تبدي إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، آمالاً في تخفيف حدة التوتر حول برنامج ايران النووي، بعد تولي الرئيس المنتخب حسن روحاني منصبه، لكنها تحجم عن اتخاذ خطوات مهمة حتى يظهر رجل الدين المعتدل رغبة في إجراء مفاوضات جادة.
وأدى روحاني المفاوض النووي السابق الذي شارك في ثورة 1979 اليمين القانونية أمس رئيسا للبلاد، وتعهد بإصلاحات داخلية وبمزيد من التفاعل الدولي ما يمثل خروجا على ما يبدو عن سياسات الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد.
وفي مؤشر إلى أن الولايات المتحدة ترى في فوز روحاني في الانتخابات التي جرت في 14 يونيو الماضي بارقة أمل، رفض البيت الأبيض الأسبوع الماضي ان يساند على الملأ عقوبات جديدة صارمة اقرها مجلس النواب الأميركي. ويؤكد مسؤولون أميركيون أنهم مازالوا يحبذون الضغوط الاقتصادية المكثفة على إيران لوقف ما تعتبره واشنطن والاتحاد الاوروبي برنامجا للتسلح النووي، ويطالب المسؤولون بإرجاء الإجراءات الجديدة قليلا حتى تتضح مدى رغبة روحاني في التوصل لاتفاق. وقال مسؤول بارز في الإدارة الاميركية، طلب عدم نشر اسمه، «نريد ان نمنح الرئيس المنتخب حديثا فرصة لينخرط بقوة في القضية».
وقال مسؤول ثان، طلب أيضا عدم نشر اسمه، «تحدد الافعال تحركاتنا السياسية، ينبغي ان يكون هناك فعل يدعم التعهدات بالتفاعل». وأضاف أن «الكرة الآن في ملعب إيران كلية». وفيما يحتمل ان يكون بادرة حسن نية تجاه الولايات المتحدة، قال روحاني انه يعتزم تعيين السفير الايراني السابق لدى الامم المتحدة محمد جواد ظريف وزيرا للخارجية. وكان ظريف شخصية محورية في الجهود غير الرسمية لتحقيق التقارب بين الولايات المتحدة وإيران. ووصف روحاني الخلاف بين واشنطن وطهران بأنه «جرح قديم لابد ان يندمل». وثمة انقسام حاد في الآراء في واشنطن بين من يريدون منح روحاني فرصة، وآخرين يقولون انه مجرد وجه ألطف وحسب لنظام لم يتغير يتحكم في دفته المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي. وقال عضو مجلس النواب الاميركي ورئيس لجنة الشؤون الخارجية اد رويس، اثناء مناقشة مشروع قانون العقوبات الجديدة إن «عزم إيران تطوير ترسانة نووية واضح، سواء كان هناك رئيس جديد أو لم يكن، انا مقتنع بان الزعيم الأعلى لإيران ينوي السير على المنوال نفسه»، وقال الخبير الإيراني بمؤسسة «كارنيجي للسلام الدولي» كريم ساجدبور، إن موقف إيران التفاوضي كان «أكثر مرونة» اثناء تولي روحاني منصب المبعوث النووي في الفترة من عام 2003 إلى 2005. وفي ذلك الحين علقت إيران برنامج تخصيب اليورانيوم مؤقتاً.
وأضاف أن «التحدي الذي يواجه روحاني حاليا هو التوصل لاتفاق يقبله المتشددون في إيران والكونغرس الاميركي وهو أمر بالغ الصعوبة»، ولخص جيمس ماتيس الجنرال المتقاعد، الذي كان قائدا للقيادة المركزية حتى مارس وجهة النظر الرسمية الحذرة تجاه تولي روحاني الحكم في منتدى امني في كولورادو في الآونة الاخيرة قائلاً «لا أعتقد انه معتدل لكن هذا لن يقلل من تأييدي للتعامل معه واستنفاد كل البدائل في الوقت الجاري».