وجّه المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم، أول كلمة له إلى الشعب الإيراني منذ نهاية الحرب الأخيرة بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن بلاده "حققت انتصارًا استراتيجيًا" في مواجهة "الكيان الصهيوني الزائف"، ووجهت "صفعة قاسية" للولايات المتحدة، بحسب وصفه.
وفي الخطاب الذي ألقاه في طهران أمام حشد من قادة الدولة والجيش، قال خامنئي إن الشعب الإيراني "أثبت وحدته وصموده"، مشيدًا بتماسك الجبهة الداخلية خلال 12 يومًا من التصعيد العسكري.
وقال: "القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية تمكنت من تجاوز دفاعات الاحتلال، وكشفت مواقعه العسكرية، رغم الضجيج الإعلامي والدعم الأميركي غير المحدود".
وحذّر خامنئي الاحتلال الإسرائيلي من مغبة تكرار أي اعتداء، قائلاً: "أي هجوم جديد سيُقابل برد أعنف، وستدفع إسرائيل ثمناً باهظاً". كما اعتبر أن مشاركة الولايات المتحدة في الحرب جاءت "بسبب خشيتها من انهيار الكيان الصهيوني بالكامل".
وتابع: "الولايات المتحدة لم تحقق أي مكاسب في هذه الحرب، بل تلقت ضربة موجعة على الصعيدين العسكري والسياسي"، مشيرًا إلى أن "الاستعراض الأميركي لم يغير شيئًا في موازين القوى، رغم قصفه لمواقع نووية إيرانية".
ورفض خامنئي تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي دعا طهران إلى استسلام غير مشروط، مؤكدًا أن "إيران ذات الحضارة العريقة لن تقبل أبداً مثل هذه الإملاءات". وأضاف: "الأعداء يبررون عدوانهم بملف الصواريخ أو البرنامج النووي، لكن هدفهم الحقيقي هو كسر إرادتنا وإجبارنا على الاستسلام.. وهذا لن يحدث".
وكانت الحرب التي اندلعت في 13 يونيو/حزيران الجاري قد استمرت 12 يومًا، وشهدت قصفًا متبادلاً بين الجانبين. ووفق بيانات وزارة الصحة الإيرانية، أسفر الهجوم الإسرائيلي عن 606 قتلى وأكثر من 5,000 مصاب، بينما أفادت مصادر إسرائيلية بمقتل 28 شخصًا وإصابة أكثر من 3,000 آخرين جراء الضربات الإيرانية، التي شملت صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة اخترقت أنظمة الدفاع الجوي وتسببت بمشاهد دمار غير مسبوقة في الداخل المحتل.