خلاف اميركي اوروبي حول ايران

تاريخ النشر: 04 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

قال مسؤولون أميركيون إن حلفاء مهمين في أوروبا رفضوا دعوة أمريكا لإحالة الملف الايراني إلى مجلس الامن الدولي لفرض  

عقوبات محتملة على طهران بسبب أنشطتها النووية إلا أن واشنطن لا تزال تأمل في صدور بيان شديد اللهجة لتوبيخ إيران الأسبوع المقبل. 

ورغم أن الولايات المتحدة وحلفاءها أعربوا عن قلقهم من البرنامج النووي الإيراني إلا أن هذه القضية تتسبب في خلافات على جانبي الأطلسي في الوقت الذي تطالب فيه واشنطن بتحرك أكثر صرامة إزاء الجمهورية الاسلامية الغنية بالنفط مما يريد الأوروبيون. 

وقال مسؤول أمريكي لرويترز "الكل لا يريد الافصاح عما يتعين القيام به (تجاه إيران) لان ثلاثي الاتحاد الاوروبي (بريطانيا وفرنسا والمانيا) أمسكوا  

بزمام الموقف.. وما الذي أدى إليه ذلك .. ايجاد فجوة بين الولايات المتحدة وثلاثي الاتحاد الاوروبي وهذا يخلق الكثير من الغموض. فهناك دول تمنح  

إيران دائما ميزة الشك." 

ويعقد مجلس المحافظين للوكالة الدولية للطاقة الذرية المكون من 35 عضوا اجتماعا في الثامن من الشهر الجاري وسيكون موضوعا إيران وليبيا على  

رأس جدول الاعمال. 

وفي أواخر العام الماضي أقرت إيران انها كانت تطور سرا قدرات نووية منذ 18 شهرا. 

وفي تشرين الثاني / نوفمبر قرر مجلس المحافظين عدم معاقبة إيران على ذلك بعد أن تعهدت خلال محادثات مع بريطانيا وفرنسا والمانيا بالتعاون من  

جديد والسماح بخضوع منشأتها للتفتيش المفاجيء ووقف تخصيب اليورانيوم مؤقتا. 

لكن بعد ذلك ظهرت حقائق جديدة عن البرنامج الإيراني وخلص تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخر إلى أن طهران لم ترد بعد على أسئلة مهمة  

حول برامجها. 

وقدمت إيران التي تصر على أن برامجها النووية للأغراض السلمية تعهدات جديدة بوقف كافة عمليات تخصيب اليورانيوم. 

وتصر أميركا على أن هناك ادلة دامغة على أن إيران عاقدة العزم على انتاج أسلحة نووية إلا أن محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة  

الذرية رحب قبل أيام بما وصفه "بتغيير كبير" في موقف إيران وأعرب عن ثقته بأنها ستفي بالتزاماتها الجديدة. 

وقال مسؤولون أميركيون من قبل إن مجلس الوكالة ربما لا يكون مستعدا خلال اجتماعه في الشهر الجاري لاعلان إيران غير متعاونة مع الالتزامات  

الدولية ومن ثم تحويل القضية إلى مجلس الامن التابع للامم المتحدة لبحث إمكانية فرض عقوبات عليها. 

إلا ان وكيل وزارة الخارجية الامريكية جون بولتون أكبر مسؤول أميركي في قضية منع الانتشار النووي زار لندن لاجراء محادثات جديدة هذا الاسبوع  

كما ألقى الرئيس الاميركي جورج بوش بثقله أيضا خلال اتصالات هاتفية مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وزعماء آخرين. 

وقال مسؤول أمريكي "لقد فعلنا ما بوسعنا من أجل اصدار قرار بعدم التزام إيران." 

ويخشى مسؤولون أميركيون وخبراء من أن عدم اتخاذ إجراء ضد إيران من شأنه تقويض اتفاقية منع الانتشار النووي. 

والآن يقول مسؤولون أمريكيون إنهم يتطلعون إلى حمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية على إصدار بيان يبقي الموضوع الإيراني على جدول الاعمال  

ويهتم بالمخاوف المتعلقة بالمعلومات الجديدة عن البرنامج الايراني. 

وقال مسؤول أمريكي "نريد أن نكون أكثر تشددا (من الاوروبيين) وندعو لتوبيخ إيران لمخالفاتها السابقة.. والسؤال هو إن كان التشدد سيكون كافيا  

للوفاء بمستوياتنا ولاقناع ايران بأننا فعلا جادون." 

ويقول مسؤولون أمريكيون إنهم إذا تحلوا بالصبر الآن سيصبحون في موقف أقوى يمكنهم من المطالبة بتوبيخ إيران خلال الاجتماع التالي لمجلس  

محافظي الوكالة الدولية في حزيران / يونيو المقبل. 

إلا أن دبلوماسيا أوروبيا خالف هذا الرأي قائلا "لن يفيد تحديد مواعيد نهائية غير واقعية خاصة إذا كنا نعلم أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن يكون  

لديها وقت للقيام بتحليل فني كامل للبيانات." 

وقال مسؤول أميركي إنه خلال الاجتماع القريب لمجلس المحافظين ستتبنى أميركا وبريطانيا وليبيا قرارا يشيد بطرابلس لقرارها الأخير بالتخلي عن  

برامجها النووية ومقارنة ذلك برفض إيران اتخاذ خطوة مماثلة.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن