انطلقت في المغرب حملتان متزامنتان تهدفان الى إحداث تغييرات في القانون بما يضمن منع تعدد الزوجات ومساواة الذكر والانثى في الميراث، فضلا عن اعادة تعريف مفاهيم العذرية وغشاء البكارة للمرأة.
وأعلن اتحاد العمل النسائي في المغرب، الذي يتألف من عدة جمعيات ومنظمات حقوقية، إطلاق حملة وطنية في البلاد بغية إحداث تغييرات في قانون الأحوال الشخصية، بالتزامن مع مرور 18 عاما على إصدار اخر تعديلاته.
ويطالب الاتحاد بحظر تعدد الزوجات وتزويج الفتيات الصغيرات واعتماد السن القانونية للزواج المحددة في 18 سنة للذكر والأنثى دون أي استثناء.
كما يدعو الى اعتماد الزامية عقد تدبير ممتلكات الأسرة واشتراطه ضمن الوثائق اللازمة لملف الزواج، والنص صراحة على اعتبار دور العمل المنزلي وتربية الأطفال في تقييم مساهمة النساء.
ومن بين التعديلات المقترحة إسناد الولاية على الأبناء إلى الأم والأب دون تمييز أثناء قيام الحياة الزوجية وبعد الانفصال وإلغاء التمييز الحاصل في مواد الحضانة وعدم اعتبار زواج الأم المطلقة عاملا لإسقاط الحضانة عنها.
وقالت رئيسة الاتحاد عائشة الحيان، في تصريحات لموقع الحرة "نحن نطالب بالمساواة بين الجنسين في الحقوق والواجبات ولكننا نركز حقوق المرأة والطفل باعتبارهما الفئة الأضعف في المجتمع حاليا وهي التي تعاني أكثر بموجب القوانين التي يعمل فيها في الوقت الحالي".
وبالنسبة لمسألة حظر تعدد الزوجات والتي يرى بعض المحافظين أنها تتعارض مع الشريعة الإسلامية، ترد الحيان: "في الأساس يوجد قوانين وشروط قيدت مسألة تعدد الزوجات في الأعوام الأخيرة، وبحسب بعض الإحصائيات فإن تلك النسبة أقل من واحد بالمئة، وبالتالي القوانين توضع لتحسين أوضاع الأكثرية وليس الأقلية".
“قاموس العذرية”
الى ذلك، أصدرت منظمة "مالي" الحقوقية في المغرب قاموسا يتعلق بتعريفات العذرية لدى النساء بثلاثة لغات، ضمن حملة حقوقية تهدف إلى "حصر وإعادة تعريف المصطلحات التي تبدو طبيعية في لغتنا اليومية، ولكنها صُممت منذ قرون لتقييم النساء واضطهادهن".
وبحسب موقع "هسبريس" المحلي فإن القاموس المصور الذي صدر باللغات العربية والفرنسية والإنكليزية حمل عنوان "القاموس المروع لاختبار العذرية".
ويظهر في القاموس تعريفات بغرض تصحيح بعض "المفاهيم الخاطئة" مثل "عذرية، عذراء، غشاء البكارة، اختبار العذرية، فض غشاء البكارة، جرائم الشرف، فحص العذرية بالنار، فحص العذرية بالماء، طقم غشاء البكارة الاصطناعي، ترقيع غشاء البكارة، العنف الجنسي، الاغتصاب وثقافة الاغتصاب" وكذلك للحديث عن بعض القوانين الجزائية مثل الفصل 488 من القانون الجنائي المغربي.
يعرف القاموس العذرية بأنها "خرافة أبوية ومفهوما وهميا تم إنشاؤه لإخضاع النساء"،
ويعرف القاموس العذرية بأنها "خرافة أبوية ومفهوما وهميا تم إنشاؤه لإخضاع النساء"، وأنه لا يوجد دليل على عذرية النساء وبالتالي يجب دائما كتابتها بين علامتي اقتباس، وأنها "كلمة نقية للغاية؛ لكنها أسطورة تحمل عبئا ثقيلا ومظلما".
ويذكر القاموس أنه "لعدة قرون، تم استخدام العديد من الطرق (بعضها أكثر خطورة من الأخرى) كوسيلة لاختبار (عذرية) المرأة في ليلة زفافها وقبلها. لا يزال بعضها يمارس حتى اليوم في المغرب".
وأما مفهوم "عذراء" الذي يعني "شيئا أو شخصا في حالته الأصلية، النقية أو الطبيعية"، فقد تغير بالنسبة للنساء؛ "وأصبحت سلامة غشاء البكارة لديهن هي الدليل على عذريتهن بغض النظر عن ممارسة الجنس من عدمه، وأنها خرافة يجب أن تزول لأن غشاء البكارة (ليس دليلا) على ممارسة الجنس".
وينتقد القاموس "اختبار العذرية" لافتا إلى أنه "مفهوم قديم يستخدم كوسيلة لاضطهاد النساء في جميع أنحاء العالم، حتى في المجتمعات الحديثة".
وتابع: "لا يوجد دليل علمي على (عذرية) المرأة، لذلك لا يمكن اختبارها، وأن (فحص العذرية) يؤدي إلى عواقب وخيمة على الصحة العقلية والبدنية وانتهاك حقوق الإنسان" وأنه "إذا فشلت الفتاة في (اختبار العذرية) فقد تضطر إلى مواجهة العقوبات والإذلال العلني والإيذاء الجسدي وفي بعض الحالات الموت".
وينبه المنشور الجديد إلى أن منظمات مثل الأمم المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة للمرأة ومنظمة الصحة العالمية قد أصدرت "العديد من البيانات التي حذرت فيها من أنه لا يوجد اختبار بإمكانه أن يثبت ما إذا كانت المرأة قد مارست الجنس".