جنوب أوروبا يحترق: كارثة بيئية تشتعل بين فرنسا وإسبانيا

تاريخ النشر: 09 يوليو 2025 - 08:38 GMT
_

تواجه مناطق جنوب فرنسا وشمال شرق إسبانيا حرائق غابات واسعة النطاق، أجبرت السلطات في البلدين على إغلاق المطارات والطرق، وتنفيذ عمليات إجلاء وتحذيرات عاجلة للسكان مع اشتداد خطر النيران بسبب الظروف المناخية القاسية.

في فرنسا، امتدت النيران إلى مشارف مدينة مارسيليا، ثاني أكبر مدن البلاد، ما دفع السلطات المحلية إلى إرسال رسائل نصية عاجلة للسكان تطالبهم بمغادرة مناطق الغابات فورًا، والاحتماء في مبانٍ خرسانية مع إغلاق الأبواب والنوافذ. وتصاعدت سحب كثيفة من الدخان غطت جبال شمال المدينة، وتسببت في تلوث هواء تجاوز الحد المسموح به بعشر مرات.

وبسبب تقدم الحريق بسرعة، تم إغلاق مطار مارسيليا بروفانس، وتعليق حركة القطارات، كما أخلي مجمعان سكنيان في شمال غرب المدينة. وأعلنت فرق الإطفاء أن النيران أتت على نحو 700 هكتار حتى الآن، وتشارك أكثر من 560 عنصرًا في جهود الإطفاء، بعد أن تسببت شرارة من سيارة محترقة في اندلاع الحريق. وأُصيب تسعة أشخاص بإجهاد نتيجة استنشاق الدخان، في حين تضررت عشر مساكن على الأقل.

وقال رئيس بلدية مارسيليا إن الوضع يستدعي الحذر الشديد، داعيًا السكان إلى تقليل تحركاتهم لتسهيل عمل فرق الإنقاذ.

في موازاة ذلك، اشتعل حريق ضخم قرب مدينة ناربون جنوب فرنسا، أتى على أكثر من ألفي هكتار من الأراضي النباتية، واستدعى تنفيذ عمليات إجلاء عاجلة. وقالت السلطات إن الحريق ما زال خارج السيطرة، وساهمت الرياح القوية ودرجات الحرارة المرتفعة والرطوبة المنخفضة في تأجيج النيران.

أُغلق الطريق السريع الواصل بين فرنسا وإسبانيا على طول ساحل البحر المتوسط مؤقتًا بسبب الحريق، وأُصيب خمسة من عناصر الإطفاء بجروح طفيفة. ويشارك أكثر من ألف عنصر إطفاء في إخماد النيران، بدعم من وحدات أُرسلت من مختلف أنحاء فرنسا، بالإضافة إلى تعزيزات وصلت من رومانيا.

في الجهة الأخرى من الحدود، تشهد مقاطعة كتالونيا الإسبانية وضعًا مشابهًا، حيث أتى حريق غابات عنيف على أكثر من 7,400 فدان من الأراضي المغطاة بالنباتات. وأمرت السلطات بإبقاء أكثر من 18 ألف شخص في مقاطعة تاراغونا داخل منازلهم، في حين أُجلي العشرات من بلدات متضررة مثل شيرتا وألدوفير.

واندلع الحريق في منطقة جبلية نائية فجر الإثنين، وسط رياح بلغت سرعتها 90 كيلومترًا في الساعة، مما أعاق جهود الإطفاء رغم مشاركة أكثر من 300 عنصر، إلى جانب وحدات الطوارئ العسكرية التي جرى نشرها فجر الثلاثاء.

وتعيش إسبانيا حالة تأهب قصوى في عدد من المناطق بسبب تصاعد وتيرة حرائق الغابات، بعد تسجيل البلاد لأعلى درجات حرارة في شهر يونيو الماضي. وأكدت السلطات المحلية أن شخصين لقيا مصرعهما جراء حريق سابق اندلع في كتالونيا بداية الشهر الجاري.

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن