اعتبرت دمشق الخميس ان اي عمل عسكري اميركي على اراضيها دون موافقتها هو بمثابة "اعتداء"، بحسب تصريحات الوزير السوري علي حيدر، بعد ساعات من اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما حربا "بلا هوادة" على تنظيم "الدولة الاسلامية" بما في ذلك توجيه ضربات جوية ضده في سوريا.
وقال وزير المصالحة الوطنية علي حيدر ردا على أسئلة الصحافيين بعد لقائه الموفد الدولي ستافان دو ميستورا، ان "اي عمل كان، من اي نوع كان، دون موافقة الحكومة السورية هو اعتداء على سوريا"، مشيرا الى انه "في القانون الدولي، لا بد من التعاون مع سوريا والتنسيق مع سوريا وموافقة سوريا على اي عمل كان، عسكري او غير عسكري، على الارض السورية".
من جهة اخرى، نقلت وكالة انترفاكس للأنباء عن وزارة الخارجية الروسية قولها يوم الخميس إن شن ضربات جوية على متشددين إسلاميين في سوريا دون تفويض من مجلس الأمن الدولي سيكون عملا عدوانيا.
وقال المتحدث باسم الوزارة الكسندر لوكاشفيتش "تحدث الرئيس الأمريكي مباشرة عن إمكانية توجيه القوات المسلحة الأمريكية ضربات لمواقع الدولة الإسلامية في سوريا دون موافقة الحكومة الشرعية."
وأضاف "هذه الخطوة في غياب قرار لمجلس الأمن الدولي ستكون عملا عدوانيا وانتهاكا صارخا للقانون الدولي."
ونقل التلفزيون الايراني عن وزارة الخارجية الايرانية قولها يوم الخميس ان التحالف الدولي الاخذ في التشكل ضد تنظيم الدولة الاسلامية المتشدد "تكتنفه نقاط غموض شديد".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية مرضية أفخم يوم الخميس "ما يسمى التحالف الدولي لمحاربة جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام... تكتنفه نقاط غموض شديد وهناك شكوك قوية في عزمه على التصدي باخلاص للاسباب الجذرية للارهاب."
ولم تشر المتحدثة تحديدا الى الخطاب الذي القاه الرئيس الامريكي باراك اوباما الليلة الماضية وتحدث فيه عن تحالف واسع للقضاء على تنظيم الدولة الاسلامية لكنها اتهمت أيضا بعض أعضاء التحالف بأنهم "يدعمون الإرهابيين ماليا وعسكريا في العراق وسوريا."
وتقول طهران إنها ليست بصدد إجراء محادثات مع واشنطن بشأن الوضع في العراق لكنها بدلا من ذلك تركز على حل القضايا المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني.
وقالت المتحدثة "خلال المفاوضات مع أمريكا لا نناقش سوى القضية النووية."
وتجري الولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى مفاوضات مع إيران تتناول تقليص البرنامج النووي لطهران مقابل إنهاء العقوبات. ومن المقرر استئناف المحادثات النووية في نيويورك هذا الأسبوع.
وفي سياق متصل، قال وزيرا خارجية ألمانيا وبريطانيا يوم الخميس إن البلدين لن يشاركا في أي ضربات جوية في سوريا تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير في مؤتمر صحفي في برلين إن ألمانيا لم يطلب منها المشاركة في ضربات جوية ولن تشارك. وأضاف "بوضوح شديد... لم يطلب منا ذلك ولن نفعل ذلك."
وقال نظيره البريطاني فيليب هاموند إن بريطانيا "تؤيد بشدة النهج الأمريكي في تشكيل التحالف الدولي" ضد الدولة الإسلامية التي وصفها بأنها "وحشية" وأشار إلى أنه فيما يتعلق بكيفية مساعدة هذا التحالف "فنحن لم نستبعد شيئا."
ولكن عقب اجتماعه مع شتاينماير قال ردا على سؤال لرويترز بشأن اقتراح الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشن ضربات جوية ضد الدولة الإسلامية في سوريا "فلأكن واضحا في هذا الأمر: بريطانيا لن تشارك في أي ضربات جوية في سوريا. لقد خضنا هذا النقاش بالفعل في برلماننا العام الماضي ولن نعود لمناقشة ذلك الموقف."
وتابع أن البيئة القانونية و"القابلية العسكرية" في سوريا والعراق مختلفتان للغاية.