ونقلت صحيفة "الحياة" اللندنية عن مصادر سورية وصفتها بأنها "مطلعة" أن هذا الموقف نقله السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى الى نائب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط روبرت دينين. كما ان القائم بأعمال السفارة الأمريكية في دمشق مايكل كوربون تبلغ هذا الموقف من مدير ادارة المراسم في الخارجية السورية امير الصمادي.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس قد فوضت كلاً من مساعدها وكوربون اجراء "محادثات انسانية" مع سورية على خلفية قرار دمشق تنظيم وجود العراقيين في الاراضي السورية. واوضحت المصادر السورية ان الصمادي ابلغ كوربون انه "غير مخول" البحث في موضوع العراقيين معه فضلا عن ان دمشق "تعتبر العراقيين ضيوفاً وليسوا لاجئين". كما ان مصطفى ابلغ دينين ان "تهجير العراقيين هو من نتائج الحرب الكارثية على العراق" وان دمشق غير مستعدة للبحث في النتائج بل البحث في "حوار سياسي يتناول جذور المشكلة".
وتابعت ان دمشق "لا تريد البحث في موضوع العراقيين لأن سورية تريد حواراً موضوعياً يتناول جميع القضايا. الحوار البناء شيء تريده دمشق، وانتقاء موضوع من نتائج الحرب والبحث في موضوع العراقيين بصفتهم لاجئين شيء آخر ترفضه سورية".
ويشابه الموقف السوري الحالي موقفها ازاء التعاون الامني، اذ ان دمشق جمدت التعاون الامني في ايار/ مايو 2005 بعدما كان مستمراً منذ احداث 11 ايلول/ سبتمبر 2001. وجرت محاولات عدة لاستئناف التعاون الامني كان آخرها بعد محاولة الهجوم الفاشلة التي تعرضت لها السفارة الأمريكية في دمشق في ايلول/ سبتمبر الماضي. لكن دمشق بقيت متمسكة بموقفها القائم على ان يكون التعاون الامني جزءاً من حوار سياسي يشمل عدداً من القضايا، وان لا يكون التعاون باتجاه واحد، بل يتضمن تبادلا للمعلومات.
وسبق أن اعترف المسؤولون السوريون بأن دمشق قدمت معلومات أمنية أنقذت أرواح أمريكيين، كما قالت دمشق إنها سلمت المخابرات الأمريكية آلاف الملفات تتعلق بمن وصفتهم بالإرهابيين.
سيناتور أمريكي:
من جهة أخرى، طالب السيناتور الجمهوري فرانك وولف الإدارة الأمريكية بفتح حوار مع سورية حول العراق، واقترح تعيين وزير الخارجية الأسبق جورج شولتز مبعوثا لهذا الغرض.
وخاطب السيناتور وولف وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس خلال جلسة في الكونغرس قائلا إن الإدارة الأمريكية ترسل العسكريين نساء ورجالا إلى العراق، وليس من المبالغة أن يطلب منها إرسال شخص للتحاور مع السوريين.
وأضاف وولف زعيم الأقلية في اللجنة الفرعية بمجلس النواب التي تشرف على ميزانية المساعدات الخارجية الأمريكية، إنه يعرف أن هذا أمر غير معتاد لكن "نظرا لاحترامك الشديد للوزير الأسبق شولتز فلندعه يذهب كمبعوث"، مشددا على ضرورة البدء بالحوار الدبلوماسي وفي حال عدم نجاحه "سيرى العالم أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يرغب في التحاور".
ووعدت رايس التي تعتبر شولتز أستاذها ومعلمها بدراسة الفكرة، لكنها قالت مجددا إن إدارة بوش تعتبر أن مثل هذه المحادثات لن تكون مثمرة في ظل عدم وجود أي دلائل على أن "السوريين يحاولون تغيير سلوكهم".
© 2007 البوابة(www.albawaba.com)