جنرال في القوات الخاصة المصرية يقود تنظيم القاعدة

تاريخ النشر: 25 فبراير 2021 - 06:12 GMT
انضم العدل إلى الجيش المصري، وأصبح عقيداً بالقوات الخاصة المصرية في الثمانينيات
انضم العدل إلى الجيش المصري، وأصبح عقيداً بالقوات الخاصة المصرية في الثمانينيات

كشف تنظيم "القاعدة" عن تعيين "سيف الثأر" زعيما له، ووصفه بانه سيعيد "امجاد" وعنفوان التنظيم و "من المقرر أن يجعل الجماعة خطيرة كما كانت في عهد مؤسسها أسامة بن لادن" وقالت مصادر ان جنرال مصري سيقود تنظيم القاعدة

جنرال مصري يقود القاعدة

وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن "الجنرال المصري السابق سيف العدل مختبئ في إيران، وأنه تولى زمام الأمور من زعيمها السابق أيمن الظواهري".

وأشارت إلى أن سيف، الذي تم تعقبه من قبل وكالات الاستخبارات في كل من بريطانيا والولايات المتحدة، تولى المنصب الأعلى، ويقوم بإعداد "صيغة جديدة للتنظيم".

من جهته، قال خبير بريطاني كبير في مجال مكافحة الإرهاب: "بالمقارنة مع الظواهري، من المرجح أن يكون سيف زعيما أكثر فاعلية، على الأقل أو حتى أكثر من بن لادن".

مكافأة لقتلة

وشارك سيف بشكل كبير في أنشطة "القاعدة" منذ حوالي 30 عاما، ويوجد بالفعل مكافأة قدرها 7.5 مليون جنيه إسترليني على رأسه، بعد تفجيرات السفارة الأمريكية في نيروبي ودار السلام في عام 1998، والتي خلفت 224 قتيلا.

يذكر أنه كان عضوا قياديا في وحدة الحماية المباشرة التابعة لبن لادن في أفغانستان، وأطلق عليه اسم "الحارس الأسود" نسبة إلى لون أوشحته.

وتشير التقارير، إلى أن "الزعيم الجديد للقاعدة يتطلع إلى بناء علاقات مع داعش وإيران وطالبان أفغانستان".

من جهته، قال الكولونيل ريتشارد كيمب، الذي كان يراقب سيف لصالح بريطانيا منذ ما يقرب من 20 عاما: "هناك تعاون بين مجموعات مثل هذه، لكن سيف يحظى باحترام كبير لدرجة أنه يمكن أن يتسبب في تعاون أكبر أو حتى اندماج".

وترك مقتل بن لادن في عملية أمريكية في باكستان في عام 2011 الجماعة في أيدي الظواهري، وهو مصري الأصل ويعتبر منظر التنظيم الرئيسي، لكن دون قدرة بن لادن على حشد المتطرفين في جميع أنحاء العالم.

سيف العدل اوقف في ايران

برز من بين الأسماء، بحسب الخبراء، سيف العدل، وهو ضابط سابق في القوات الخاصة المصرية انضم في الثمانينيات إلى جماعة الجهاد المصرية.

وأوقف سيف العدل مرّة أولى ثم إطلق سراحه، فتوجه إلى أفغانستان وانضم إلى القاعدة على غرار الظواهري.

ثم أوقف في إيران العام 2003 حيث رجح معهد "كاونتر إكستريميزم بروجكت" المتخصص أن يكون أطلق سراحه العام 2015 في إطار عملية تبادل أسرى.

وذكر تقرير للأمم المتحدة أنه كان لا يزال مقيما في إيران في 2018، حيث وصف بأنه من كبار المساعدين للظواهري.

وأوضح المعهد أن سيف العدل "لعب دورا جوهريا في بناء قدرات القاعدة على تنفيذ عمليات وارتقى بسرعة سلم القيادة فيها"، مشيرا إلى أنه قام بإعداد بعض خاطفي الطائرات في هجمات 11 سبتمبر.

وسيف العدل الآن من بين الأسماء المطروحة لكن "من المحتمل حصول مفاجأة" برأي باراك مندلسون، إذا ما طغى صوت الجيل الجديد، ويضيف "لا نعرف الكثير عن كيفيّة النظر إليه داخل القاعدة، إذا لم يعد هناك أحد مثل الظواهري أو أي قيادي من الحرس القديم ليضمنه".

 

ما علاقة سيف العدل بالجيش المصري؟

بحسب موقع اندبندنت العربية فان العدل، واسمه الحقيقي محمد صلاح الدين زيدان، هو قيادي بارز في "القاعدة" وعضو في مجلس قيادة التنظيم "مجلس الشورى"، كما يرأس اللجنة العسكرية لـ"القاعدة". وكانت هيئة محلفين فيدرالية أميركية كبرى قد وجهت إليه وقيادات أخرى اتهامات عن دوره في تفجيرات السفارات الأميركية في دار السلام بتنزانيا ونيروبي بكينيا في أغسطس (آب) 1998، التي أسفرت عن مقتل 224 مدنياً، بينهم 12 أميركياً، وإصابة أكثر من 5000 شخص.

