دعا معارضون الى مقاطعة الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد في 26 شباط/فبراير فيما تستمر القوات السورية بعملياتها الامنية والعسكرية قبيل ساعات من اجراء تصويت في الجمعية العامة حول قرار يطلب من النظام السوري وقف العنف ضد المدنيين.
واسفرت اعمال العنف متفرقة في مدن سورية عدة عن مقتل 22 شخصا على الاقل بينهم عشرة منشقين وسبعة عناصر من القوات السورية وخمسة مدنيين.
وعقد وزيرا الخارجية الفرنسي الان جوبيه والروسي سيرغي لافروف اجتماعا في فيينا صباح الخميس بحثا فيه الوضع في سوريا لكنهما لم يدليا باي تعليق في ختامه.
ودعت لجان التنسيق المحلية المشرفة على الحركة الاحتجاجية في سوريا في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه "ابناء شعبنا إلى رفض ومقاطعة الاستفتاء المزعوم"، وذلك ردا على اصدار الرئيس بشار الاسد دعوة لاجراء استفتاء على مشروع دستور جديد في سوريا ينهي الدور القيادي لحزب البعث الحاكم ويحدد ولاية الرئيس بسبع سنوات تجدد لمرة واحدة.
واكدت اللجان على ضرورة اسقاط النظام الحالي "برموزه ومرتكزاته كافة".
واعلنت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي المعارضة في سوريا التي تضم عدة احزاب يسارية وكردية معارضة بالاضافة الى معارضين مستقلين، مقاطعتها للاستفتاء.
وقال المنسق العام للهيئة حسن عبد العظيم في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "لا يمكن ان نشارك في الاستفتاء قبل توقف العنف القتل والقنص اطلاقا" في سوريا.
ورفض رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية المحامي أنور البني من جهته "بشكل قاطع" الاستفتاء على مشروع الدستور.
واضاف ان مشروع الدستور "لم يأت بأي شيء جديد سوى محاولة تغيير تعبيرات الاستئثار والسيطرة والتفرد بالحكم بمفردات ملتبسة" مشيرا الى انه "أبقى على السلطات الكاملة لرئيس الجمهورية بالسيطرة على كل السلطات التنفيذية".
ويأتي ذلك فيما اعلنت وزارة الخارجية الصينية الخميس ان احد نواب وزير الخارجية الصيني سيتوجه الى سوريا للمرة الاولى منذ ان استخدمت بكين حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي لمنع تبني قرار يدين ممارسات دمشق ضد الحركة الاحتجاجية.
وقال الناطق باسم الوزارة ليو ويمين ان جاي جون وهو نائب وزير يتكلم العربية وعمل لفترة طويلة في الشرق الاوسط، سيزور سوريا الجمعة والسبت "للمساهمة في حل مناسب وسلمي للازمة السورية".
وتستمر اعمال العنف في مدن سورية عدة امام الجهود السياسية والدبلوماسية لايجاد حل للازمة التي تعصف بالبلاد منذ منتصف اذار/مارس واودت الى مقتل اكثر من ستة الاف شخص، بحسب ناشطين.
ففي ريف حماة، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان عشرة منشقين على الاقل من بينهم ضباط قتلوا الى جانب اربعة مدنيين في قصف عشوائي للقوات النظامية على بلدة كفرنبودة في ريف حماة (وسط).
واضاف ان اربعة عناصر من القوات السورية قتلوا اثر استهداف مجموعة منشقة لحاجز امني عسكري مشترك على الطريق الواصل بين بلدتي طيبة الامام وصوران.
وفي حماة، اشار المرصد الى مقتل مدني ليل الاربعاء الخميس في حي الاربعين الذي اقتحمته قوات عسكرية امنية مشتركة ونفذت فيه حملة اعتقالات ودهم.
وفي درعا (جنوب)، مهد الحركة الاحتجاجية "استشهد مواطن داخل منزله اثر اطلاق رصاص عشوائي من القوات السورية التي انتشرت بشكل كثيف في شوارع المدينة".
كما قتل "ثلاثة عناصر من الامن في اشتباكات دارت مع مجموعة منشقة" بحسب المرصد.
وفي محافظة حلب (شمال)، قال المرصد "نفذت قوات الامن حملة مداهمات واعتقالات فجر الخميس في قرية بزاعة واعتقلت 14 شخصا، وخرجت مظاهرات طلابية في بلدات حيان ومارع ومنغ ودار عزة".
واضاف "جرح مواطنان برصاص قناصة تابعين لقوات الامن المنتشرة في بلدة الاتارب التي دارت فيها اشتباكات بين مجموعة منشقة والقوات النظامية اليومين الماضيين".
وفي ريف درعا، اسفرت حملة مداهمات واعتقالات في بلدة جاسم عن اعتقال ستة مواطنين من عائلة الحلقي.
وقال احد سكان مدينة درعا ويدعى محمد في اتصال مع فرانس برس ان القوات السورية "تهاجم محافظة درعا قرية قرية وبشكل منهجي" مضيفا ان "عناصر الجيش الحر تحاول ردهم، لكنهم يضطرون الى الانسحاب بسبب ضعف عتادهم، فترد القوات عليهم بالاقتصاص من المواطنين".
واعتبر محمد ان الوضع في سوريا يشبه الى حد بعيد الاوضاع في لبنان خلال الحرب (1975-1990) من حيث تواصل القصف واطلاق النار وانقطاع الكهرباء.
وفي حمص (وسط)، يتواصل القصف على الاحياء المنتفضة في المدينة منذ الرابع من شباط/فبراير الجاري، وقد طال صباح اليوم احياء بابا عمرو والانشاءات والخالدية.
وفي العاصمة دمشق، تمركزت ناقلات جند مدرعة صباح الخميس على مداخل حي القابون الواقع على اطراف دمشق فيما بدات قوات الامن حملة مداهمات داخل الحي ترافقها سيارات رباعية الدفع، بحسب المرصد.
وافاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي ان قوات الامن اطلقت النار بكثافة اثناء تشييع في منطقة المزة والقت القنابل المسيلة للدموع واعتقلت عددا من المشيعين.
واضاف ان مظاهرات طلابية خرجت اليوم من عدة مدارس في احياء جوبر والقدم والميدان والحجر الاسود.
ومن المقرر ان تصوت الجمعية العامة على مشروع قرار يدين حملة القمع في سوريا، بعد ايام من تصويت كل من الصين وروسيا بالفيتو على مشروع قرار مماثل في مجلس الامن.
واعلن مصدر "مطلع" الخميس كما نقلت عنه وكالة انترفاكس ان روسيا التي طالبت بعدة تعديلات على مشروع قرار حول سوريا سيعرض على التصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة الخميس لن تدعم نصا "غير متوازن".
ومن بين التغييرات التي طلبتها روسيا تعديل على فقرة تشير الى الخطة التي اقترحتها الجامعة العربية في 22 كانون الثاني/يناير وتدعو الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي وتسليم صلاحياته الى نائبه. وتعارض روسيا اي تغير مفروض من الخارج لتغيير النظام في سوريا.
ورفضت المجموعة العربية، التي طرحت مسودة القرار في الجمعية العامة، اجراء التغييرات التي طالبت بها روسيا. الا ان ذلك لا يمنع المبعوث الروسي نظريا من محاولة جعل الجمعية العامة تدخل بعض التغييرات على مشروع القرار الخميس.