جمعيات لبنانية تتحرك لمواجهة العنف وممارسات السياسيين

تاريخ النشر: 19 فبراير 2007 - 06:45 GMT

بعد توتر الاوضاع في لبنان خلال الفترة الاخيرة وظهور مخاوف من عودة شبح الحرب الاهلية نشطت جمعيات عدة ابرزها جميعة فرح العطاء في مجال الدعوة الى السلام وتجنب التقاتل ومساعدة ضحايا الحوادث الاخيرة.

وخلال الاسابيع القليلة الماضية نزلت جمعيات عدة الى الشارع او وزعت لافتات اعلانية تعبر فيها عن نفاد صبرها من ممارسات السياسيين الذين تحملهم مسؤولية الازمة الحالية في لبنان.

احدى هذه الجمعيات اطلقت على نفسها اسم "حلوها او حلوا" وهي نشأت قبل اسبوعين بعد المواجهات الدامية التي اخذت طابعا مذهبيا بين سنة وشيعة في بيروت وادت يومي الثالث والعشرين والخامس والعشرين من الشهر الماضي الى سقوط سبعة قتلى.

وقالت سحر عساف المدرسة والمتحدثة باسم هذه الجمعية "ان رجال السياسة من جميع الاتجاهات يستخدمون خطابا سياسيا يحرض على الحرب الاهلية. لن ننتظر حتى يحصل عندنا ما يحصل في العراق اليوم حيث يقع القتلى بعشرات الالاف. سنعمل على توحيد كل حركات السلام لنكشف للسياسين باننا الاقوى".

وخلال اليومين الماضيين اعلن عشرات الطلاب من جميع الطوائف من جمعية فرح العطاء اضرابا عن الطعام ليعبروا عن رفضهم للحرب الاهلية.

وتجمعوا امام مبنى المتحف الوطني الذي كان يقع على "خط تماس" بين المناطق الاسلامية والمناطق المسيحية تحت لافتة كتب عليها "خلاصنا بوحدتنا" ودعوا المارة الى التوقيع على عريضة عبارة عن "التزام بالتخلي عن العنف".

وقام ناشطون من هذه الجمعية بزيارة اهالي القتيلين اللذين سقطا خلال التفجير المزدوج الذي وقع في الثالث عشر من الشهر الجاري في عين علق في شمال شرق بيروت اضافة الى عامل مصري.

وزار الناشطون منزل الطالب ميشال عطار (19 عاما) الذي قتل في هذا التفجير والتقوا فؤاد عطار والد ميشال الذي قال لهم "ان ابني كان واحدا منكم وهو لا يزال حيا عبر اعمالكم".

وكانوا قاموا قبل اسبوع بجولة شملت العديد من قادة المعارضة والموالاة لحثهم على التوصل الى حل للازمة السياسية التي تشل البلاد منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

وقال ملحم خلف استاذ الحقوق ورئيس جمعية "فرح العطاء" التي تعد 382 عضوا "ان امراء الحرب نجحوا قبل ثلاثين عاما في دفعنا للدخول في الحرب الاهلية لن نسمح لهم باعادة الكرة".

واضاف "سنقوم قريبا باقامة سلسلة بشرية بين انصار المعارضة والموالاة ومقر الحكومة ونحن لا نقبل بهذا التقسيم في وسط بيروت الذي يذكرنا بجدار برلين".

ويشير بذلك الى الساتر الحديدي المدعوم بكتل من الاسمنت الذي اقامته قوى الامن الداخلي والجيش بين القسم الشرقي من ساحة الشهداء حيث ضريح الحريري وحيث تجمع انصار قوى الرابع عشر من اذار الاربعاء الماضي في الذكرى الثانية للحريري وبين القسم الغربي من الساحة حيث يقيم انصار المعارضة خيامهم.

وتقيم المعارضة منذ ثمانين يوما اعتصاما في الوسط التجاري للمدينة على بعد امتار قليلة من مبنى المقر الحكومي.