جنوب السودان لا يريد "الانجرار" الى حرب "جنونية"

تاريخ النشر: 27 مارس 2012 - 04:01 GMT
سالفا كير في متحف المحرقة اليهودية في القدس
سالفا كير في متحف المحرقة اليهودية في القدس

 اكد جنوب السودان الثلاثاء انه لا يريد "الانجرار" الى حرب جديدة "جنونية" مع الخرطوم، بينما تستمر المعارك وعمليات القصف لليوم الثاني في منطقة حدودية.
وقال وزير الاعلام في جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين ان "جوبا قادرة على الدفاع عن اراضيها وسلامتها".
وقال بنجامين في مؤتمر صحافي "كما قال رئيسنا (سالفا كير) لا يمكننا الانجرار الى حرب جنونية، لكننا قادرون على حماية اراضينا ووحدتنا".
واتهم كير الاثنين السودان بمهاجمة جنوب السودان عبر قصف عدة مواقع وشن هجمات برية في ولاية الوحدة الحدودية.
واكد ان قوات جنوب السودان ردت على الهجوم وعبرت الحدود وسيطرت على حقل هغليغ المهم في الاراضي السودانية وتطالب به الدولتان.
وصرح رئيس اركان جيش جنوب السودان فيليب اغوير في المؤتمر الصحافي نفسه "لم يتوقف القصف، جرت معارك برية هذا (الثلاثاء) ونتوقع ان يهاجموننا (الجيش السوداني) في مواقع اخرى".
وتابع "من البديهي انه لا يمكن حدوث معارك منذ بعد الظهر وحتى الصباح من دون خسائر" مشيرا الى انتظار التفاصيل حول حصيلة القتلى والجرحى.
وتواجهت جوبا والخرطوم طوال 20 عاما في حرب اهلية ادت الى مقتل مليوني شخص وانتهت عام 2005 باتفاق سلام ادى الى استقلال جنوب السودان المعلن في 9 تموز/يوليو 2011.
وتبادل الطرفان الاتهامات ببدء القتال يوم الاثنين. ومن الصعب التحقق من الاحداث الجارية على الحدود التي تمتد 1800 كيلومتر اذ أن أغلب أراضي المنطقة متنازع عليها ولا يسمح للصحفيين بدخولها.
واتهم السودان جنوب السودان بمهاجمة منطقة هجليج الحدودية حيث يوجد حقل نفط كبير تسيطر عليه الخرطوم. وقال الجنوب ان جيشه كان فقط يتصدى لهجوم بري للجيش السوداني هناك دفاعا عن النفس بعد هجوم على المنطقة.
وينهي تجدد العنف فترة من محاولات التقارب بين الطرفين تم احراز بعض التقدم خلالها هذا الشهر في محادثات تحت رعاية الاتحاد الافريقي في محاولة لانهاء الخلافات المريرة.
ولم تتفق الدولتان بعد على قيمة الرسوم التي سيدفعها الجنوب مقابل تصدير النفط عن طريق السودان. ما دفع الخرطوم الى مصادرة بعض شحنات النفط مقابل ما تقول انه رسوم مرور لم تدفع.
وتوصلت الخرطوم وجوبا في وقت سابق هذا الشهر الى اتفاقين بشأن حرية حركة المواطنين بين اراضي البلدين وهي خطوة عززت الامال في امكانية التوصل الى اتفاق بشأن النفط كذلك خلال اجتماع الرئيسين.
لكن وزير الاعلام السوداني عبد الله علي مسار شكك في الاتفاقات التي ابرمت في الفترة الاخيرة واتهم جوبا بالخداع على طاولة المفاوضات.
وقال لوكالة السودان للانباء في وقت متأخر من مساء يوم الاثنين ان الاتفاقات التي ابرمت في أديس أبابا وزيارة وفد جنوبي يوم الجمعة لم تكن سوى خداع ومناورات.
ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين في الخرطوم لتأكيد تعليق زيارة البشير لجوبا وهو ما أوردته الاذاعة وصحف سودانية.
ويتبادل السودان وجنوب السودان الاتهام بدعم متمردين على جانبي الحدود لكن نادرا ما تقع مواجهات مباشرة بينهما.
ويدور قتال بين الجيش السوداني ومتمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان- قطاع الشمال في جنوب كردفان منذ يونيو حزيران. وامتدت الاشتباكات في سبتمبر ايلول الى ولاية النيل الازرق المتاخمة لجنوب السودان أيضا.
ومن بين سكان جنوب كردفان والنيل الازرق مجموعات كبيرة كانت تقاتل مع الجنوب خلال الحرب الاهلية وباتت على الجانب السوداني من الحدود بعد الانفصال. وتقول الخرطوم ان جنوب السودان يدعم الحركة الشعبية لتحرير السودان - قطاع الشمال وهو ما تنفيه حكومة الجنوب.
وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة انها تشعر بالقلق على سلامة 16 ألف لاجيء في مخيم ييدا بالقرب من الحدود حيث ترددت أنباء القتال أمس الاثنين.
وقالت فاطوماتا لوجون كابا المتحدثة باسم المفوضية لرويترز ان القتال "قريب جدا من ييدا لذلك نشعر بالقلق."