قال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي، إن روسيا لن تسمح بتبني مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي بشأن تدخل عسكري أجنبي في سورية. جاء ذلك في تصريحات ادلى بها غاتيلوف لوكالة "انترفاكس" للانباء يوم 30 مايو/أيار معلقا على تصريحات الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حول إمكانية التدخل العسكري الأجنبي لتسوية اللازمة السورية.
وقال غاتيلوف: "أعلنا دائما معارضتنا لأي تدخل أجنبي في النزاع السوري، لأن هذا التدخل سيعقد الأمور إلى درجة يصعب فيها التكهن بنتائجها ليس فقط بالنسبة لسورية، بل وللمنطقة كلها".
وأشار غاتيلوف إلى أن موسكو تعارض الدعوة إلى عقد جلسة جديدة لمجلس الأمن الدولي بشان سورية خلال الفترة القادمة، كما تعارض أي إجراءات من جانب المجلس للتأثير على الأوضاع في هذا البلد.
وقال إن "بيان رئيس مجلس الأمن الدولي حول الأحداث المأساوية في بلدة الحولة الذي صدر عن الجلسة الاستثنائية التي عقدها المجلس بمبادرة من روسيا والذي نشرته وسائل الإعلام، يمثل إشارة قوية إلى كافة الأطراف السورية وردة فعل شديدة للمجلس على هذه الأحداث".
وأضاف معلقا على اقتراح غيدو فيسترفيله وزير خارجية ألمانيا لعقد جلسة لمجلس الأمن الدولي: "لذلك نحن نعتقد بأن اتخاذ أي إجراءات من قبل المجلس، من شانها التأثير على مجريات الأمور، امر سابق لأوانه".
وقال: "من الضروري إعطاء فرصة لتنفيذ خطة كوفي عنان، وعلى كافة المعنيين، ومن بينهم شركاؤنا الغربيين، أن يضغطوا على المعارضة. نحن نرفض الدعوة المفتوحة التي يطلقها المجلس الوطني السوري باعتباره زعيما للمعارضة لاعتماد الكفاح المسلح لغاية موافقة هيئة الأمم المتحدة على التدخل العسكري الأجنبي".
طرد دبلوماسيين اجانب من دمشق
قال التلفزيون السوري يوم الأربعاء إن وزارة الخارجية أمهلت القائمة بالأعمال الهولندية 72 ساعة لمغادرة البلاد وذلك بعد أن طرد عدد من الدول الغربية سفراء سوريا احتجاجا على المذبحة التي سقط خلالها عدد كبير من القتلى المدنيين في الحولة الأسبوع الماضي. وقالت الحكومة الهولندية في بيان إن الدبلوماسية غادرت سوريا يوم الثلاثاء. وأضاف البيان "السفارة الهولندية في دمشق أغلقت في 20 مارس اذار احتجاجا على اعمال العنف التي يرتكبها النظام. تم استدعاء سفير هولندا في السابع من فبراير."
وكانت الدبلوماسية الهولندية واحدة من بضعة ممثلين كبار للدول الغربية الذين تبقوا في دمشق. وصرح الناطق الرسمي باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش بأن روسيا ترى خطوات إبعاد السفراء السوريين من عواصم عدد من الدول الأوروبية غير مثمرة.
وقال لوكاشييفيتش إن روسيا تستطيع التعليق على القرار المذكور الذي يخص العلاقات الثنائية لتلك الدول مع سورية من منظور الجهود الدولية الرامية إلى دعم التسوية السلمية للأزمة السورية.
وأضاف أن روسيا ترى من خلال هذا المنظور أن إجراءات إبعاد السفراء السوريين من عواصم تلك الدول غير مثمرة. وذكر أن تلك الإجراءات تعني أن أهم القنوات التي يمكن من خلالها التأثير بشكل بناء على الحكومة السورية وتشجيعها على اتخاذ خطوات لتنفيذ بنود خطة المبعوث الأممي الدولي إلى سورية كوفي عنان، أصبحت مغلقة حاليا.
وأشار لوكاشييفيتش إلى أن تلك الدول لا ترغب بالاستماع إلى دمشق، مؤكدا أن ذلك لا يصب في صالح تسوية الأزمة السورية. وأعاد إلى الأذهان أن مواقف موسكو تستند إلى منطق مغاير، مؤكدا أن روسيا تبذل كل ما في وسعها لتقليل حدة المواجهة بين أطراف الأزمة السورية. واشار إلى أن روسيا تقيم، لهذا السبب، اتصالات ليس فقط مع الحكومة السورية، بل ومع مختلف مجموعات المعارضة السورية، بما فيها مجموعات لا تروق لموسكو.
وشدد على أن روسيا تنطلق من ضرورة العمل بالتزام صارم بخطة عنان التي أقرها مجلس الأمن الدولي. وأكد أن روسيا لا ترى بديلا لتلك الخطة في الوقت الحاضر