خطة احتلال غزة تفجر الخلافات داخل الاحتلال الإسرائيلي

تاريخ النشر: 06 أغسطس 2025 - 09:17 GMT
_

تواجه خطة محتملة لاحتلال قطاع غزة، يعمل عليها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معارضة داخلية متزايدة، وسط توتر متصاعد بين القيادتين السياسية والعسكرية، بحسب ما أوردته وسائل إعلام عبرية.

وتداولت تقارير إسرائيلية معلومات تشير إلى أن حكومة الاحتلال تدرس عدة سيناريوهات عسكرية ضمن عدوانها المتواصل على قطاع غزة، منها احتلال كامل للقطاع، أو السيطرة على مدينة غزة والمخيمات الواقعة في المنطقة الوسطى، أو تطويق تلك المناطق وتنفيذ عمليات محددة يُعتقد بوجود أسرى إسرائيليين فيها.

وفي سياق التطورات، عقد نتنياهو – المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية – اجتماعًا أمنيًا مصغرًا أمس الثلاثاء، استعرض خلاله رئيس الأركان إيال زامير خيارات استمرار العدوان العسكري، وأكد ديوان رئاسة الحكومة أن جيش الاحتلال جاهز لتنفيذ أي قرار يتخذه المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية.

ورغم ذلك، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن المؤسسة الأمنية تعارض شن عملية برية في مناطق يُرجح وجود أسرى فيها، فيما أكد موقع "والا" أن رئيس الأركان لم يبدّل موقفه الرافض لخطة احتلال القطاع بالكامل، محذرًا من أن ذلك قد يكون "فخًا إستراتيجيًا" للجيش.

وشهد اجتماع الأمس توترًا بين نتنياهو ورئيس الأركان، حيث طلب رئيس الحكومة من زامير عرض خطة احتلال غزة، ليرد الأخير بانفعال بأنه سبق أن قدمها. وكشفت الهيئة أن نتنياهو أنهى النقاش طالبًا تحسينات على الخطة وتقديم نسخة جديدة منها.

وتطرّق زامير خلال الاجتماع إلى حملة الانتقادات الإعلامية التي تستهدفه، متسائلًا: "لماذا تهاجمونني في الإعلام؟ ولماذا يكتب ابنك ضدي؟" في إشارة إلى منشور هاجمه فيه يائير، نجل نتنياهو. ورد نتنياهو بالقول: "لا تهدد بالاستقالة في الإعلام. لا أقبل ذلك في كل مرة نرفض فيها خططك. وابني يائير راشد ومسؤول عن نفسه".

وفي تقرير آخر، نقلت القناة 13 الإسرائيلية أن نتنياهو قال لزامير إن القرار بشأن احتلال غزة بالكامل يحدده المستوى السياسي، ليرد رئيس الأركان بأن هذه الخطوة ستكون بمثابة "مصيدة إستراتيجية" وتهدد حياة الأسرى المحتجزين في القطاع.

من جهتها، أفادت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن رفض زامير لا يعني رفض التنفيذ، بل يعبر عن موقفه المهني، مشيرة إلى أن الجيش ملتزم بتنفيذ قرارات القيادة السياسية، وهو ما أكده أيضًا وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، معتبراً أنه من حق رئيس الأركان إبداء رأيه.

وفي ظل التوترات الداخلية، حذّرت مصادر عسكرية من أن عملية احتلال غزة قد تُسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف جنود الاحتلال، بينما رأى مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق إيال حولاتا أن تنفيذ الخطة سيتسبب بضرر سياسي ودبلوماسي كبير للاحتلال الإسرائيلي على المستوى الدولي.

ومن المتوقع أن يعقد المجلس الوزاري المصغر اجتماعًا جديدًا غدًا الخميس لمواصلة مناقشة مقترح احتلال غزة بالكامل، وسط تزايد الخلافات داخل دوائر صنع القرار في تل أبيب.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن