دعوات لسوريا لتنفيذ الخطة العربية وأعداد القتلى تبلغ مستويات قياسية

تاريخ النشر: 21 ديسمبر 2011 - 08:03 GMT
دعوات لسوريا لتنفيذ الخطة العربية
دعوات لسوريا لتنفيذ الخطة العربية

في احد اكثر الايام دموية منذ اندلاع الانتفاضة في سوريا سقط الثلاثاء اكثر من مئتي مدني وجندي منشق بين قتيل وجريح برصاص القوات النظامية، غالبيتهم في محافظة ادلب الشمالية، بينما توالت الدعوات لدمشق، التي نفذت مناورات عسكرية للمرة الثانية في غضون اسبوعين، لوقف قمعها الدموي للمحتجين. وغداة توقيع دمشق بروتوكول بعثة المراقبين التي قررت الجامعة العربية ارسالهم الى دمشق، اكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان اكثر من 50 مدنيا قتلوا الثلاثاء برصاص قوات الامن السورية، غالبيتهم في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد، يضاف اليهم اكثر من مئة جندي منشق سقطوا "بين قتيل وجريح" في المحافظة نفسها، في حين قتل في الجنوب 14 عنصر امن نظاميا في كمين نصبه جنود منشقون.

وقال المرصد ان 36 مدنيا قتلوا وجرح اخرون في بلدة كفر عويد بمحافظة ادلب برصاص قوات الامن السورية التي حاصرتهم في البلدة ثم اقتحمتها، مشيرا الى ان لديه لائحة باسماء 26 من القتلى في حين ان العشرة الاخرين جثامينهم مسجاة داخل مسجد البلدة ولم يتم التعرف الى اسماء اصحابها بعد.

واضافة الى هؤلاء القتلى ال36 ومعظمهم من سكان كفر عويد، سقط "عشرات المدنيين" من سكان البلدات المجاورة بين قتيل وجريح برصاص قوات الامن اثناء محاولتهم الفرار من المنطقة، بحسب ما اكد المرصد، مشيرا الى ان عددهم يتراوح "بين 40 و50" والغالبية العظمى منهم قتلوا، ولكن من دون ان يتمكن من اعطاء اي حصيلة محددة.

واكد المرصد ان بين القتلى إمام مسجد كفر عويد الذي تم التمثيل بجثته.

واضاف المرصد انه في مدينة حمص (وسط) حيث تدور اشتباكات عنيفة قتل 12 مدنيا برصاص قوات الامن، ليرتفع بذلك عدد المدنيين الذين قتلوا في سائر انحاء سوريا الثلاثاء الى 48 قتيلا على الاقل.

ويضاف الى هؤلاء 14 عنصر امن نظاميا على الاقل قتلوا في محافظة درعا (جنوب) في كمين نصبه جنود منشقون، بحسب المصدر نفسه.

وصباح الثلاثاء "سقط مئة جندي منشق على الاقل بين قتيل وجريح في مواجهات مع الجيش النظامي" في منطقة جبل الزاوية في ادلب، بحسب المرصد.

واضاف المصدر انه "عقب اشتباكات اندلعت صباح اليوم (الثلاثاء) مع الجيش النظامي، جرت محاصرة مئة منشق، وسقطوا بين قتيل وجريح بين قرية كفر عويد والفطيرة" في منطقة جبل الزاوية.

واشار المرصد مساء الثلاثاء الى "سقوط شهيدين وتسعة جرحى بالرصاص على مظاهرة مسائية في مدينة نوى بمحافظة درعا".

ودعا المرصد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الى "التدخل الفوري لوقف المجزرة".

وكان المرصد ذكر الاثنين ان ما يصل الى 70 جنديا سوريا منشقا قتلوا الاثنين في محافظة ادلب نفسها.

وبموازاة هذا التصعيد اصدر الرئيس السوري بشار الاسد قانونا يقضي باعدام الذين يدانون بتوزيع الاسلحة "بقصد ارتكاب اعمال ارهابية"، كما افادت وكالة الانباء السورية (سانا).

وقالت سانا ان القانون الجديد يقضي "بان يعاقب بالاعدام من وزع كميات من الاسلحة او ساهم في توزيعها بقصد ارتكاب اعمال ارهابية"، على ان "يعاقب الشريك والمتدخل" بالاعدام ايضا.

من جانبهما اجرى سلاحا الجو والبحر في القوات السورية الثلاثاء مناورات بالذخيرة الحية لاختبار قدراتها القتالية "وجاهزيتها في التصدي لاي اعتداء يستهدف ارض الوطن"، كما افادت سانا.

وقالت الوكالة انه "استنادا لخطة التدريب العملياتي للعام 2011 نفذت القوى الجوية والدفاع الجوي بيانا عمليا بالذخيرة الحية (...) بهدف اختبار القدرة القتالية لسلاح الطيران ووسائط الدفاع الجوي وجاهزيتهما في التصدي لاي اعتداء يستهدف ارض الوطن وحرمة اجوائه"، مضيفة ان القوات البحرية اجرت مناورات مماثلة.

واوضحت سانا التي ارفقت الخبر بصور لصواريخ في الجو وعلى وشك الاطلاق واخرى لمقاتلات ودبابات، ان المناورات الجوية بالذخيرة الحية "شاركت فيها تشكيلات من سلاح الطيران المقاتل والمقاتل القاذف وحوامات الدعم الناري وتشكيلات الدفاع الجوي بمختلف أنواعها".

وأثنى وزير الدفاع العماد داود راجحة "على أداء رجال سلاحنا الجوي ودفاعاتنا الجوية"، مؤكدا "جاهزية قواتنا المسلحة الدائمة للدفاع عن حدود الوطن والذود عن حياضه برا وبحرا وجوا"، بحسب سانا.

ونقلت الوكالة عن رئيس الاركان العماد فهد جاسم تأكيده "جاهزية قواتنا المسلحة بمختلف أنواعها وصنوفها لصد أي اعتداء قد يفكر به أعداء الوطن".

وكانت القوات السورية نفذت مطلع الجاري مناورات صاروخية بالذخيرة الحية "بهدف اختبار قدرة سلاح الصواريخ وجاهزيته في التصدي لاي عدوان قد يفكر به العدو".

من جهتها اعلنت الجامعة العربية ان مقدمة من المراقبين العرب ستتوجه الى سوريا الخميس تمهيدا لوصول المراقبين المكلفين الاشراف على تنفيذ الخطة العربية، في الوقت الذي صعدت فيه دول غربية ودول مجلس التعاون الخليجي ضغوطها على سوريا.

وقال مساعد الامين العام للجامعة العربية احمد بن حلي الثلاثاء في القاهرة ان اول فريق من المراقبين العرب سيتوجه الى سوريا الخميس، مشيرا الى ان "مقدمة من المراقبين بقيادة سمير سيف اليزل ستتوجه الى دمشق الخميس".

وقالت الجامعة ان الفريق الاولي سيضم مراقبين امنيين وقانونيين واداريين وخبراء، ويتوقع ان يليه فريق من الخبراء في حقوق الانسان.

واعلنت الجامعة العربية "الموافقة على تسمية الفريق أول ركن محمد أحمد مصطفى الدابي من جمهورية السودان رئيسا لبعثة مراقبي الجامعة العربية"، بحسب بيان الجامعة.

وفي واشنطن قالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية "ما فهمناه ان الجامعة العربية تريد ان تبدأ بنشر مراقبين بحلول نهاية الاسبوع في عشرة مواقع على الاقل في سوريا".

واضاف انه بعد الانتهاء من نشر هؤلاء، في منتصف كانون الثاني/يناير، "سيكون لدى الجامعة العربية 300 الى 40 مراقبط في سوريان موضحة ان الاتحاد الاوروبي سيقدم مساعدة فنية في هذا الاطار.

ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش النظام السوري الى ضمان حرية حركة المراقبين، في حين اعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاثنين انه سيكون بوسعهم الوصول الى الاماكن الساخن ولكن ليس الى المواقع العسكرية الحساسة.