وكان العدل ضابطاً في القوات الخاصة المصرية حتى اعتقاله في مايو (أيار) 1987 مع الآلاف من المسلحين المناهضين للحكومة، بعد محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري حسن أبو باشا، لكن لم تعثر السلطات المصرية على أدلة كافية ضد العدل في ما يتعلق بمحاولة الاغتيال، وبعد إطلاق سراحه سافر إلى أفغانستان، وانضم إلى "القاعدة" عام 1989.

وبحسب مشروع مكافحة التطرف، مؤسسة بحثية عالمية معنية بدراسات التطرف والإرهاب، فإن العدل ولد في الستينيات بمحافظة المنوفية بمصر، ودرس إدارة الأعمال في جامعة شبين الكوم، ويعتقد أنه بدأ التحول إلى التطرف في أوائل العشرينيات من عمره، حيث كان يتردد على مسجد فجر الإسلام في بلدته، وتلقى فيه الدروس الدينية.

وانضم العدل إلى الجيش المصري، وأصبح عقيداً بالقوات الخاصة المصرية في الثمانينيات، لكن في الوقت نفسه كان على صلة بحركة "الجهاد الإسلامي"، وهي جماعة إرهابية سعت إلى إطاحة الحكومة المصرية.

ووفقاً للمعلومات المنشورة على موقع وزارة الخارجية الأميركية فإنه أدى في مطلع 1990 تدريبات عسكرية واستخباراتية في بلدان مختلفة، بما في ذلك أفغانستان وباكستان والسودان، لعناصر من "القاعدة" والجماعات التابعة لها، بما في ذلك جماعة "الجهاد الإسلامي" المصرية. وفي عامي 1992 و1993، درّب عناصر من "القاعدة"، وكذلك رجال القبائل الصومالية الذين قاتلوا ضد القوات الأميركية في مقديشو خلال عملية استعادة الأمل.

التخطيط العسكري

لعب العدل دوراً حاسماً في بناء القدرات العملياتية لـ"القاعدة"، وسرعان ما صعد إلى التسلسل الهرمي بسبب خبرته في التكتيكات العسكرية، وأجرى تدريبات على المتفجرات، وأصدر تعليمات للمجندين الجدد حول كيفية تنفيذ عمليات الاختطاف والاغتيالات، وساعد في وضع مبادئ توجيهية لضمان التقييم الفعّال للهدف وجمع المعلومات الاستخبارية. كما يُعتقد أنه درب كثيراً من الخاطفين المسؤولين عن هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 بالولايات المتحدة.

بحلول منتصف التسعينيات، أصبح العدل رئيساً للجنة الأمنية لـ"القاعدة"، وهو جزء من وحدة أمن أسامة بن لادن، والساعد الأيمن لمحمد عاطف في اللجنة العسكرية. ومع وفاة عاطف عام 2001، يعتقد خبراء أن العدل خلفه في رئاسة التخطيط العسكري لـ"القاعدة".

وفي 1993 سافر إلى الصومال، حيث أنشأ معسكر تدريب للتنظيم استُخدم لاحقاً قاعدة لشن غارات على قوات حفظ السلام بالمنطقة. وفي السنوات التالية، يُعتقد أنه عمل من أماكن مختلفة في اليمن وأفغانستان وباكستان والسودان. وفي أغسطس 1998، انفجرت قنابل متزامنة تقريباً أمام سفارات الولايات المتحدة في نيروبي بكينيا ودار السلام بتنزانيا، وكانت الهجمات مرتبطة مباشرة بـ"القاعدة". وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 1998، وجهت هيئة محلفين أميركية كبرى لائحة اتهام إلى أكثر من 20 شخصاً، بينهم العدل، لتورطهم في الهجمات الإرهابية.


اشتباك مع القادة

تشير التقارير الاستخباراتية الأميركية إلى أن العدل عمل قيادياً عسكرياً رفيعاً إلى جانب أبو مصعب الزرقاوي، مؤسس فرع "القاعدة" بالعراق الذي تحوّل لاحقاً إلى تنظيم "داعش". وفي أواخر عام 2017، ادّعى أبو القسام، النائب السابق لأبي مصعب الزرقاوي، أن العدل على الرغم من تقييد سفره إلى الخارج ليس مسجوناً في إيران، ويحظى بحرية العمل. ويقول مشروع مكافحة التطرف إن هذا الزعم يتناقض مع تقرير سابق نشره في فبراير (شباط) 2016، ذراع إعلامية لتنظيم "القاعدة" على "تويتر"، يشير إلى أن العدل يقيم في سوريا للمساعدة في مواجهة التدخل الروسي.

وفي حين حظي العدل بتقدير لمهاراته العسكرية وسرعان ما أصبح لاعباً أساسياً في الدائرة المقربة من زعيم "القاعدة"، لكنه غالباً ما كانت لديه خلافات حول استراتيجية التنظيم مع بن لادن ونائبه أيمن الظواهري.

وبحسب تصريحات صحافية سابقة لأسامة رشدي، وهو متطرف مصري عمل مع تنظيم "القاعدة" في أفغانستان وباكستان طيلة أكثر من 15 عاماً، فإن العدل "اشتبك مع قادة التنظيم"، مضيفاً "لم يحترموه كرجل عسكري ولم يحترم هو المدنيين"، في إشارة إلى القيادات التي لم تحظ بخلفية عسكرية.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن