خلف عشرات القتلى والجرحى: بريمر ومجلس الحكم يدينان الهجوم الانتحاري ببغداد

تاريخ النشر: 18 يناير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

دان الحاكم المدني والمجلس الانتقالي التفجير الذي وقع صباح الاحد امام مقر قوات الاحتلال في بغداد واسفر عن مقتل 25 شخصا بينهم اميركيان واصابة نحو 130 اخرين، في الغضون من المتوقع ان تقوم قوات الاحتلال باكبر عملية احلال لقواتها في العراق في الوقت الذي كشفت دراسة رسمية عن تطور في اداء المقاومة العراقية خاصة باسقاط المروحيات. 

وندد الحاكم الأميركي في العراق بول بريمر بالتفجير الانتحاري الذي استهدف مقر قوات الاحتلال وسط بغداد وأسفر عن مقتل 25 شخصا بينهم أميركيان وجرح 131 آخرين بينهم جنود أميركيون في أحدث حصيلة لجيش الاحتلال والمستشفيات العراقية. 

وتعهد بريمر في بيان نقله موقع التحالف في العراق على الإنترنت بالمضي قدما -رغم ما يحدث- في خطة تسليم السلطة للعراقيين في موعدها المقرر نهاية يونيو/حزيران القادم. وقال إن "التفجير الإرهابي اليوم يشهد بوضوح مرة أخرى على النوايا الدموية للإرهابيين الذين يسعون لنسف الحرية والديمقراطية والتقدم في العراق 

من جهته دان حميد الكفائي الناطق باسم مجلس الحكم الانتقالي العملية واكد ان الارهابيين قاموا بهذه العملية الدنيئة في الوقت الذي كان الباعة المتجولون يسعون لرزقهم كما تزامنت مع توجه العراقيين لاداة فريضة الحج 

قتلى بانفجار بغداد 

ولقي 25 شخصا بينهم اثنين من الاميركيين قد يكونا من المقاولين حتفهم بانفجار سيارة مفخخة امام مقر الحاكم المدني الاميركي في العراق واصيب جراء العملية 100 شخصا على الاقل. 

وقال مارك كيميت الناطق باسم قوات التحالف انه لم يكن احد بالسيارة التي انفجرت نافيا بذلك فرضية العملية الانتحارية  

وقالت تقارير متطابقة ان حافلات اصيبت بالانفجار وقتل واصيب من فيها ولم يتحدد بعد عدد القتلى النهائي بعد وقالت القوات الأميركية إن الحصيلة النهائية للانفجار ستعلن حال الانتهاء من التحقيقات وذكر شهود عيان أن عدة سيارات على الأقل احترقت نتيجة الانفجار الضخم. 

وأوضحت مصادر متطابقة أن العربة المستخدمة في الهجوم سيارة حديثة جدا من نوع "لاندكروزر" التي عادة ما يستخدمها المسؤولون أو الضيوف في المنطقة الخضراء 

وحسب الشهود توقفت السيارة عند نقطة التفتيش الخارجية للقصر، وعندما اقترب جندي أميركي من السائق لتدقيق الهوية انفجرت، وتسبب الانفجار القوي في تكسير زجاج المباني الواقعة على بعد 500 إلى 600 متر 

وعن اسباب الانفجار قال المراسلون ان سيارات تابعة للشرطة العراقية وعددها ثلاثة انفجرت في وقت واحد وقال اخرون ان سيارة واحدة فقط انفجرت ادت لانفجار الاخريات  

ووقع الهجوم بينما كان عمال عراقيين يعملون في الصيانة والبناء يخضعون للتفتيش عند بوابة القصر الجمهوري قبل الدخول اليه  

ونقلت فضائيات صور الضحايا متناثرة بينها مسافات بعيدة وسيارات بيضاء تحترق  

وطوقت القوات الاميركية المكان ومنعت السيارات من الاقتراب خوفا من ان تكون معدة للانفجار 

مقتل مدني عراقي برصاص اميركيين  

على صعيد متصل قتل مدني عراقي واصيب اثنان اخران بجروح اليوم برصاص جنود اميركيين بعد انفجار قنبلة لدى مرور دبابة اميركية في مدينة بيجي شمال العراق حسب ما اعلن قائد الشرطة فى المدينة. 

واوضح العقيد حميد عبد الله ان جنودا اميركيين فتحوا النار ما ادى الى مقتل مدني وجرح اثنين اخرين بعد انفجار عبوة ناسفة لدى مرور دبابة اميركية  

وذكر شاهد عيان ان الاميركيين اطلقوا النار فى جميع الاتجاهات وان سائق شاحنة قد قتل. 

قتيلان عراقيان بانفجار في تكريت 

على صعيد متصل اعلنت القوات الاميركية عن مصرع عراقيين اثنين مساء السبت في انفجار عبوة في سيارة في تكريت 

وقال الكولونيل ستيف راسل من الكتيبة الرابعة للمشاة في الجيش الاميركي "احد القتلى كان قريب احد اشقاء (الرئيس العراقي المخلوع) صدام حسين". وتحطمت سيارة المرسيدس التي كان العراقيون الثلاثة بداخلها كليا بحسب المسؤول العسكري الذي يعتقد ان هؤلاء كانوا ينوون زرع العبوة على حافة طريق في المدينة الواقعة على بعد 180 كيلومترا شمال بغداد. 

