جنازة متظاهر قتيل تتحول لنقطة انطلاق جديدة للاحتجاجات بالسودان

تاريخ النشر: 18 يناير 2019 - 03:32 GMT
محتجون يتجمعون يوم الجمعة بالقرب من منزل متظاهر قتل بالرصاص خلال مظاهرات مناوئة للحكومة السودانية
محتجون يتجمعون يوم الجمعة بالقرب من منزل متظاهر قتل بالرصاص خلال مظاهرات مناوئة للحكومة السودانية

قال شاهد من رويترز إن الشرطة السودانية أطلقت الذخيرة الحية يوم الجمعة صوب مشيعين خارج منزل محتج (60 عاما) توفي متأثرا بجروح أصيب بها أثناء احتجاجات مناهضة للحكومة.

وتجمع نحو 5000 مشيع للمشاركة في جنازة معاوية عثمان الذي قتل بالرصاص يوم الخميس أثناء احتجاجات ضد حكم الرئيس عمر البشير والتي دخلت أسبوعها الخامس.

ولم ترد تقارير عن سقوط قتلى ولم يتسن الوصول إلى الشرطة للتعقيب.

وقال شاهد من رويترز إن الشرطة فتحت النار بعدما رشقها بعض المحتجين بالحجارة وقلبوا سيارة تابعة لها.

كما أغلق المحتجون شارعا رئيسيا في حي بري بالحجارة وهتفوا "لا إله إلا الله" و"شهيد! شهيد".

وانخرط كثيرون في البكاء والعويل بينما رفع البعض الأعلام السودانية.

وتناقص عدد المحتجين إلى المئات بعد دفن عثمان وبدء شعائر صلاة الجمعة. وبدأوا يهتفون "يسقط بس" الذي أصبح شعارا للمحتجين يرمز لطلبهم الرئيسي وهو تنحي البشير.

كما هتفوا أيضا "حرية! حرية" و"مليون شهيد لعهد جديد". ووقف بعضهم فوق سيارة الشرطة المقلوبة.

ومع زيادة التوتر في المنطقة انسحبت الشرطة وقوات الأمن من حي بري تماما وخلت الشوارع من أي وجود أمني.

وفي مدينة أم درمان على الجهة المقابلة من نهر النيل قال شهود إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على المحتجين أثناء مغادرتهم أحد المساجد في حي ودنوباوي.

واستخدمت قوات الأمن في بعض الأحيان الذخيرة الحية لتفريق المحتجين. وبلغ العدد الرسمي للقتلى في الاحتجاجات التي دخلت أسبوعها الخامس 24 شخصا منهم اثنان من أفراد الأمن. وتقول جماعات حقوقية إن العدد قد يكون نحو مثلي المعلن رسميا.

* تحد خطير

بدأت الاحتجاجات بسبب ارتفاع الأسعار لكنها سرعان ما تحولت إلى مظاهرات ضد البشير. وأنحى الرئيس باللائمة في الاحتجاجات على "عملاء" أجانب وقال إن الاضطرابات لن تقود إلى تغيير الحكومة مطالبا معارضيه بالسعي إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع.

لكن الاحتجاجات شبه اليومية تشكل أحد أخطر التحديات وأطولها لحكم البشير الذي يستعد حزبه لتغيير الدستور لمنحه فرصة الترشح لفترة رئاسة جديدة.

وقالت لجنة أطباء السودان المرتبطة بالمعارضة إن طبيبا وطفلا قتلا خلال الاحتجاجات في بري يوم الخميس. وأظهر مقطع مصور بُث مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي وتحققت رويترز من صحته قوات الأمن وهي تصوب أسلحتها نحو المحتجين في بري.

كما اندلعت احتجاجات في ست مدن أخرى يوم الخميس في بعض من أوسع الاضطرابات انتشارا منذ اندلاع المظاهرات في 19 ديسمبر كانون الأول.