من المرجح ان يفوز الرئيس الانغولي خوسيه ادواردو دوس سانتوس الذي يحكم البلاد منذ 33 عاما، بالرئاسة مرة اخرى بعد ان حقق حزبه اعلى نسبة من الاصوات في الانتخابات العامة التي جرت هذا الاسبوع، رغم الاحباط الذي يشعر به الفقراء لعدم استفادتهم من الطفرة النفطية في انغولا.
واظهر فرز اكثر من نصف الاصوات فوز حزب الحركة الشعبية لتحرير انغولا بنسبة 74% من الاصوات.
وجاء حزب "الاتحاد لاستقلال انغولا التام" المعارض الرئيسي في المرتبة الثانية بفارق كبير حيث لم يحصل سوى على 18%، بينما حصل حزب كاسا الجديد على المرتبة الثالثة بعدما حصل على نسبة 4,5%.
وجرى التصويت الجمعة على اختيار 220 من اعضاء البرلمان على ان يتولى زعيم الحزب الفائز الرئاسة.
ويرجح ان يحتفظ سانتوس الذي يحكم البلاد منذ 33 عاما، بالسلطة وسط مطالبة فقراء البلاد بالحصول على قسط من الثروة النفطية.
وبدأت عملية الفرز فور اغلاق صناديق الاقتراع الجمعة، وتجري اسرع مما كان متوقعا رغم انه من غير المتوقع ان تصدر النتيجة النهائية قبل الاسبوع المقبل.
وانتظر الانغوليون بترقب نتيجة الانتخابات. وهرع المواطنون الى اماكن بيع الصحف فور صدورها السبت.
وفي ما عدا ذلك بدت الامور في مدينة لواندا المليئة بالحياة، تسير بشكل هادىء لليوم الثاني. واعلن الجمعة يوم عطلة رسمية بمناسبة الانتخابات، وبقيت ابواب المتاجر مغلقة السبت فيما فرغت الشوارع من السيارات على غير عادتها حيث غالبا ما تكون مزدحمة.
وكان الحزب الحاكم حصل على نسبة 81% من الاصوات في الانتخابات الاخيرة التي جرت في 2008 والتي كانت الاولى التي تجري بعد انتهاء الحرب الاهلية التي استمرت 27 عاما وانتهت في 2002.
وقاد سانتوس انغولا التي تعتبر ثاني اكبر بلد افريقي مصدر للنفط، اثناء الحرب الاهلية المدمرة، ثم في اثناء الطفرة النفطية التي حولت البلاد خلال العقد الفائت الى واحدة من الدول الاسرع نموا اقتصاديا في العالم.
وشيدت عائلة سانتوس امبراطورية. وانفق الرئيس مليارات الدولارات في اعادة اعمار البلاد حيث قام ببناء طرق ومدارس وجسور وسدود جديدة.
وتحسن دخل الانغوليين والرعاية الصحية المقدمة لهم، الا ان اكثر من نصف سكان البلاد (55%) لا يزالون يعيشون في فقر مدقع ويقيم معظمهم في اكواخ تفتقر الى الكهرباء والماء.
وادى الاستياء الذي يشعر به الشباب الانغولي الذي ينظر بحسد الى ناطحات السحب الجديدة التي ترتفع في سماء لواندا، الى احتجاجات تطالب بتنحي سانتوس وتدعو الى توزيع الثروة النفطية بشكل اكثر مساواة.
وعادة ما يتم قمع التظاهرات في انغولا بسرعة وعنف، الا انها مع ذلك ازعجت الحكومة التي لا تسمح باي مظهر من مظاهر التمرد.
واتهم حزب "الاتحاد لاستقلال انغولا التام" دوس سانتوس باستغلال السلطة والمال لتشديد سيطرته على الدولة، ووعد في حملته بديموقراطية افضل.
وانتقد زعيم الحزب اسايس ساماكوفا بشدة تنظيم الانتخابات وتحدث عن قلقه بشان عملية اعتماد المراقبين، والفشل في اجراء تدقيق عام لاسماء الناخبين المسجلين والبالغ عددهم 9,7 ملايين.
ويحتاج حزب الاتحاد لاستقلال انغولا التام الذي لم يحصل سوى على 10% من الاصوات في الانتخابات السابقة، الى نتيجة قوية لاثبات انه لا يزال قويا وخصوصا بعد انشقاق احد كبار مسؤولي الحزب ليشكل حزب كاسا الجديد مع منشق كبير من الحزب الحاكم.
ولقي حزب كاسا قبولا لدى الناخبين الشباب بعدما وعدهم بوظائف افضل ومنازل، الا ان شعبية الحزب لا تزال غير واضحة منذ انشائه في نيسان/ابريل.
وقال بانغو سيرا من منظمة "العدالة والسلام والديموقراطية" الانغولية المدنية ان الحزب الحاكم "سيكون الفائز في الانتخابات، ولكن عليه ان يواجه الخلافات خلال السنوات الخمس المقبلة".
واضاف ان "محور الاستياء سيكون النتائج بسبب الشكوك حول تنظيم الانتخابات، ثم سياسات الحزب الاجتماعية".
ووصف بدرو فيرونا بايرز الرئيس السابق للراس الاخضر ورئيس فريق مراقبي الاتحاد الافريقي تنظيم الانتخابات بانه "مرض" وقال ان التقارير الاولية اظهرت ان عملية الاقتراع سارت على ما يرام.
وفي العام 2008 اجبرت الفوضى في الانتخابات الحكومة على السماح بيوم ثان من الاقتراع. الا انه يبدو ان عملية الاقتراع التي جرت الجمعة سارت بشكل سلسل، وقالت الشرطة في لواندا انه لم يتم الابلاغ عن اي حوادث.