اعلن وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف، في بيان بثه التلفزيون الرسمي الخميس، ان الجيش عزل الرئيس عمر البشير من منصبه وقام بالتحفظ عليه في مكان آمن، اضافة الى تعطيل الدستور، في خطوات سيتبعها فترة انتقالية لمدة عامين وفرض حالة الطوارئ لمدة ثلاثة اشهر.
وقال بن عوف إنه تم "اقتلاع" النظام والتحفظ على رأس النظام في مكان آمن في إشارة إلى الرئيس السوداني عمر البشير، مشيرا الى البدء بفترة انتقالية لمدة عامين وفرض حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر، كما أعلن حل المجلس الوطني ومجالس الولايات، وتشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد.
واضاف انه تم إغلاق المجال الجوي والمطارات وغيرها من نقاط الدخول، مع تأكيده على وقف إطلاق النار الشامل في جميع ربوع البلاد.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر سودانية أن الجيش أصدر تعميما لكافة وحداته أكد فيه استلامه للسلطة وشروعه في تشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد.
وتحدثت تقارير عن اجتماع بين القادة العسكريين دون حضور الرئيس البشير. وسيطرت القوات المسلحة على مقر الإذاعة والتلفزيون، في حين تفيد التقارير بأن هناك قوات عسكرية استولت على السلطة.
وذكرت مصادر سودانية في وقت سابق أن الجيش أجبر البشير على التنحي بعد حكم شمولي دام ثلاثة عقود وأن هناك خطوات لتشكيل مجلس انتقالي لإدارة شؤون البلاد.
وقال شاهد من رويترز إن جنودا داهموا مقر الحركة الإسلامية التي يتزعمها البشير وتشكل العنصر الرئيسي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم.
وتدفق آلاف إلى موقع احتجاج مناهض للحكومة أمام وزارة الدفاع بينما خرجت حشود ضخمة إلى شوارع وسط الخرطوم ابتهاجا بالنبأ وأخذت تهتف بشعارات مناهضة للبشير.
وهتف المحتجون عند وزارة الدفاع ”سقطت سقطت.. انتصرنا“.
وقال محتج متحدثا إلى قناة العربية إن هناك أنباء بأن الفريق أول ركن عوض محمد أحمد ابن عوف نائب البشير ووزير الدفاع سيحل محله لكن هذا غير مقبول بالنسبة للمتظاهرين.
وقالت نادين علاء الدين التي كانت تشارك في المظاهرات ”نحن نتوقع أن يكون هناك خبر سار.. خبر مفرح طال انتظاره خلال 30 سنة“.
وقال محمد آدم (44 عاما) ”لن نقبل بأن يكون أعوان البشير جزءا من الوضع الجديد. هؤلاء من قتلوا المحتجين“.
وقال كمال عمر، وهو طبيب عمره 38 عاما، إن أي حكومة عسكرية لن تكون مقبولة. وأضاف ”سنواصل الاعتصام حتى ننتصر“.
ويبث التلفزيون والإذاعة الرسميان موسيقى وطنية تعيد إلى أذهان أجيال السودانيين الأكبر سنا انقلابات عسكرية في عهود سابقة شهدت قلاقل أهلية.
وتصاعدت الأزمة الراهنة في السودان منذ مطلع الأسبوع بعدما بدأ آلاف المحتجين اعتصاما خارج مقر وزارة الدفاع في وسط الخرطوم حيث مقر إقامة البشير.
واندلعت اشتباكات يوم الثلاثاء بين جنود حاولوا حماية المحتجين وأفراد من أجهزة الأمن والمخابرات كانوا يحاولون فض الاعتصام. وذكر وزير الإعلام نقلا عن تقرير للشرطة أن ما لا يقل عن 11 شخصا لاقوا حتفهم في الاشتباكات منهم ستة من القوات المسلحة.
وكانت شخصيات من المعارضة قد دعت الجيش للمساعدة في التفاوض لإنهاء حكم البشير المستمر منذ ما يقرب من ثلاثة عقود والانتقال نحو الديمقراطية.