واضاف " كان هنالك ثلاثة اشخاص في السيارة، اثنان منهم قتلا والاخير اصيب بجروح ونقل الى مستشفى تكريت تحت حراسة الشرطة العراقية". ويقول ان السيارة التي دمرت يرجح ان تكون استخدمت في هجمات اخرى نفذت في منطقة تكريت المعقل السابق للرئيس العراقي صدام حسين 

اكبر عملية استبدال  

إلى ذلك وفي أكبر عملية إحلال واستبدال عسكرية منذ الحرب العالمية الثانية وتحت مسمى "عملية حرية العراق - 2" من المتوقع أن يبدأ البنتاغون عملية استبدال 130 ألف جندي أميركي من العاملين في العراق بحوالي 105 ألف جندي آخرين خلال الأربعة إلى الستة أشهر المقبلة. 

وحسب ما نقل عن شبكة سي ان ان الاميركية فان وزارة الدفاع الأميركية ستعتمد مع خفض عدد قوات العراق بنسبة 20 في المائة على آليات عسكرية خفيفة ذات تقنية عالية لبدء مرحلة جديدة لمواجهة المقاومة العراقية 

وقال مسؤول عسكري أميركي رفيع، إن خفض أعداد القوات في العراق لن يؤثر على القدرات العسكرية الأميركية التي ركزت في بداية الحملة على "هزيمة واحد من أكبر جيوش العالم" فيما تحارب الآن "عدواً مختلفاً تماماً." وفي مواجهة المقاومة العراقية، سيعمد الجيش الأميركي إلى زيادة أعداد الآليات العسكرية الخفيفة منها العربات العسكرية القتالية من طراز "هامفي" وناقلات الجنود المصفحة عوضاً عن الدبابات والمروحيات القتالية 

كما سيبدأ الجيش الأميركي في تطوير أساليب الاستخبارات وجمع المعلومات المتعلقة بالمشتبه بتورطهم في أعمال المقاومة. وسيخفض البنتاغون أعداد الدبابات الثقيلة من طراز M1 إلى 150 من 600 دبابة، كما سيبقي في الخدمة حوالي 100 مروحية قتالية من طرازي "أباتشي" و"كوبرا" من 150 مروحية 

وسينطبق الأمر كذلك على مروحيات "بلاك هوك" التي ستخفض إلى 200 من 350 مروحية. ولمواجهة عمليات المقاومة العراقية التي تعتمد على أساليب"الضرب والفر" سيتم رفع عدد عربات نقل جنود المشاة من 600 إلى 850 عربة عسكرية، فضلاً عن تزويد الجيش الأمريكي بـ323 عربة قتالية جديدة من طراز "سترايكرز 

وتتميز عربات "سترايكرز"، بأنها مزودة بأحدث التقنيات لتعزيز مقدرتها القتالية، وتتسع لـ11 جندياً، وتفوق سرعتها الستين ميلاً في الساعة. وقال المسؤول العسكري إن المعدات القتالية الجديدة تهدف إلى "إرهاب وإعاقة الإرهابيين الأجانب والعراقيين، على حد سواء، الذين يشنون هجماتهم على قوات التحالف 

تطور في المقاومة 

وتاتي عملية الاحلال الجديدة وبالتزامن مع وصول آليات متطورة حيث كشفت دراسة سرية للجيش الأميركي بشأن إسقاط المروحيات الأميركية في العراق أن المقاتلين العراقيين يستخدمون أسلحة وأساليب متطورة على نحو متزايد لمهاجمة هذه الطائرات.  

وقالت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولين كبار بالجيش في العراق والخليج على اطلاع على هذه الدراسة إن المقاومين استخدموا صاروخا متطورا واحدا على الأقل.  

ويستخدم المقاتلون العراقيون في الهجمات قذائف صاروخية وصواريخ أرض جو باحثة عن الحرارة وهي تتطلب قدرا من المهارة.  

وانتهت الدراسة لعدم وجود نوع معين من المروحيات أكثر مقاومة أو أكثر عرضة للهجمات. ولكنها أوصت بإجراء تغييرات لمساعدة الطيارين على تفادي النيران الأرضية التي لم يدل المسؤولون بتفصيلات بشأنها.  

وقال مسؤولون بالجيش إن القلق من عمليات إسقاط المروحيات في الآونة الأخيرة هو الذي دفع قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز للقيام بما هو أكثر من المراجعة التقليدية وإصدار أوامر في كانون الأول /ديسمبر بإجراء مراجعة شاملة لكل عمليات إسقاط المروحيات.  

وأبلغ مسؤولون بالجيش الصحيفة أن من بين النتائج المقلقة للدراسة تلك التي أوضحت أن المقاومين استخدموا في مناسبة واحدة على الأقل صاروخا يطلق من على الكتف من طراز أس أي-16 وهو نوع يصعب إحباطه بشكل أكبر من صواريخ أس أي-7 والقذائف الصاروخية التي استخدمت في هجمات أخرى—(البوابة)—(مصادر متعددة) 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن