خاتمي يدعو الإيرانيين على التصويت منعا لتفرد المحافظين

تاريخ النشر: 17 فبراير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

دعا الرئيس الايراني الاصلاحي محمد خاتمي الشعب الايراني الى المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقررة بعد اربعة ايام منعا للاقلية المحافظة من تولي مقاليد الامور في البلاد. 

خاتمي 

وقال خاتمي في خطاب مكتوبة الى الشعب الايراني نقلته وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ان قرار مجلس صيانة الدستور حرمان قرابة 2500 مرشح أغلبهم من الاصلاحيين من خوض الانتخابات قرار جائر لكن ينبغي ألا يمنع الناخبين من المشاركة بأصواتهم. 

وأضاف قبيل الانتخابات التي تجرى يوم الجمعة "برغم ان احدى المراحل شهدت بعض الظلم ضد مرشحين من البرلمانيين وغيرهم ممن لم يتأهلوا لخوض الانتخابات فاذا لم يقبل الناس على الادلاء بأصواتهم فسيفسح ذلك السبيل أمام أقلية كي تسيطر على مستقبل البلاد". وفي تلميح مستتر الى المخاوف من احتمال التزوير في النتائج لزيادة نسبة الاقبال حث خاتمي مسئولي الانتخابات على "توخي اليقظة والحذر لضمان اجراء انتخابات سليمة وحماية أصوات الشعب". 

وأدى قرار مجلس صيانة الدستور الذي يسيطر على المحافظون بحرمان مئات الاصلاحين من الترشح الى أزمة سياسية خطيرة تهدد بخلو الساحة الانتخابية تقريبا من منافسة فعلية الى جانب وجود ميل واضح لدى عدد كبير من الناخبين الايرانيين الى مقاطعة الانتخابات واعلان قسم من الاحزاب الاصلاحية، بما فيها الجبهة الاسلامية للمشاركة التي يرأسها شقيق الرئيس، مقاطعتها.  

وأفادت وزارة الداخلية أن عدد المرشحين الذين انسحبوا من المعركة على رغم قبول ترشيحاتهم بلغ 679 مرشحاً. 

كروبي يؤيد دعوة خاتمي  

وقال مهدي كروبي رئيس البرلمان والعضو في مجمع علماء الدين المجاهدين (حزب الرئيس خاتمي) والذي يرأس لائحة المرشحين الاصلاحيين "الائتلاف من اجل ايران" "هدرت حقوق عدد كبير من الاشخاص ولا بد من تعديل قانون الانتخاب من جذوره... اننا نعتبر هذه الانتخابات غير عادلة، لكننا قررنا المشاركة فيها... لان حضورنا في الساحة يؤدي الى تحقيق المطالب وعدم الحضور من شأنه ان يعقد الامور". ولاحظ أنه "يحق للأحزاب الاخرى عدم المشاركة، ولكن من غير المستحسن أن ندعو الناس الى المقاطعة. ان زرع اليأس لدى الناس ليس لمصلحة البلاد على المدى البعيد".  

وهو كان قال الاحد في لقاء في مدينة شهر ري جنوب طهران: "يجب الا ننسى ان المشاركة الجماهيرية الواسعة في الانتخابات النيابية المقبلة تعتبر احد المبادئ من وجهة نظر جميع المخلصين للنظام".  

وأبلغ العضو البارز في مجمع علماء الدين المجاهدين مجيد انصاري الى صحيفة "شرق" الايرانية، أن نسبة الترشيحات التي رفضها مجلس الرقابة تصل الى 90 في المئة. ومع ذلك، قرر المجمع المشاركة بعدد محدود جداً من المرشحين.  

ويخوض الاصلاحيون الانتخابات تحت اسم "الائتلاف من أجل ايران" متعاونين مع عدد من الاحزاب الصغيرة (26 مرشحا في طهران و192 في كل المناطق الاخرى).  

اصلاحيون يقررون المقاطعة  

وقرر أبرز حزب اصلاحي هو الجبهة الاسلامية للمشاركة الذي يرأسه شقيق الرئيس الايراني محمد رضا خاتمي، اضافة الى أبرز تجمع طالبي هو اتحاد ترسيخ الوحدة وعدد آخر من الاحزاب والجمعيات، مقاطعة الانتخابات، بعد رفض مجلس الرقابة على الدستور نحو 2300 ترشيح أكثرها لاصلاحيين.  

