نصر الله: انتهى الزمن الذي تقصف فيه إسرائيل لبنان وتبقى في أمان

تاريخ النشر: 25 أغسطس 2019 - 01:47 GMT
الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله
الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله

نصر الله: "أقول للجيش الإسرائيلي على الحدود، منذ الليلة، قف على الحائط على رجل ونصف وانطرنا.. يوم أو اثنين أو 3 أو 4، انطرنا".

قال الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله الأحد إن جماعته التي تدعمها إيران ستفعل كل ما بوسعها لمنع إسرائيل من إرسال مزيد من الطائرات المسيرة إلى بيروت ولن يسمح لإسرائيل بقصف لبنان بعد الآن.

وأضاف نصر الله “ما حصل ليلة أمس هجوم على هدف بالضاحية الجنوبية وهو أول عمل عدواني منذ أغسطس 2006” الخاضعة لسيطرة حزب الله. وتابع “هذا أول خرق واضح وكبير لقواعد الاشتباك التي رسمت في عام 2006”.

وقال  نصر الله ا إن سقوط طائرتين مسيرتين إسرائيليتين في الضاحية الجنوبية لحزب الله معقل حزب الله خلال الليل يمثل تطورا خطيرا جدا.

واضاف أن "الموقف يجب أن يكون بمستوى الحدث والخطر ولا يجب تسخيف الموضوع". وأوضح أن "الطائرة الأولى سقطت من دون أن تحدث أضرارا، في حين أن الطائرة الثانية كانت هجومية مفخخة انتحارية وانفجرت، وتسببت بأضرار جسيمة في مبنى المركز الإعلامي التابع لحزب الله، في الضاحية الجنوبية".

وتابع نصرالله قائلا أن "الطائرة الأولى مُسيرة نظامية تجسسية وصلت في تحليقها بين البنايات لتصور الهدف، نحن لم نسقطها إنما شبان رموا الحجارة عليها ووقعت. وهي موجودة لدينا وقد نعرضها على وسائل الإعلام". وتابع أنه "الطائرة الثانية ليست من نوع الطائرات التي يتم استئجارها لتصوير الأعراس والمناسبات بل طائرة عسكرية".

وشدد على أن "ما حصل ليلة أمس هو هجوم بطائرة مسيرة انتحارية على هدف في الضاحية الجنوبية لبيروت".

واعتبر نصر الله أن "ما جرى يشكل خرقًا فاضحًا وكبيرًا للمعادلات التي أرسيت بعد عدوان تموز والسكوت عنه سيؤسس لمسار خطير ضد لبنان وكل فترة ستكون هناك طائرات مسيرة مماثلة".

وشدد على أن "أي سكوت عن هذا الخرق سيؤدي إلى تكرار السيناريو العراقي في لبنان حيث الطائرات المسيرة تقصف مراكز للحشد الشعبي في العراق و(رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين) نتنياهو، يباهي بذلك، نحن في لبنان لا نسمح بمسار من هذا النوع وسنفعل كل شيء لمنع حصول هكذا مسار.. فالزمن الذي تقصف فيه إسرائيل لبنان وتبقى هي في أمان انتهى".

وقال نصر الله مخاطبًا سكان الجولان السوري المحتل وشمالي البلاد "لا ترتاحوا ولا تطمئنوا ولا تصدقوا أن حزب الله سيسمح بمسار كهذا".

ووصف نصر الله إدانة الدولة اللبنانية لما جرى، ورفع الأمر إلى مجلس الأمن، بـ"الأمور الجيدة"، واستدرك أن "هذه الخطوات لا تمنع المسار، سمحنا منذ عام 2000 بالطائرات المسيرة الإسرائيلية لاعتبارات كثيرة ولكن لم يحرك أحد ساكنًا".

وأوضح نصر الله أن الطائرات المسيرة الإسرائيلية التي تدخل لبنان "لم تعد لجمع المعلومات بل لعمليات الاغتيال، ومن الآن فصاعدًا سنواجه الطائرات المسيرة الإسرائيلية عندما تدخل سماء لبنان وسنعمل على إسقاطها".

وحول الغارة العدوانية الإسرائيلية على مناطق قرب دمشق، الليلة الماضية، والتي أسفرت عن مقتل عنصرين من حزب الله، أكد نصر الله "إذا قتلت إسرائيل أيًا من إخواننا في سورية سنرد على ذلك في لبنان وليس في مزارع شبعا".

وأضاف "يوم أمس تم استهداف منزل في عقربا ونتنياهو يفاخر بأن المستهدف هو فيلق القدس"، وأوضح أن "المكان الذي استهدفته إسرائيل في بلدة عقربة أمس جنوب دمشق مركز لحزب الله"، وقال "ما حصل ليلة أمس لن يمر مرور الكرام".

وتوجه نصر الله إلى الإسرائيليين ثانية بالقول: إن نتنياهو "يشتغل في الانتخابات وهو يلعب بدمائكم ويقودكم نحو حافة الهاوية"، وقال "سندافع عن بلدنا في الحدود البرية وفي البحر وفي السماء أيضًا"، وأضاف "نحن مستعدون أن نجوع ولكن نبقى أعزاء ولن نسمح لأحد أن يمس بكرامتنا ووجودنا".

