دمار هائل في غزة والأونروا تسعى لمساعدة المشردين

تاريخ النشر: 21 مايو 2021 - 03:22 GMT
دمار هائل في غزة والأونروا تسعى لمساعدة المشردين

قالت وزارة الإسكان في غزة إن 16800 وحدة سكنية تضررت، منها 1800 وحدة باتت غير صالحة للسكن و1000 وحدة دُمرت بفعل الة العدوان الاسرائيلية.

بعد البقاء في المنازل خلال القصف الإسرائيلي لغزة لمدة 11 يوما، أثّرت الصدمة من رؤية منازل ومبان مدمرة بعد صراع آخر على فرحة الفلسطينيين بانتهاء جولة القتال هذه.

وقال أبو علي وهو يقف بجوار كومة من الأنقاض كانت عبارة عن برج من 14 طابقا في مدينة غزة "زي تسونامي".

وقال يوم الجمعة بعد ساعات من إعلان الهدنة "كيف العالم بيقول عن حاله انه متحضر؟ ..هاي جريمة.. احنا عايشين بزمن قانون الغاب".

وبحلول الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة وقف إطلاق النار يوم الجمعة، كانت مبان تجارية وأبراج سكنية ومنازل خاصة في جميع أنحاء القطاع الفلسطيني الذي يقطنه مليونا شخص قد تعرضت للضرر أو الدمار.

وتقول إسرائيل إن الضربات الجوية أصابت أهدافا عسكرية مشروعة وإنها بذلت كل ما في وسعها لتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين، بما في ذلك إعطاء تحذيرات مسبقة عندما كانت على وشك قصف مبان سكنية قالت إنها تُستخدم أيضا في أغراض عسكرية.

وقالت وزارة الإسكان في غزة يوم الخميس، قبل وقت قصير من توقف الأعمال القتالية، إن 16800 وحدة سكنية تضررت، منها 1800 وحدة باتت غير صالحة للسكن و1000 وحدة دُمرت.

وقال مسعفون فلسطينيون إن 243 شخصا قُتلوا في ضربات جوية شنتها إسرائيل ليلا ونهارا على قطاع غزة منذ العاشر من مايو أيار.

وذكرت إسرائيل أن 13 شخصا قتلوا في رشقات من الصواريخ سقطت على منازل ومعابد يهودية ومبان أخرى.

وقالت سميرة عبد الله نصير التي أصاب انفجار منزلها المكون من طابقين "رجعنا على بيوتنا كلها دمار لا لقينا مكان نقعد ولا لقينا ميه ولا لقينا كهربا ولا لقينا فرش.. ولا شي".

وبعد رابع صراع بينه وبين وإسرائيل منذ سيطرة حماس على غزة عام 2007، يواجه القطاع الآن مهمة إعادة الإعمار إلى جانب إنشاء مركز قوة منافس للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.

* "ومين راح يدفع؟"

قال رجل الأعمال عماد جودت (53 عاما) "راح نرجع تاني للحيرة تبعت إعادة إعمار غزة ومين اللي بده ينفذه حماس أم السلطة الفلسطينية؟ ومين راح يدفع؟"

وأضاف "في بعض ناس ما تعوضت على خسائرهم من 2014" في إشارة إلى مواجهة كانت هي الأخيرة مع إسرائيل واستمرت 50 يوما.

ويزيد الحصار، الذي تفرضه إسرائيل على القطاع في حين تفرض مصر قيودا عليه، من تفاقم الوضع في غزة. وتقول إسرائيل إنها تفرض الحصار لمنع وصول الأسلحة إلى المسلحين. ويصف الفلسطينيون هذا الحصار بأنه عقاب جماعي.

وتلقى الفلسطينيون بالفعل بعض التعهدات بمساعدات مالية من أجل إعادة الإعمار. وقالت مصر، التي توسطت في الهدنة، إنها ستخصص 500 مليون دولار لإعادة الإعمار.

