عرض احد كبار مساعدي مقتدى الصدر على القوات الاميركية انسحابا متبادلا من مدينة النجف فيما عادت الحياة الى طبيعتها في مدينة كربلاء التي كانت انسحبت منها القوات الاميركية.
قال قيس الخزعلي احد كبار مساعدي مقتدى الصدر اليوم السبت إن مليشيا جيش المهدي التي شكلها رجل الدين الشيعي ستنهي وجودها المسلح في النجف وكربلاء إذا انسحبت القوات الاميركية من المدينتين المقدستين لدى الشيعة.
وأبلغ الخزعلي الصحفيين ان مقاتلي جيش المهدي مستعدون لإنهاء وجودهم المسلح فور مغادرة قوات الاحتلال للمدن المقدسة وإعطاء ضمانات بذلك. واضاف الخزعلي انه لا توجد ضمانات حتى الان بان قوات
الاحتلال لن تعود ثانية الى المزارات المقدسة.
وانسحبت القوات الاميركية يوم الجمعة من وسط مدينة كربلاء بعد ايام من القتال الشرس مع رجال ميليشيا الصدر. وفي وقت سابق من هذا الاسبوع دعا اية الله علي السيستاني المرجع الاعلي للشيعة في العراق القوات الاميركية والميليشيا للانسحاب من المدن المقدسة.
وخرج العراقيون الى شوارع كربلاء ليعيدوا الحياة لشوارع المدينة بعد اسابيع من الاشتباكات بين الجنود الاميركيين ومقاتلي ميليشيا شيعية.
ولم تصدر اي تصريحات رسمية على لسان قادة عسكريين اميركيين لكن سكانا قالوا ان القوات الاميركية بما في ذلك الدبابات والعربات المدرعة بدأت تنسحب من المدينة في ساعة مبكرة يوم الجمعة.وعادت شوارع كربلاء يوم السبت تزدحم بالتجار واصحاب المتاجر بعد أسابيع من الركود.
ورغم الانسحاب قال السكان انهم يتوقعون استئناف القتال في الايام القادمة واضافوا ان رجال الميليشيا الموالين رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر ما زالوا متحصنين في مركز المدينة وان كان وجودهم اقل وضوحا عن ذي قبل.
وقال مقاتلو ميليشيا جيش المهدي انهم مستعدون لاستئناف القتال في اي وقت.
وقال مقاتل يدعى ابو كرار وهو قائد مجموعة قوامها 250 مقاتلا تتمركز قرب مسجد الامام الحسين وهو معلم رئيسي في وسط كربلاء "ننتظر استئناف القتال في اي لحظة ومن المحتمل ان نكون نحن البادئين".
وفي الاسابيع الاخيرة خاضت الجنود الامريكيون ومقاتلو جيش المهدي معارك ضارية من شارع لشارع في كربلاء على مسافة غير بعيدة من المسجد الذي يعد من اهم المزارات الشيعية.
ودعا اية الله علي السيستاني المرجع الاعلي للشيعة في العراق القوات الاميركية والميليشيا الى الانسحاب من كربلاء ومن مدينة النجف القريبة حيث مرقد الامام علي وهو مزار اخر من اهم المزارات الشيعية.
ورأى بعض سكان كربلاء في انسحاب القوات الاميركية دعوة لمقاتلي الصدر لمغادرة المدينة وهو احتمال قال المقاتلون انه ليس محلا للنقاش.
وقال كاظم ابراهيم وهو واحد من نحو الفي مقاتل يختبئون في مباني حي المقيم الذي كان مسرحا لاشرس قتال في الاسبوع الماضي ويقع على مسافة غير بعيدة من مسجد الامام الحسين "اننا نزيل الانقاض التي خلفها الاميركيون ونحن مستعدون للعودة الى القتال في ثانية واحدة".
واعيد فتح المدارس التي أغلقت اثناء القتال وقال شهود ان الشرطة العراقية التي تدعمها الولايات المتحدة والتي تغلب عليها مقاتلو الصدر عندما بدأوا انتفاضتهم ضد الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة الشهر الماضي قد عادت الى الشوارع ايضا.
وخرج الى الشوارع زوار المزارات الشيعية يوم السبت بعد ظلوا بعيدين اثناء القتال. لكن ما زالت المخاوف من تجدد الاشتباكات قائمة في كل مكان.
وقال حيدر عباس وهو تاجر اقمشة وملابس له متجر قريب من مسجد الامام الحسين "الوضع غير مستقر... لم يتغير شيء. لم يعلن عن شيء. نخشى من احتمال استئناف القتال من جديد"—(البوابة)—(مصادر متعددة)