والواقع أن الممتنعين عن المشاركة في الانتخابات اكتفوا باعلان عدم مشاركتهم مع الحرص على عدم توجيه دعوة الى انصارهم لعدم التوجه الى صناديق الاقتراع، وهم يواصلون شرح موقفهم في وسائل الاعلام، كما ينتقدون آلية الانتخابات.  

وابدى النواب الاصلاحيون المنتهية ولايتهم والذين رفضت ترشيحاتهم، في بيان اصدروه، قلقهم مما سموه "التمهيد المشبوه للاخلال بالانتخابات".وقالوا أن "ما لا يقل عن 109 دوائر انتخابية (من اصل 207) تفتقر الى شروط التنافس الجدي والفاعل".  

واعلنت جمعية مجاهدي الثورة الاسلامية الاصلاحية، مساء الاحد انها ستقاطع الانتخابات بسبب "التدخل غير المسؤول لبعض اوساط السلطة في الشؤون الانتخابية".  

ويقول ايرانيون إنهم يتلقون منذ بضعة أيام على هواتفهم المحمولة رسائل قصيرة تدعوهم الى مقاطعة الانتخابات.  

وبعدما قال رئيس اللجنة الانتخابية لـ"الائتلاف من اجل ايران" علي اكبر محتشمي بور السبت إن الاصلاحيين يخوضون الانتخابات وهم مدركون أنهم سيخسرون، أكد كروبي أمس ان "اشخاصا من الجانبين سيدخلون مجلس الشورى". وسئل عن الانتقادات الموجهة الى خاتمي، فأجاب أن الرئيس الايراني "لم يحقق كل اهدافه، إلا ان الظروف اليوم تختلف تماما عما كانت قبل انتخابه (عام 1997) من حيث الحريات والعلاقات الدولية".  

المحافظون يواصلون حملتهم الانتخابية 

في غضون ذلك، يواصل المحافظون الذين يخوضون الانتخابات باسم "ائتلاف رواد البناء" حملاتهم الانتخابية في طهران والمناطق.  

ونقلت "إرنا" عن عضو حزب "الموتلفة الاسلامي"(الائتلاف الاسلامي) المتشدد، رضا ترقي، أن المراكز الانتخابية تشهد نشاطاً متزايداً وان ثمة مساعي لتوسيع نطاق الدعاية الاعلامية. وذكر بتوجيهات المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في شأن الاقبال على الانتخابات. 

خيبة أمل 

ويشعر عدد كبير من الايرانيين بالخيبة من سنوات حكم الرئيس خاتمي التي كانوا علقوا عليها آمالا كثيرة، ويبدون محبطين من الوضع السياسي بشكل عام، مفضلين الابتعاد عنه والاهتمام بالبحث عن فرص عمل وعن وسائل ترفيه، وهما امران نادران في ايران.  

ومن اقصى شمال طهران حيث المقاهي الفخمة الى جنوب العاصمة حيث المقاهي الشعبية، يبدو الشباب الايراني غير متحمس بتاتا لكل ما يجري على الساحة السياسية، وذلك قبل ايام قليلة من الانتخابات التشريعية الجمعة.  

في المقابل، يبدو وكأن اهتمام الكثيرين مركز على مسائل لا علاقة لها بالانتخابات التي ستأتي باعضاء جدد الى مجلس الشورى والتي قد يكون لها تأثير كبير على مستقبل هؤلاء الشباب. ومن هذه المسائل التداول مثلا بخبر عن عملية تجميل او بحديث عن رياضة التزلج المتاحة لعدد محدود من الايرانيين، فيما يقلق معظم الشباب على مستقبلهم وكيفية ايجاد فرصة عمل.  

وتقول ليلى (21 عاما) وهي ترتشف فنجان كابوتشينو وتحرص ان يبقى بعيدا عن انفها المضمد الذي خضع اخيرا لعملية تجميل: انها صوتت مرتين للاصلاحيين.  