وأضاف "أقول للجيش الإسرائيلي على الحدود، منذ الليلة، قف على الحائط على رجل ونصف وانطرنا.. يوم أو اثنين أو 3 أو 4، انطرنا".

وقال نصر الله: "نحن أمام مرحلة جديدة وليتحمل الكل مسؤوليته في هذه المرحلة".

الحريري: اثارة للتوتر

وقال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يوم الأحد إن ارسال اسرائيل للطائرتين المسيرتين محاولة لدفع الأوضاع نحو مزيد من التوتر.

وقال الحريري في بيان أصدره مكتبه "العدوان الجديد الذي ترافق مع تحليق كثيف لطيران العدو فوق بيروت والضواحي، يشكل تهديدا للاستقرار الإقليمي ومحاولة لدفع الأوضاع نحو مزيد من التوتر".

وامتنع الجيش الإسرائيلي عن التعليق.

وقع الحادث بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي أن طائراته قصفت قوات إيرانية وفصائل شيعية قرب العاصمة السورية دمشق قال إنها كانت تخطط لإطلاق "طائرات مسيرة هجومية" صوب إسرائيل.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عضوين في حزب الله ومواطنا إيرانيا قتلوا في الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت محيط العاصمة السورية دمشق.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن طائراته "استهدفت قوة فيلق القدس وميليشيات شيعية كانت تخطط لشن هجمات تستهدف مواقع في إسرائيل انطلاقا من داخل سوريا خلال الأيام الأخيرة".

وفيلق القدس هو الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تويتر "لا حصانة لإيران في أي مكان. تعمل قواتنا في كل مكان ضد العدوان الإيراني... إذا هم أحد بقتلك، فاقتله أنت أولا".

وفي طهران، ذكرت وكالة العمال الإيرانية شبه الرسمية أن قائدا كبيرا بالحرس الثوري نفى يوم الأحد إصابة أهداف إيرانية في ضربات جوية إسرائيلية بسوريا.

وتعتبر إسرائيل جماعة حزب الله المدعومة من إيران أكبر تهديد عبر حدودها. وخاض الجانبان حربا استمرت شهرا في 2006 أسفرت عن سقوط نحو 1200 قتيل في لبنان معظمهم من المدنيين و158 قتيلا في إسرائيل معظمهم جنود.وشكا لبنان إلى الأمم المتحدة من اختراق طائرات إسرائيلية بشكل منتظم مجاله الجوي في السنوات الأخيرة.

وقال سكان في الضاحية الجنوبية إنهم سمعوا صوت انفجار. وذكر شاهد أن الجيش أغلق الشوارع حيث اشتعل حريق.

وقال متحدث باسم حزب الله للوكالة الوطنية للإعلام "الطائرة الثانية كانت مفخخة وانفجرت وتسببت بأضرار جسيمة في مبنى المركز الإعلامي".

وأوضح أن الطائرة الأولى "التي لم تنفجر هي الآن في عهدة الحزب الذي يعمل على تحليل خلفيات تسييرها والمهمات التي حاولت تنفيذها".

وذكر الجيش اللبناني أن طائرة مسيرة إسرائيلية سقطت وأخرى انفجرت في الضاحية الجنوبية لبيروت الساعة 0230 صباحا بالتوقيت المحلي (2330 بتوقيت جرينتش) مما تسبب في أضرار مادية فقط.

وقال الجيش في بيان "وعلى الفور حضرت قوة من الجيش وعملت على تطويق مكان سقوط الطائرتين واتخذت الإجراءات اللازمة".

ومن المقرر أن يلقي حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله كلمة تلفزيونية في وقت لاحق يوم الأحد.

وزاد قلق إسرائيل نتيجة تنامي نفوذ إيران خلال الحرب في سوريا المجاورة حيث تقدم طهران وحزب الله دعما عسكريا مهما لدمشق.

وتقول إسرائيل إن قواتها الجوية شنت مئات الهجمات في سوريا ضد ما تصفه بأهداف إيرانية وعمليات نقل أسلحة إلى حزب الله.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الهجمات التي نُفذت في سوريا يوم السبت أحبطت هجوما إيرانيا مزمعا في إسرائيل .

وقال التلفزيون السوري إن الدفاعات الجوية تصدت "لأهداف معادية" في دمشق وقال الجيش إنه دمر معظم الصواريخ الإسرائيلية.

وتختلف الولايات المتحدة وإيران بخصوص برنامج طهران النووي والخليج، حيث تتبادلان الاتهامات بشأن تهديد أمن الممر المائي الاستراتيجي.

وتملك إيران نفوذا واسعا في العراق أيضا.

واتهمت فصائل عراقية مسلحة الولايات المتحدة وإسرائيل يوم الأربعاء بالوقوف وراء سلسلة من الانفجارات في قواعدها ومستودعاتها في الآونة الأخيرة.

وقالت قوات الحشد الشعبي في بيان إن الولايات المتحدة سمحت لأربع طائرات إسرائيلية مسيرة بدخول المنطقة بصحبة القوات الأمريكية وتنفيذ مهام بالأراضي العراقية.

ولمح رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم الخميس إلى احتمال ضلوع إسرائيل في هجمات على أهداف مرتبطة بإيران في العراق.