وقد برر وزير التريبة والتعليم العالي الدكتور ناصر الشاعر قراره بمطالبته مديري التربية في المحافظات بجمع وإتلاف كتاب "قول يا طير" للمؤلف الدكتور شريف كناعنة بأن لجنة فنية كانت قد درست الكتاب ورأت أنه مليء بـ"التعابير الجنسية"، ومن الصعب - والكلام للوزير- إبقاء كتاب من هذا النوع بين ايدي الطلاب لكنه موجود في السوق ويمكن للمهتمين ان يقرأوه.
وتحدث موظف كبير في الوزارة عن اتلاف 1500 نسخة من الكتاب وقال ذلك المسؤول إنه "لم يكن هناك من آلية أخرى غير الاتلاف، فاذا ما جمعنا الكتاب فإننا سنحتفظ به في المكتبات المدرسية وسيصل الى أيدي الطلاب من جديد"، وذلك وفقا لما ورد في صحيفة "الحياة" اللندنية.
من جانب آخر عبر الشاعر غسان زقطان عن غضب المثقفين الفلسطينين من ذلك القرار، وقال: "بدأ المثقفون يعدون لتحركات احتجاجية على هذا القرار". واضاف: "سيكون عنوان التحرك المطالبة بوزير مستقل للتعليم، فلا يجوز ان نسمح ان يتم تعليم ابنائنا وفق اجندات حزبية".
وقال الكاتب والشاعر زكريا محمد ان اتصالات بين المثقفين بدأت لتحديد معالم التحرك المقبل لإلغاء هذا القرار. واضاف ان "حكومة حماس لم تأت بأي شيء للشعب الفلسطيني سوى المنع، وكانت البداية مع وزير الثقافة الذي منع الأفلام في قطاع غزة ثم جاء وزير التربية والتعليم ليمنع كتابا تراثيا من أهم كتب التراث في الوطن العربي".
ويعد المثقفون في رام الله لمسيرات واعتصامات في الايام المقبلة احتجاجا على قرار سحب الكتاب وإتلافه. وقال زكريا محمد: "اذا لم نتصد لهذا القرار فإن الحظر سيتواصل ليشمل كل الاشياء القيِّمة في حياتنا". واضاف: "الاسلاميون يسعون لالغاء التراث بما يضم من حكايات واغان وملابس ورقصات واستبدالها بنمط يسمونه النمط الاسلامي". ووصف الخطوة بأنها "سياسية"، إذ "تريد (حماس) ان تجعل المجتمع يسير وفق ايديولوجيتها وهذا ما لن نقبله".
يشار إلى أن كتاب شريف كناعنة ادخل الى المدارس الحكومية بتمويل من وزارة الثقافة التي تسعى الى إغناء المكتبة المدرسية وتطويرها. وعبّر الكاتب، وهو اكاديمي وباحث بارز في جامعة بيرزيت، اهم جامعات الاراضي الفلسطينية، عن حزنه الشديد بسبب قرار سحب الكتاب وإتلافه. وقال انه عمل بجد لسنوات طويلة على جمع الحكايات الشعبية وتوثيقها في هذا الكتاب.