وعما اذا كانت ستشارك في الانتخابات هذه المرة ايضا، قالت بعد لحظات من التفكير "لا اعرف. لا ينفع بعد الآن التصويت للاصلاحيين".  

واضافت "لن اشارك في الاقتراع، فذلك لن يغير شيئا في اي حال" قبل ان تستأنف حديثها مع رفاق لها حول رياضة التزلج في منطقة جبلية تطل على شمال طهران.  

ولا تتذكر ليلى، كما معظم الشباب الايراني في اي حال، شيئا عن الثورة الايرانية. وقد ساهم صوتها، الى جانب اصوات عدد كبير من الشبان والشابات في فوز خاتمي بالرئاسة عام 1997 ومن ثم في وصول الاصلاحيين بكثافة الى مجلس الشورى عام 2000 ما احدث تغييرا ملموسا في الجمهورية الاسلامية.  

فقد نجح الاصلاحيون منذ وصولهم الى الحكم في 1997، في تحدي سلطة رجال الدين الايرانيين المتشددين ونفح النظام الاسلامي بنسمة من الديموقراطية.  

الا انهم، ورغم امساكهم بالحكومة منذ 1997 والبرلمان منذ العام 2000، واجهوا عقبات عدة من جانب المتشددين الذين عملوا باصرار على الحؤول دون حصول ما يعتبرونه تراجعا للقيم الاسلامية التي جاءت بها الثورة الاسلامية في 1979.  

اذ ان المحافظين ظلوا ممسكين بهيئات تشكل مفاتيح اساسية في النظام الاسلامي وابرزها السلطة القضائية ومجلس صيانة الدستور المكلف مراقبة تطابق القوانين مع احكام الشريعة والدستور ومجلس تشخيص مصلحة النظام، اعلى هيئة تحكيم سياسي. وبالتالي لم تتح للاصلاحيين فرص كبيرة لتنفيذ كل الاصلاحات التي كانوا وعدوا بها.  

ويقول احد اصدقاء ليلى ان "خاتمي ليس رجلا سيئا، الا انه تبين انه ضعيف جدا".  

ويضيف ان "الشباب يشعر بخيبة اليوم. نريد مزيدا من الحريات، ولا نحصل عليها، لذلك اظن ان معظم الشباب لن يشاركوا في الاقتراع، اذ لا فائدة من ذلك".  

غير ان غياب الاصلاحات الاجتماعية والسياسية النوعية ليست المأخذ الوحيد للشباب الايراني. ويتبين من جولة في جنوب العاصمة التي تتناقض شوارعها واحياؤها الفقيرة واجواؤها الملوثة بشدة مع الجزء الشمالي، ان هناك امورا اخرى تقلق الشباب ابرزها الحصول على عمل.  

ويقول علي (19 عاما) "الاصلاحيون يتحدثون باستمرار عن الحرية والديموقراطية، والمحافظون يتحدثون دوما عن الدين. ولكن ما فائدة الاثنين اذا كنت غير قادر على الحصول على عمل؟".  

وتشير الارقام الرسمية الى ان نسبة البطالة في ايران تقترب من 13%، الا ان الاعتقاد السائد هو انها اعلى بكثير من ذلك. ويعاني الاقتصاد الايراني من ركود في كل قطاعاته باستثناء قطاع الطاقة الذي يستفيد من ارتفاع اسعار النفط.  

ويقول علي انه يحمل شهادة ثانوية ويجيد الانكليزية، ومع ذلك، فان امكانات ايجاد فرص عمل محدودة جدا، على حد قوله.  

ويضيف "ماذا يمكنني ان افعل؟ للحصول على وظيفة، تحتاج الى علاقات جيدة. اقوم بعمل سائق تاكسي بين الحين والآخر، او اوصل البضائع الى المحلات. وكل ما اراه هو الفساد، والامر ينطبق على الاصلاحيين كما على المحافظين".  

ويؤكد الشاب، انه نتيجة ذلك، لن يذهب الى صندوق الاقتراع. ويقول ان "السياسيين يفعلون كل شيء من اجل انفسهم فقط، فكيف يتوقعون منا ان نصوت لهم"—(البوابة)—(مصادر متعددة)

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن