دعت حركة النهضة الاسلامية التونسية القوى السياسية في البلاد الجمعة، الى "تأجيل خلافاتها ومعاركها" والاهتمام بالوضع الوبائي المتفاقم في البلاد، معتبرة ان مكافحة تفشي فيروس كورونا باتت "المعركة الوحيدة" حاليا.
وينطوي هذا الاعلان على وقف حركة النهضة لمشاورات تشكيل الحكومة.
وقال مصدر من الحركة التي لها 53 من أصل 217 نائبا في البرلمان، إنّ الاجتماع الأخير لمكتبها التنفيذي، الذي انعقد منذ يومين، طلب تأجيل مشاورات تشكيل الحكومة، وذلك بعد أن لاحظ عدم إحراز أي تقدّم فيها.
وقال المتحدث باسم الحركة فتحي العيادي في تصريحات للصحافيين في العاصمة تونس الجمعة إن "المعركة الوحيدة لحركة النهضة الآن، هي مكافحة تفشي فيروس كورونا، في ظل خطورة الأوضاع الصحية والاجتماعية والاقتصادية".
ودعا العيادي القوى الوطنية إلى تأجيل الخلافات والمعارك السياسية والاهتمام بالوضع الوبائي، مشددا على ان "كل الواجبات الأخرى تسقط أمام التصدي لهذه المعركة".
وأضاف ان "حركة النهضة وقفت وستستمر في الوقوف إلى جانب شعبها بالاهتمام بالقضايا الحقيقية.
وكان العيادي اعلن الاسبوع الماضي انطلاق مشاورات تشكيل الحكومة التي تقترحها حركة النهضة، مضيفًا أن حزبه سيعرض على رئيس الحكومة المشيشي رئاستها.
واثارت دعوة حركة النهضة الى مشاورات تشكيل الحكومة ردود فعل واسعة واعتراضا من أغلب القوى السياسية في البلاد.
ونقل موقع "ارم نيوز" عن المحلل السياسي هشام الحاجي قوله أن أسباب توقف المشاورات ليست لها أيّة علاقة بانتشار فيروس كورونا، بل هو مرتبط أساسًا برفض أغلب القوى السياسية مشاركة النهضة في الحكومة الجديدة.
وإجمالا سجلت تونس حتى مساء الخميس 526 ألفا و487 إصابة بالفيروس.
وقالت وزارة الصحة الاسبوع الماضي إن البلاد تشهد "موجة وبائية غير مسبوقة تتميز بانتشار واسع للسلالات المتحورة ألفا ودلتا"، في معظم الولايات، مع ارتفاع في معدل الإصابات والوفيات.
وأعلنت منظمة الصّحة العالمية أن البلد العربي يسجل أعلى حصيلة وفيات بـ"كورونا" في كل من المنطقة العربية والقارة الإفريقية، فيما تداعت عديد الدول العربية لدعم تونس.
وتوالت مساعدات دولية، بينها مليون و800 ألف جرعة لقاح مضادة للفيروس، وتجهيزات طبية ومعدات تزويد بالأوكسيجين وأسرة طبية، من عدة دول أبرزها تركيا وقطر والسعودية والإمارات ومصر الجزائر.