حماس: المصالحة الوطنية في المرحلة الاخيرة وفتح تنفي

تاريخ النشر: 04 يناير 2010 - 09:13 GMT

قالت حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) يوم الاحد ان الحركة في المراحل الاخيرة من تحقيق المصالحة مع حركة فتح وذلك بعد اجتماع خالد مشعل رئيس مكتبها السياسي بمسؤولين سعوديين في محاولة لتضييق هوة الخلاف.

وقال مشعل للصحفيين بمقر وزارة الخارجية خلال زيارة للعاصمة السعودية الرياض "قطعنا شوطا كبيرا لتحقيق المصالحة. أصبحنا في النهايات."

ودعا اقتراح مصري لتشجيع المصالحة بين حماس وفتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في الضفة الغربية وقطاع غزة في حزيران/يونيو القادم.

وقال مشعل ان حماس لها ملاحظات على الورقة المصرية "خلاصتها أن تكون هذه الورقة مطالبة بما توافقنا عليه مع الاخوة في فتح وفي الفصائل الفلسطينية الاخرى."

وأردف قائلا "نحن متفقون جميعا ان التوقيع سيكون في القاهرة لكن المشكلة ليست في المكان المشكلة هي استكمال الورقة التي نوقع عليها حتى تكون ملبية لمطالب الجميع."

وقال عزام الاحمد المسؤول البارز في حركة فتح ان فتح ايدت الورقة المصرية وان على حماس ان تقبلها بدورها او ان ترفضها.

وقال لرويترز " نأمل ان تقدم حماس على التوقيع وان يكف السيد خالد مشعل عن بيع التصريحات والمواقف في هذه العاصمة وتلك العاصمة التوقف عن التلاعب بالكلمات وندعو حركة حماس للتوقيع للنطلق معا في تنفيذ الاتفاق."

وصرح مسؤولون سعوديون بأن اجتماع مشعل بوزير الخارجية السعودي سعود الفيصل استهدف المساعدة على تحقيق المصالحة.

وقال زياد ابو عين وهو مسؤول اخر كبير بحركة فتح ان مشعل يحاول ان يظهر بمظهر جيد في المملكة العربية السعودية.

واضاف ان خالد مشعل لم يطرح اي شيء جديد وان الشعب الفلسطيني وحركة فتح ينتظران من حماس التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة .

وقال مشعل "نحن ما زلنا نتطلع الى دور مميز للملكة الى جانب مصر والدول العربية حتى ننجح اولا في رعاية المصالحة الفلسطينية وننجح في توحيد الموقف الفلسطيني ولملمة الموقف العربي ايضا في مواجهة الادارة الاسرائيلية المتعنتة."

ويعد هذا اول اجتماع بين مسؤولين سعوديين ومن حركة حماس منذ توسطت المملكة في عام 2007 في اتفاق مكة المكرمة بين فتح وحماس.

وطردت حماس حركة فتح من قطاع غزة بعد توقيع اتفاق مكة. وتدير السلطة الفلسطينية بزعامة عباس الضفة الغربية التي تحتلها اسرائيل.

وانسحبت اسرائيل من القطاع عام 2005 ثم شنت هجوما عسكريا عليه في اواخر عام 2008 قتل فيه مئات الفلسطينيين ودمرت بنيته التحتية.

وجاء اجتماع مشعل مع المسؤولين السعوديين بعد زيارة قام بها عباس وقبل زيارة يقوم بها جورج ميتشل مبعوث الرئيس الامريكي باراك أوباما للسلام في الشرق الاوسط السعودية في الايام القادمة.

ويقول مسؤولون سعوديون ان تأييد ايران لحماس زاد من اتساع الشقاق مع فتح كما يعرقل جهود استئناف محادثات السلام.

وقال الامير سعود الفيصل ان هذا الاجتماع ينبغي ان يزيل الشكوك بشأن الادوار التي يقوم بها البعض في المنطقة. وقال انه ينبغي ان تكون الصورة واضحة خاصة للمسؤولين الفلسطينيين وكذلك التعرف منهم عن توجهاتهم واهدافهم.

وقال دبلوماسي غربي ان حماس تأمل ايضا ان تقنع الرياض مصر بالتخلي عن خطط انشاء حاجز تحت الارض على طول حدودها مع قطاع غزة.

وتطلق حماس على المشروع اسم "جدار الموت" الذي سيكمل الحصار الذي تقوده اسرائيل للقطاع عن طريق اغلاق كل انفاق التهريب من سيناء.

وقال الدبلوماسي "الجدار سيقلب المائدة على حركة حماس".

فتح تنفي

ونفى عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اليوم الأحد ما تناقلته وسائل اعلام من تصريحات على لسان مشعل .

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) عن الأحمد قوله :"إذا كان مشعل صادقا في تصريحاته فليذهب إلى القاهرة ويسلم موافقة حركته على المصالحة الفلسطينية لمصر التي كشفت مؤخرا أن حماس هي السبب في تعطيل المصالحة".

وشدد الأحمد على أنه لا يوجد مراحل في التوقيع على ورقة المصالحة وأن التوقيع يجب أن يكون رزمة واحدة، معتبرا أن "ما تعلنه حماس هو مخادعة وتلاعب بالكلمات دفعت مصر إلى التأكيد على أنها الطرف المعطل للمصالحة".

وطالب حماس بالتوقف عن تحقيق المصالح الإقليمية "التي لا تخدم أبناء الشعب الفلسطيني والوقوف في صف الشعب الفلسطيني بدلا من العمل لصالح أطراف خارجية ولتحقيق أجندة لا تعني الفلسطينيين بشيء".

وكانت تقارير إعلامية نقلت عن مشعل قوله ، خلال زيارته إلى السعودية اليوم، إن حماس في المراحل الأخيرة من تحقيق المصالحة مع حركة فتح.

ويزور مشعل الرياض بعد أسبوع من زيارة مماثلة للرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وتتحدث مصادر عن جهود عربية بدأت مؤخرا في مساعي جديدة للجمع بين الحركتين قبل عقد القمة العربية المقبلة في أذار/مارس المقبل لتوحيد الصف الفلسطيني.