الأونروا تسعى لمساعدة النازحين

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الجمعة إنّ أولويتها عقب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس هو تحديد ومساعدة من شُردوا من منازلهم في القطاع.

وقال مدير الوكالة في غزة ماتياس شميل إنّ الأمر سيبدأ بتقييم الدمار المادي للبنى التحتية.

لكنّه قال إنّ الوكالة يجب أن تساعد أيضا في إعادة بناء حياة "السكان المذعورين والمصدومين".

وأعرب شميل عن "شعور كبير بالارتياح" بعد التوصل لوقف إطلاق النار، لكّنه أشار إلى أن الهدنة تبدو "هشّة".

وأفاد الصحافيين في جنيف عبر الفيديو "انا مقتنع بعد وجودي هنا لثلاث سنوات ونصف أن الحرب ستندلع مجددا إذا لم تُعالج الأسباب الكامنة" للنزاع.

وأوضح شميل أن الأونروا تنتقل من وضع الاستجابة للطوارئ لوضع التعافي المبكر، مشيرا إلى ثلاث أولويات، أولاها تحديد ودعم من باتوا مشردين راهنا.

وقال "خلال الليل، معظم الـ66 ألف شخص الذي لجأوا لمدارسنا الـ59 عادوا لمنازلهم. تبقى فقط مئات قليلة منهم. وهم على الأرجح اشخاص فقدوا منازلهم".

وأشار إلى أنّ الأولوية الثانية بدء تقييم الدمار الكبير فيما الثالثة هي "ادراك أن هؤلاء سكان مذعورون ومصدومون".

وتابع "لا يمكن فقط النظر للأمر على أنه إعادة بناء مادية. نحتاج إلى إعادة بناء الحياة أو المساعدة في إعادة بناء الحياة".

وردا على سؤال حول كلفة الإنعاش وإعادة التأهيل، قال إنه "من المبكر جدا تحديد تكلفة للأمر".

فيما يتعلق بوضع كوفيد -19 في القطاع، أشار إلى أن الموجة الثانية من الفيروس هناك بدأت تتلاشى قبل اندلاع المواجهة.

وقال "يشعر الكثير منا بقلق شديد من أنه خلال هذه الأيام العشرة للحرب، ربما رأينا في الواقع بداية الموجة الثالثة بسبب عدم الالتزام بالطبع بالإجراءات الاحترازية وغيرها".

وعود اميركية بالمساعدة

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تصنف حكومته حماس منظمة إرهابية مثلها مثل الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، إنها ستعمل مع الأمم المتحدة وآخرين لتوصيل المساعدات.

وتقول حماس إنها تناضل من أجل الحقوق الفلسطينية في مواجهة القمع الإسرائيلي.

وقال مسؤولون في غزة إن هذه الحرب ألحقت أضرارا بالصناعة قيمتها 40 مليون دولار وأضرارا أخرى قيمتها 22 مليون دولار بقطاع الكهرباء وأضرارا قيمتها 27 مليون دولار بالمنشآت الزراعية.

وشق آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة طريقهم للعودة إلى منازلهم وجمعوا متعلقاتهم في سيارات وعربات تجرها الحمير وجرارات بعد أن أقاموا بالقرب من الحدود وفروا إلى مدارس تديرها الأمم المتحدة جنوبا للبحث عن مأوى.

وأثناء عودة السكان إلى منازلهم عبر شوارع مليئة بالحفر وركام المباني المدمرة، عبّر البعض عن ارتياحهم بأنهم نجوا من الحرب بل وتحدثوا بنبرة انتصار بعد صراع مع واحد من أقوى جيوش منطقة الشرق الأوسط قصفت خلاله صواريخ الفصائل الفلسطينية تل أبيب ومدنا إسرائيلية أخرى.

وقالت سلوى البطراوي (60 عاما) خلال عودتها مع أسرتها إلى المنزل "كمنتصرين" "راح أبوس الأرض إني رجعت الدار أنا وأولادي بسلام والحمد لله، ما راح أقدر أوصف لك شعوري"

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن