دحلان يمتدح خالد مشعل على صراحته

تاريخ النشر: 10 أكتوبر 2012 - 07:31 GMT
عضو المجلس التشريعي محمد دحلان
عضو المجلس التشريعي محمد دحلان

في موقف لافت امتدح عضو المجلس التشريعي محمد دحلان بكلمات طويلة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل بعد مصارحة الاخير في محاضرته أمام "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" والتي قال فيها " خضنا التجربة ونتعلّم منها وقد أخطأنا في أشياء ونتعلم من ذلك"واضاف"على الإسلاميين أن يعترفوا أن الحكم أعقد مما كانوا يتصورون وهذا ينطبق علينا في حماس".

ولكن لم تأتي عبارات المديح التي خطها دحلان على صفحة التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" بمثابة مفاجآة لأحد سيما وانه استخدم تصريحات مشعل ، كما كان متوقعا، لمهاجمة قادة "حماس" في غزة من جهة ولتجديد ادانته لسيطرة "حماس" على غزة من جهة اخرى وهو اتهام غالبا ما يوجهه قادة من "فتح" لدحلان بالمسؤولية عنه وإن كان ينفيه.

ولكن كلمات دحلان حملت في ثناياها ما يمكن اعتباره تبرئة لمشعل من ما قال انه مخطط اعدته "حماس" للسيطرة على غزة باشارته الى انه ربما حاول مشعل سرا ثني قادة "حماس" في غزة عن هذا المخطط فقال : أحيي أبو الوليد (مشعل) على هذا الاعتراف المتأخر بالحق ، وكنت أتمنى لو جاءت هذه الكلمات والنصائح حين كانت حماس تعد للانقلاب بقطاع غزة ، وذلك لفصلها عن الضفة الغربية تماثلاً مع المخططات الإسرائيلية ! ".

واضاف : أثناء الأزمة ، مواقف السيد خالد مشعال العلنية المتشددة والمؤيدة للانقلاب ، أو كما أسماه هو "الحسم" ، كانت مختلفة تماماً عن تصريحاته الأخيرة ، ربما حاول الرجل سراً أن يثني "التيار الإنقلابي" داخل حماس في غزة ولكن لم ينجح ، أو ربما يكون عامل الزمن والخبرة والممارسة على أرض الواقع جعلت أبو الوليد يعيد النظر بالانقلاب وكارثة الانقسام التي نتجت عنه.

ورغم ارتباطه بعلاقات طيبة مع العديد من قادة "فتح" وعلى رأسهم الرئيس محمود عباس ومن بينهم الدكتور نبيل شعث وعزام الاحمد الا ان مشعل لم تربطه اي علاقة ود مع دحلان ولم يسبق ان تم الاعلان عن اي اجتماع علني او سري بينهما حتى عندما شاركا في حوار مكة.

ولكن دحلان قال انه اطلع مشعل شخصيا على ما قال انه مخططات ل"حماس" للسيطرة على غزة اثناء حوار مكة وكتب: لقد قمت أنا شخصياً بإطلاع خالد مشعل على مخططات حماس وتحضيراتها للإنقلاب والأغتيالات التي كانت تقوم بها أثناء إجتماعات مكة ولكنه نفى علمه بذلك ونفى علمه بنية الإنقلاب ، وقبل ذلك قام الأخ زياد أبو عمر بتنبيه خالد مشعل أثناء إجتماعات دمشق ولكنه لم يحرك ساكناً، ربما كان خالد مشعل مخدوعاً من قبل التيار الإنقلابي داخل حماس ولم يكن يعلم بنواياهم أو ربما كان يعلم ولكنه غض الطرف مغلوباً على أمره ، فكان الإنقلاب والإصرار على الإنقسام طيلة هذه السنوات والآن ها هو السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس يضطر للتنحي أمام هؤلاء الإنقساميين .

واعتبر دحلان ان مشعل عبر في كلماته عن روح توافقية وقال: الروح التوافقية الواقعية التي عبر عنها أبو الوليد بمحاضرته ، القدرة على المراجعة للذات والحرص على المصلحة الوطنية بدلا من مصلحة حماس الحزبية تمتع بها غيره من قادة حماس أمثال الشيخ الشهيد أحمد ياسين والدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي والمناضل الشهيد إسماعيل أبو شنب وغيرهم ، ممن غيبتهم عن مشهد القيادة آلة الغدر والحقد الإسرائيلية أو الصراعات داخل حماس لِتُترَك الساحة من بعد هؤلاء الوطنين ، لغيرهم ممن لا يؤمنون إلا بمصالحهم الشخصية والحزبية الضيقة دون الالتفات لمصلحة الوطن والشعب ، لم يعد سراً أن عدم ترشح خالد مشعل وتركه رئاسة حماس جاء بعد صراع مرير مع تيار حماس الإنقلابي داخل غزة ، بعد أن أثخنوه بالغمز واللمز والاتهامات ، بأنه باع نفسه .. كلما عبر عن موقف توافقي أو واقعي أو خطى خطوة حقيقية نحو إنهاء الانقسام .

وختم دحلان بالقول: سعدنا لكلمات الحق من أبو الوليد ، وإن كانت متأخرة ، ولكن زاد حزننا وقلقنا على مستقبل الوطن لأن هذه الكلمات جاءت من قائد أضطر للتنحي عن قيادة حماس تحت ضغط من التيار الانقلابي داخل حماس ، وبقي أهل غزة يعانون تحت حكمهم ، وبقي الشعب الفلسطيني يدفع فاتورة ثمن الانقسام البغيض .

واضاف: مع ذلك كلي أمل أن تجد كلمات خالد مشعل آذانا صاغية عند البعض من حماس ، آملاً أن تكون هناك قريبا ، أصوات وقيادات تبتعد عن الحزبية الضيقة المدمرة وتضع مصلحة فلسطين فوق كل المصالح الحزبية والشخصية . أتمتى أن تستمر مسيرة النقد الذاتي من خالد مشعل وأن تشمل غيره من قيادات حماس لما قد يكون لذلك من دور إيجابي نحو تحقيق الوحدة الوطنية ووضع برنامج وطني للتخلص من الإحتلال