أعلن رئيس حزب "يسرائيل بيتينو" أفيغدور ليبرمان الخميس، دعمه سن قانون يقضي بمنع تكليف عضو كنيست متهم بقضايا فساد من تشكيل حكومة، في إشارة الى بنيامين نتانياهو الذي ستبدأ محاكمته قريبا بتهم فساد.
وانضم ليبرمان بذلك الى جهود يقودها تحالف أزرق ابيض بزعامة قائد الجيش السابق بيني غانتس والقائمة العربية المشتركة التي حلت ثالثا في انتخابات الكنيست، وذلك برغم العداء والخلافات الجذرية بين حزبه وكل من التحالف والقائمة.
واحرز حزب ليكود بزعامة نتانياهو 36 من اصل 120 مقعدا في الكنيست بحسب النتائج النهائية التي نشرتها لجنة الانتخابات المركزية مساء الخميس، لكن كتلة اليمين الموالية له لم تحصل سوى على 58 من المقاعد، وهو ما يجعل من الصعب عليها تشكيل الحكومة، حيث لا يزال ينقصها ثلاثة مقاعد.
.
وفي المقابل، حصل الوسط واليسار على 62 مقعدا، وهي على التوالي 33 مقعدا لتحالف ازرق أبيض وسبع مقاعد لكل من حزب ليبرمان وتحالف "العمل – غيشر" وميرتس بزعامة عمير بيرتس، فيما استاثرت القائمة العربية بزعامة أيمن عودة بخمسة عشر مقعدا.
وبينما تحول الخلافات الجوهرية بين مكونات الوسط واليسار دون تمكنها من تشكيل حكومة، لكنها على ما يبدو نحت خلافاتها جانبا وتوحدت في التوجه لدعم مشروع القانون الرامي لانهاء مستقبل نتنياهو كرئيس لاي حكومة مقبلة.
وقال ليبرمان في بيان أعقب جلسة لكتلة الحزب البرلمانية أنه يؤيد سن القانون الذي بادر اليه احمد الطيبي النائب عن القائمة العربية وعوفر شيلح من تحالف ازرق ابيض.
وينص المشروع المقترح كذلك على قصر إشغال منصب رئيس الحكومة لولايتين فقط.
وفي وقت سابق الخميس، قال شيلح في تغريدة على حسابه الشخصي بموقع "فيسبوك": إن تحالف أزرق ابيض لن يتردد في استغلال الأغلبية البرلمانية التي تمتلكها بمشاركة القائمة المشتركة للعمل ضد نتنياهو.
وقال شيلح أن "حديث نتنياهو عن الفوز بالانتخابات لأن القائمة المشتركة ليست ضمن حساباته هي إعلان الحرب من حزبه على دولة إسرائيل اليهودية الديمقراطية".
وتشير تقديرات غير مؤكدة إلى أن ليبرمان سيوصي بتفويض غانتس بمهمة تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة.
وذكرت مصادر في تحالف ازرق ابيض أن المبادرة لسن القانون الذي يمنع متهمًا بقضايا جنائية من تشكيل حكومة، لن يتم سنه بأثر رجعي، إذ سينص القانون على أنه سيدخل حيز التنفيذ بدءًا من الكنيست المقبل.
ولفتت المصادر إلى أن المبادرة تهدف إلى منع نتنياهو من جر المنظومة السياسية الإسرائيلية إلى انتخابات رابعة، بالإضافة إلى أنها تأتي في محاولة للضغط على الليكود لقبول تشكيل حكومة وحدة مع ازرق ابيض بموجب اتفاق تناوب على منصب رئاسة الحكومة بحيث يكون نتنياهو ثانيًا بالتناوب.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية (كان) عن مصدر في "كاحول لافان" قوله إنه "إذا علم نتنياهو أن إجراء انتخابات إضافية يمكن أن يحرمه من إمكانية تولي منصب رئيس الوزراء، فمن المرجح أن يوافق على حكومة وحدة على ضوء شروط ‘كاحول لافان‘".
وفي السياق، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر آخر في تحالف ازرق ابيض أن قرار القائمة بعدم سن القانون بأثر رجعي، هو درء تهم متوقعة من الليكود بأن "كاحول لافان" تعمل على سن "قوانين خاصة" موجهة ضد شخص بعينه، في إشارة إلى نتنياهو الذي ينتظر محاكمة بتهم تتعلق بالفساد.
ووفقًا للمصادر، سيعمل تحالف ازرق ابيض على سن التشريع في الكنيست الحالي (الـ23) بأقرب فرصة سانحة لها، غير أن نص القانون سيشير إلى أنه سيدخل حيز التنفيذ بدءًا من الكنيست المقبل، وذلك لتجنب سن تشريع موجهة ضد أو لصالح شخص، وهو ما انتقده قادة القائمة في مناسبة سابقة.(عن "عرب 48" بتصرف)