والت حصيلة ضحايا كارثة الزلزال ارتفاعها في تركيا وسوريا الثلاثاء، فيما يتوقع بدء وصول المساعدات الدولية لمساندة جهود الانقاذ التي تعيقها بشدة لاحوال الجوية السيئة.
وقالت السلطات التركية ان حصيلة القتلى ارتفعت الى 3381، فيما اعلن عن ان الحصيلة وصلت في سوريا الى اكثر من 1440 قتيلا، في حين تقدر حصيلة الجرحى بعشرات الالاف.
وجل هؤلاء الضحايا سقطوا جراء الهزة الاولى التي بلغت شدتها 7.8 درجة على مقياس ريختر، وكانت من القوة بحيث شعر بها سكان دول منها لبنان وقبرص والعراق ومضر والاردن.
وفعليا، ضربت المنطقة ثلاثة زلزال متتالية جنوب وشرق تركيا بلغت قوة الاثنين الاولين 7,8 وقد وقعا فجرا، والثالث الذي وقع ظهرا كان بقوة 7,5 درجات.
وتلت ذلك هزات ارتدادية تواصلت حتى فجر الثلاثاء، وبلغ أقواها 5,5 درجات.
وتستمر في الاونة جهود الانقاذ التي تتسبب الأمطار الغزيرة والثلوج في اعاقتها، وهي تجري باستخدام الايدي في معظم الحالات. كما ان الطقس كان من شأنه مضاعفة معاناة الذين شردهم الزلزال من بيوتهم التي انهارت او اصبحت على وشك الانهيار.
ويعيش معظم هؤلاء حاليا في خيام ضربت في العراء قرب مساكنهم المهدمة.
بدء توافد المساعدات الدولية
ويتوقع ان تبدأ المساعدات وفرق الانقاذ الدولية بالوصول الى تركيا الثلاثاء، وخصوصا من قطر وفرنسا، فيما تعهد اكثر من 35 بلدا بارسال مثل تلك المساعدات في القريب العاجل، بحسب ما اعلنه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، والذي اعلنحدادا مدة سبعة أيام في البلاد.
وكهرمان مرعش، وهي مركز الزلزال الأول، تعد المنطقة الاكثر احتياجا للمساعدات وجهود الانقاذ نظرا لما لحق بها من دمار هائل.

وكانت الولايات المتحدة اعلنت على لسان رئيسها جو بايدن بتقديم "كل المساعدة اللازمة مهما كانت". واولى اشكال هذه المساعدة ستكون عبارة عن وحدتي انقاذ قوام كل منهما نحو 19 رجلا، بحسب ما اعلنه البيت الابيض.
ومن جانبها ايضا، قالت الصين انها سترسل فرق انقاذ وفرقا طبية متخصصة، ومساعدات اخرى منها معدات طوارئ بما قيمته نحو ستة ملايين دولار.
وعلى الجهة المقابلة من الحدود، قال الجيش الروسي انه نشر مئات من جنوده في المنطقة التي ضربها الزلزال في سوريا، وذلك للمساعدة في جهود الانقاذ، فيما اعلنت موسكو انها سترسل مساعدات ومواد اغاثة في القريب العاجل، وذلك استجابة لنداء وجهته حليفتها دمشق.
مخاوف من زلازل اخرى
ومعظم المناطق التي تضررت من الزلزال في سوريا خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، وهو ما حدا بالامم المتحدة على التشديد على ضرورة ان تذهب المساعدات "إلى كل السوريين" ولا تستنيهم في منطقة دون الاخرى.
وسقط نحو 700 قتيل في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سوريا المحاذي للحدود التركية.

وتتوقع السلطات في سوريا وتركيا ان تشهد حصيلة ضحايا الزلزال ارتفاعات متتالية، نظرا للدمار الهائل الذي تمثل في انهيار حوالى خمسة آلاف مبنى في تركيا وحدها، وكذلك تدني درجات الحرارة، وهو ما بات يفتك بالجرحى المحاصرين تحت الانقاض.
وعبرت منظمة الصحة العالمية من جانبها عن خشيتها من ان تكون حصائل ضحايا الزلزال أعلى بثماني مرات من الأرقام الأولى" المعلنة.
وجرى تحويل مدارس ومساجد وقاعات رياضية في تركيا الى مراكز لايواء المتضررين من الزلزال، فيما تسود مخاوف من حدوث زلازل او هزات ارتدادية جديدة. علما ان الزلزال الاخير هو الأعنف الذي يضرب تركيا منذ زلزال 1999، الذي أودى ب17 ألف شخص.