حوار مكة يتواصل وتحذيرات غربية لعباس من محالفة حكومة لا تعترف باسرائيل

تاريخ النشر: 07 فبراير 2007 - 09:16 GMT

واصل زعيم فتح الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقادة حماس محادثاتهم في مكة بهدف انهاء نزاع حركتيهما الذي احال قطاع غزة الى ساحة حرب، وذلك على وقع تحذيرات غربية واسرائيلية لعباس من التحالف مع حكومة لا تعترف بالدولة العبرية.

وكان عباس اعلن في افتتاح جلسة لقاء الحوار الفلسطيني في مكة المكرمة "لن نخرج من هذا المكان المقدس الا ونحن متفقين".

ولم يحضر الجلسة الافتتاحية العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز الذي دعا للقاء والذي اكدت مصادر فلسطينية في وقت سابق حضوره الجلسة.

اما رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل فقال في كلمة القاها بعد الرئيس الفلسطيني "جئنا لنتفق ولن نغادر هذا المكان الا متفقين. لا مجال لنا الا ان نتفق".

واضاف مشعل "على المجتمع الدولي ان يحترم اتفاقنا ويعترف بواقعنا الفلسطيني ويتعامل معه بجدية" داعيا المجتمعين الى "حوار على قاعدة الانفتاح والاخوة والمحبة".

وحضر الاجتماع رئيس الحكومة اسماعيل هنية الذي دعا من جهته "الى الاتفاق على ميثاق شرف يحرم الاقتتال ويعزز الوحدة الوطنية". واضاف "نريد اتفاقا شاملا وليس فقط اتفاق جزئي ينهي حالى الاحتقان".

الى ذلك، اكد عباس انه اتفق مع مشعل على برنامج للمحادثات يتمحور حول "تشكيل حكومة الوحدة الوطنية"، وتعزيز "اسس الشراكة"، و"اعادة بناء وتاهيل منظمة التحرير الفلسطينية"، و"تعميق الوفاق الوطني".

وفي ختام الجلسة الافتتاحية، دعا مشعل مناصري وناشطي حماس وفتح الى ان "يلتزموا وينضبطوا انضباطا كاملا دون اي تجاوزات" في الشارع الفلسطيني من اجل اعطاء "فرصة لنجاح الحوار".

وبعد القاء عباس ومشعل وهنية كلمتهم، تحول الاجتماع الى جلسة مغلقة.

ولم يسجل اي حضور سعودي رسمي في اللقاء كما لم يسمح للاعلاميين بحضور الجلسة الافتتاحية التي نقلها التلفزيون السعودي حصرا. وسيتناول الوفدان في وقت لاحق الغداء الى مائدة الملك عبدالله.

ويعقد الاجتماع في قصر الصفا المطل على الحرم المكي، وهو القصر الذي يستقبل فيه العاهل السعودي ضيوفه في المدينة المقدسة. وسيقيم وفدا فتح وحماس في هذا القصر.

وكان مستشار الرئيس الفلسطيني نبيل عمرو قال في وقت سابق "سنبدأ الحوار مما توصلنا اليه سابقا من نتائج في موضوع البرنامج السياسي وتوزيع الحقائب الوزراية".

واشار عمرو الى ان "المملكة لديها رغبة بانجاح اللقاء وتوفير كل الاجواء من اجل انجاح الحوار بين الفلسطينيين والتوصل الى اتفاق".

وكان العاهل السعودي استقبل وفدي حماس وفتح الثلاثاء في مدينة جدة كلا على حدة.

وفي هذا السياق، اكد السفير الفلسطيني لدى المملكة جمال الشوبكي ان عباس ومشعل "ابديا خلال لقاء امس نوايا طيبة في التوصل الى اتفاق". واعرب عن امله في "الا ياخذ التوصل الى اتفاق وقتا طويلا"، مؤكدا ان "ما سيجري في اللقاء هو بحث لبعض التفاصيل".

ويعقد اللقاء فيما يصمد اخر اتفاق لوقف اطلاق النار بين حركة فتح التي يتزعمها عباس، وحركة حماس التي تقود الحكومة منذ اذار/مارس 2006.

وقتل 66 فلسطينيا في المعارك التي دارت بين الناشطين من حركتي فتح وحماس منذ 25 كانون الثاني/يناير، ما شكل اكبر موجة عنف شهدها في الاشهر الاخيرة قطاع غزة الذي يرزح تحت وطاة ازمة سياسية ومالية غير مسبوقة.

وكان العاهل السعودي اعرب عن امله بان "لا يخرج (الفرقاء) من الديار المقدسة الا باتفاق ملزم وان يقسموا بالله وعلى كتابه الكريم وفي رحاب بيت الله على ايقاف هذا الاقتتال وايقاف شلال الدم الذي لا يخدم غير اعداء الأمة"، حسبما نقلت عنه وكالة الانباء السعودية.

وتبقى المحادثات بين الافرقاء الفلسطينيين متعثرة حول مسألتين رئيسيتين هما العلاقات مع اسرائيل وتوزيع الحقائب في حكومة الوحدة الوطنية.

وكان رفض حركة حماس الاعتراف باسرائيل والاعتراف بالاتفاقيات التي سبق وابرمتها منظمة التحرير، اسفر عن تعليق المساعدات المالية الغربية المباشرة للفلسطينيين، ما جعل الاراضي الفلسطينية تعيش ازمة مالية خانقة.

تحذيرات

هذا، وكانت تحذيرات غربية واسرائيلية صدرت لعباس قبيل بدء الحوار في مكة من التحالف مع حكومة لا تعترف بالدولة العبرية.

وقالت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت في تصريحات للصحفيين في رام الله عقب لقائها مسؤولين فلسطينيين واسرائيليين ان بلادها ستتجاهل أي حكومة يمكن ان يتمخض عنها حوار مكة في حال لم تف بالتزامات المجتمع الدولي، وفي مقدمتها الاعتراف باسرائيل.

وقالت بيكيت "اذا توصلوا الى نتيجة مرضية.. أي حكومة وحدة تقوم على... مباديء يمكن أن يقبلها المجتمع الدولي فسيكون ذلك علامة مشجعة للغاية.

ومن جانبه، جدد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الاربعاء خلال لقائه مع وزيرة الخارجية البريطانية التأكيد على ان اي حكومة فلسطينية يجب ان تحترم المبادىء التي فرضتها اللجنة الرباعية الدولية.

وقال مكتب اولمرت في بيان "اشاد رئيس الوزراء باعادة تأكيد اللجنة الرباعية للمبادىء الثلاثة التي يتعين على اي حكومة فلسطينية احترامها وهي الاعتراف باسرائيل وبالاتفاقيات الموقعة سابقا ووقف العنف". واضاف "يجب على اي حكومة للسلطة الفلسطينية ان تحترم هذه الشروط".

وتضم اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط الاتحاد الاوروبي وروسيا والولايات المتحدة والامم المتحدة.

وقد اعلن اولمرت الثلاثاء ان اجتماعا ثلاثيا يجمعه مع عباس ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس سيعقد في التاسع عشر من الشهر الحالي في مسعى جديد لاحياء محادثات السلام المتوقفة.