة" فقط.

وبينما تستضيف تركيا اعضاء في الجيش السوري الحر في مخيمات لاجئين في محافظة هاتي، فانها تتردد في توريط نفسها مباشرةً في الصراع. ولكن في اعقاب عمليات اطلاق نار عديدة عبر الحدود وانباء عن دعم (سوري) للمتشددين الاكراد المنخرطين في صراع منذ 30 سنة مع تركيا، بدأت البلاد تغير مسارها، كما يقول اندرو تابلر، وهو زميل في معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى.

وقال تابلر: "الاسد لم يطبق خطة انان بالمرة. هذا هو اللشيء الاكبر. وتركيا تستطيع رؤية الاعصار الآخذ في التجمع".

واضاف تابلر ان اشرطة الفيديو التي ترفع على الانترنت تبين انه يجري تدمير المزيد من الدبابات السورية لكنه حذر من الاسلحة لن تغير مجرى الصراع تغييراً حاسماً. وقال: "هذه الاسلحة (المضادة للدبابات) تساعد في الضغط على قوات النظام، لكنها وحدها ليست كافيةً لاسقاط النظام".

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن